هكذا يخدع بنيامين نتنياهو جمهوره الإسرائيلي، وصحيفة عبرية توضح كيف يصور نفسه وكأنه هو من يحرك دول العالم
 

أشارت صحيفة يديعوت أحرنوت إلى "أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جعل خطابه المرتقب من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة "جزءًا من الرزنامة الإسرائيلية وأحد أعيادها التي لها قيم إلهية".
وتساءلت الصحيفة في افتتاحيتها التي كتبها ألون بنكس، "ماذا سيقول نتنياهو في خطابه هذا؟، وكأن مستقبل المشروع الصهيوني متعلق بالخطاب"، لافتةً إلى أنه "لم يشغل بال وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا الهوس في عهد غولدا مئير، ورابين، وبيغن، وشامير، وبيرس، وباراك، وشارون أو أولمرت ولا حتى قبلهم أيضًا".
مضيفةً "أن اللقاءات مع رؤساء الولايات المتحدة هي الأخرى أصبحت لدى نتنياهو لعبة واقعية".
متسائلةً بين 2009 و2016 كم سيكون اللقاء سيئًا مع باراك أوباما؟"، ومنذ انتخاب دونالد ترامب بات السؤال: "كم سينجح نتنياهو في إقناع ترامب؟".
وأشارت الصحيفة، إلى أن "لقاءات رؤساء وزراء إسرائيل السابقين كانت موضوعية، ومعظمها ودية (باستثناء بيغن وكارتر) وتقوم على أساس الثقة، المصداقية والنية الطيبة"، مضيفة: "أصبحت فقط لدى نتنياهو، تتعلق بمصير إسرائيل الذي هو تاريخي دومًا".
ورأت في خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، "أن الخطاب تحول لدى نتنياهو من حدث غير ذي أهمية إلى غاية لمستقبل المشروع الصهيوني"، مؤكدةً أن "نتنياهو يخدع الجمهور ووسائل الإعلام وكأنه هو أحد مدراء العالم، يحرك الدول، يلغي الإتفاقات، يرسم الجغرافيا السياسية، ويصمم الإستراتيجية العليا للعالم كله".
وتساءلت الصحيفة باستهجان: "في أي دولة تنشغل وسائل الإعلام ثلاثة أيام في ما جاء بالخطاب؟ معتبرةً أن بريطانيا؟ اليابان؟ تشيلي؟ نيجيريا؟ بالنسبة لها هذا مجرد خطاب"، موضحةً أن "الحكم ونقل الرسائل من خلال الخطابات ممكن، ويترافق هذا مع فعل سياسي، وجسارة، وليس فقط فقرات قاطعة عن مستقبل الكرة الأرضية في حال لم يعالج العالم إيران".
وأكدت الصحيفة، أنه "في حال غياب جدول أعمال سياسي إسرائيلي يعود نتنياهو إلى إيران"، منوهة إلى أن "دراما نتنياهو هذه المرة مصطنعة؛ فصحيح أن ترامب لا يحب الإتفاق النووي مع إيران، ولكن وزير الدفاع ماتيس، مستشار الأمن القومي مكماستر، ورئيس الطاقم كيلي؛ وثلاثتهم جنرالات لا يتصورون إلغاء الإتفاق مع إيران".