هل أميركا تناور بموضوع بقاء أو رحيل بشار الأسد من السلطة ؟
 

متناقضة هي المواقف والتصريحات الأميركية منذ بدء الثورة السورية عام 2011 إتجاه بقاء أو عدم بقاء بشار الأسد في كرسي الحكم بسوريا.
فالموقف الأولي إتجاه هذا الموضوع كان حاسما في البداية عبر الرئيس باراك أوباما الذي دعا بصراحة ووضوح إلى ضرورة تخلي الأسد عن الحكم من أجل سوريا أفضل.
لكن بعدها تقلبت وتخبطت المواقف الأميركية ولعل أكثر موقف شكل فضيحة بنظر كثر هو تراجع الإدارة السابقة عن ضرب النظام السوري بعد قصفه المدنيين بالكيماوي بعد أن كان أوباما قد وضع خطا أحمرا حول هذا الموضوع.

إقرأ أيضا : بانورما لبنان الجديد : روسيا تقصف قوات حليفة لواشنطن في سوريا وأميركا لن يهدأ بالها ما دام بشار الأسد في السلطة
ومنذ ذلك الوقت كانت المواقف الأميركية ضبابية وزادها ضبابية تصريحات الرئيس الحالي دونالد ترامب في فترة السباق الإنتخابي الرئاسي بأميركا عندما وضع محاربة داعش كأولوية لسياسته في سوريا لا رحيل الأسد.
ونفسه ترامب سيعود لاحقا ويتراجع في محطات مختلفة ويوجه ضربة عسكرية للنظام السوري إستهدفت إحدى مطاراته العسكرية بعد أن ضرب النظام بلدة خان شيخون بالكيماوي.
كانت هذه الضربة رسالة قوية لحقتها رسائل أخف وطئا عبر إسقاط طائرات عسكرية للنظام وتوجيه ضربات لبعض قواته وحلفائه الإيرانيين لتكريس بعض الخطوط الحمراء خصوصا في الشرق والجنوب السوري.
لكن بقي موقف الإدارة الأميركية غامضا وغير مفهوم فهي لم تدع علنا إلى ضرورة رحيل الأسد بل تسربت معلومات عن قبول لدوره ولبقائه في المرحلة الإنتقالية.
بالأمس طرأ موقف جديد يعتبر مهما جدا وهو ما صرحت به المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي التي قالت أن " واشنطن لن يهدأ بالها ما لم يستقر الوضع في سوريا وذلك لن يحدث في ظل وجود الرئيس السوري بشار الأسد ".
فعل هذا التصريح هو بداية تغيير فعلية في سياسة واشنطن أو أنها مناورة أخرى ؟