من سنة 1980 إلى سنة 1998 كنت ناشطاً في ظل  الحالة الإسلامية والمقاومة الإسلامية تلميذا وأستاذا متعلما ومعلما أنتقل من ضيعة إلى ضيعة ومن دولة إلى دولة في أفريقيا وأوروبا بخلفية الدعوة إلى تعاليم الإسلام ولمشروع المقاومة الإسلامية .
 في عقد التسعينات من القرن الماضي سافر أخي حسين مشيمش شهيد المقاومة الإسلامية إلى دولة ألمانيا طالبا اللجؤ السياسي وتوقف قبول لجؤه على ورقة مني أكتبها له مختومة بختم مكتب الأمين العام الأسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي ( حيث كنت يومها معاونا له )  أكتب فيها بأنه مطلوب حضوره فورا لمكتبنا حتى تكون وثيقة بيد اخي الشهيد أمام الدولة الألمانية ليحصل بموجبها على حق اللجؤ السياسي ، رفضت ذلك لاعتقادي بحرمة الكذب .
فعاد أخي من ألمانيا إلى لبنان ليرتدي ثوب المقاوم لباس العزة ويستشهد بطلا في بلدته كفرصير التي كان صامدا فيها مع أبطال المقاومة الإسلامية حيث تعرضت البلدة لغارات جوية إسرائيلية دمرت فيها أكثر من 50 بيتا تدميرا كاملا وكانت يومها خالية تماما من المدنيين .
بالتأكيد كان استشهاده فاجعة لا فاجعة أعظم منها على قلب أمي التي لحقته بعد سنة وشهور محدودة  وبعدما أصابها مرض السكري بأعلى درجاته فحولها إلى جسد من عظم بلا لحم وعيون بلا بصر وأذن بلا سمع لم يتوقف بكاؤها يوما مطلقا حتى التحقت به رحمها الله .
وأما أنا فإن السر الذي أريد أن أكشفه لكم هو : 
أنني قبل استشهاد أخي حسين كنت أقف على المنابر في جنائز شهداء المقاومة الإسلامية خطيبا ومحرضا على الإستشهاد في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي من دون أن أشعر مطلقاً بطبيعة النيران التي كانت تحرق  قلوب والدة الشهيد ووالده وأولاده وأخوته وزوجته لم أكن أشعر بطبيعة الأوجاع والآلام التي ما بعدها آلام وأوجاع التي كانت تصيب أهل الشهيد وذويه إلا حينما استشهد أخي حسين الذي كان مني بمنزلة ولدي وأخي على حد سواء حيث أصابتني صاعقة بعد ما أخبروني باستشهاده ما بعدها صاعقة في حياتي وانهرت انهيارا كاملا وكدت أن أهذي وبكيته يوميا على مدار سنة كنت أضع صورته يوميا تحت نظري وعلى مدار سنة وابكي حتى تبتل الصورة من دموعي !!!!!
بعدها بكل صدق وصراحة ولينتقدني من يريد أن ينتقدني بعدها صرت أتحدث عن الشهادة بلا شهية من شدة عاطفتي على  قلب أم شهيد ستحرق نيران اللوعة قلبها !!!!!!
وصرت أعرف معرفة قوية بروحي وعقلي بمشاعري وبدماغي بقلبي وقالبي ما معنى رسالة الله والأنبياء التي تقول
 [ما احتاط الأنبياء بشيء في هذه الدنيا كما احتاطوا بدماء الناس ]