لا يوجد دين ولا عبادة طالما يوجد بيننا وحولنا وفينا مسكين أو يتيم لا يوجد بين يديه ضرورات الحياة ومستلزماتها
 

هل خلقنا لكي نعبده فقط كما يظهر من قوله تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } ؟
ج : نعم ولكن كيف نعبد الله ؟ هل نعبده بالصلاة والصيام فقط ؟!
أجاب الله تعالى عن هذا السؤال بقوله تعالى :
{ إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر }.
إذن نعبده :
بالإيمان،
بالعمل الصالح،
بأن نتواصى بالحق،
وأن نتواصى بالصبر ونحن نقوم بالأعمال الصالحة والإنحياز للحق ولو كان ضد أنفسنا وأقرب الخلق إلينا .

إقرأ أيضا : ما زلنا في عصر الظلام
وأجاب بقوله تعالى أيضاً :
{ ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات }.
إذن نعبده باستباق الخيرات المتعددة بفعل الخيرات مع عباده المحتاجين والمظلومين .
وأجاب بقوله تعالى :
{ إن الله يأمر بالعدل والإحسان }.
إذن نعبده  بإقامة العدل وزيادة عليه أن نتعامل مع عباده بالإحسان واللطف والرحمة 
وأجاب بقوله تعالى أيضا :
{ أرأيت الذي يكذب بالدين ؟
فذلك الذي يدع اليتيم 
ولا يحض على طعام المسكين  }.

إقرأ أيضا : أيها الإسلاميون ... لذلك لا أؤمن بدولتكم !
إذن لا يوجد دين ولا عبادة طالما يوجد بيننا وحولنا وفينا مسكين أو يتيم لا يوجد بين يديه ضرورات الحياة ومستلزماتها .
فالشعب العظيم عند الله تعالى والذي يعبد الله تعالى ولا يكذب بدينه هو ذلك الشعب الذي أفلح ونجح بتكوين دولة توفر الضمان الإجتماعي والضمان الصحي وضمان الشيخوخة للإنسان الذي يعيش في ظل سلطتها ولو لم تكن مسلمة ولو لم تكن شيعية أو سنية أو مسيحية أو يهودية .
فالشعب العظيم عند الله هو ذلك الشعب الذي نجح وأفلح بتكوين دولة عادلة ومحسنة بحق مواطنيها { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } صدق الله العلي العظيم .
ولو لم تكن مسلمة أو مسيحية أو يهودية 
لأن العدل والإحسان بكل يقين يحبهما الله تعالى حبا عظيما ولو صدرا من غير المسلم ومن غير المسيحي ومن غير اليهودي ، إن العدل حسن بذاته كما العسل حلو بذاته فالعسل حلو سواء كان بيد مسلم أم  مسيحي أم يهودي والعدل حسن أيضا سواء تحقق بيد مسلم أم مسيحي أم يهودي .
فيا أيها الإسلاميون لا تقولوا هذه دولة كافرة وتكتمون عدلها وإحسانها بحق شعبها نتيجة عقدكم النفسية التي تحتاج إلى أعظم مستشفيات الأرض للأمراض النفسية والعصبية والعقلية .