كيف سجدت الشمس والقمر والكواكب لنبي الله يوسف ?
كيف سجدت وهي أجسام كروية الشكل ? 
وهل يمكن أن تصور  لنا صورة سجودها مع إيمانك بكرويتها ?
هذا السؤال وردني على الخاص  من بعض الأصدقاء وأحببت نشره على العام لتعميم الفائدة .
الجواب :
أخطات يا اخي في تفسير الآية لأنك لا تعلم ما معنى السجود في لغة القرآن الكريم .
إن السجود في لغة القرآن الكريم معناه الطاعة والإنقياد تقول سجد لك فلان يعني أطاع أمرك وانقاد إليه ؛ وسجود المسلم في صلاته هذا السجود الجسدي هو معنى من معاني السجود وليس معنى السجود حصرياً .
واستعمل الله في قرآنه كلمة السجود بمعنى الطاعة والإنقياد لا بمعنى السجود الجسدي كما يفعل المسلم في صلاته في عدة آيات منها { وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ }
والنجم أي والنبات : والنبات والشجر يطيعون الله تعالى وينقادون إلى أمره وفق قانون فيزيائي حدده لها ولم يسجد النبات ولا الشجر كما يسجد المسلم في صلاته .
وقال تعالى :
{   وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ }
{  وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا }
أي لله يطيع من في السموات ومن في الأرض وما في السموات وما في الأرض سواء كانت مخلوقات صامتة أم ناطقة أم جامدة أم متحركة كل المخلوقات تطيع الله وتسير منقادة لأمره وفق قوانين فيزيائية حددها سبحانه لها وبكل وضوح لم يقصد الله تعالى في آياته المذكورة السجود بصورة السجود الذي يمارسه المسلم في صلاته
فنبي الله يوسف (ع) رأى في منامه الشمس والقمر والكواكب يسجدون إليه أي يطيعون أمره أي واقعون تحت أمره بمقدوره أن يوجههم ويديرهم كما يشاء هذا ما رأه في منامه .
وعلى الأرجح والأقوى عندي أن الله تعالى أمر إبليس أن يسجد لآدم أي أن يطيع آدم وينقاد لأوامره في حياة الجنة فأبى واستكبر وقام بالحيلة الشهيرة حيث قسم بالله العلي العظيم كذبا لآدم بأن الأكل من الشجرة الفلانية تمنحه الخلود في الوجود وإن آدم عليه السلام لم يتصور بأن ابليس يمكن أن يتجرأ على الله تعالى فيقسم به كذباً فأكل آدم عليه السلام مع حوى  من الشجرة وعصى أمر ربه الذي نهاه مسبقا عن الأكل منها فعاقبهم الله جميعا بأن اهبطهم إلى الأرض ؛ ولا أتفق مع أحد يقول بأن البشر لولا خطيئة أبينا آدم عليه السلام لكنا نعيش في الجنة !!!!! لماذا لا اتفق ?
لأن الله تعالى قبل أن يخلق آدم كان متخذاً قرار خلق الإنسان على الأرض وكان يعلم سبحانه بعلمه الذي أحاط بكل شيء بأن هذا الإنسان سوف يسفك الدماء ويفسد في الأرض والدليل قوله تعالى :
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
إذن وجود الإنسان على وجه الارض علته الكاملة والتامة ليس بسبب خطيئة أبينا آدم عليه السلام ما آدم عليه السلام سوى مخلوق أراد الله أن ينفذ إرادته ومشيئته بهذه الطريقة التي جرت ؛ وإن قلت لي ولماذا الله تعالى خلق البشر مع علمه المسبق بأنهم سوف يصنعون الجرائم والفساد والمجازر ويسفكون دماء بعضهم بعضا ويتسببون بآلام وأوجاع وأحزان وأشجان مأساوية بحق الإنسانية جمعاء ?
أقول لك بأنه لا أحد يعلم الإجابة الشافية على هذا السؤال ولا أحد يعلم الإجابة الشافية على سؤال آخر وهو :
لماذا خلق الله هذا الوجود كله ?
لكن أنا شخصياً إن عقلي وفطرتي وروحي وكل جوارحي تؤكد لي يوما بعد يوم بأنه يوجد خالق عظيم وراء هذا الوجود يمتاز بصفات الكمال والجمال المطلق والقوة والقدرة والحكمة والمعرفة المطلقة ونقطة على السطر