نصرالله يكشف علاقة النظام السوري بداعش ويدعو للتفاوض

 

المستقبل :

مجسّداً حالة اختناق بدت مُطبقة على أنفاس «حزب الله» نتيجة عسر هضمه لإنجازات الجيش اللبناني في الميدان ولموجة التسونامي الشعبية والإعلامية العارمة دعماً لمعركة «فجر الجرود» التي تخوضها الدولة بذراعها العسكرية تحريراً للأرض ودفاعاً عن سيادتها دونما أدنى تنسيق مع أي جهة خارج نطاق الشرعية والحدود اللبنانية، أطلّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله على اللبنانيين أمس ليعبّر بكثير من الحنق والغيظ عن امتعاضه من المواكبة الوطنية والتغطية الإعلامية لعمليات الجيش اللبناني في الجرود مقابل تجاهل معارك «حزب الله» 

السورية، فخلص إلى تخوين الوسائل الإعلامية اللبنانية واتهامها بأقذع التهم بدءاً من اعتبارها مأجورة «تأتمر بأوامر الأميركيين» مروراً بوصمها بـ«الذل والخضوع» وصولاً إلى اعتبارها «ساقطة أخلاقياً». بينما وبشكل مفضوح لم يتوانَ نصرالله عن استثمار قضية وطنية إنسانية بحجم قضية العسكريين المخطوفين في بورصة رهاناته الإقليمية سعياً منه إلى ابتزاز الدولة اللبنانية في هذه القضية عبر محاولة زجّها قسراً في تنسيق علني مع النظام السوري «كشرط مسبق» لنجاح أي مفاوضات مع «داعش» تفضي إلى جلاء مصير العسكريين اللبنانيين، وذلك بالتوازي مع ابتداعه «معادلة رباعية» جديدة بعدما أضاف إلى ثلاثيته «الجيش والشعب والمقاومة» جيش الأسد، لكن سرعان ما وأد «تيار المستقبل» المعادلتين عبر ثنائه على بدعة نصر الله الجديدة باعتبارها «أفضل وسيلة لنسف المعادلة التي أرادها ذهبية أو ماسية من الأساس».

وإذ أبدى رفضه لمحاولة «التلاعب بمشاعر أهالي العسكريين وتوظيفها لمصلحة النظام السوري وحلفائه»، لفت «التيار» انتباه نصرالله إلى أنه لم يوفّق في إطلالته أمس التي سعى من خلالها إلى «الاستئثار بكل جبهات القتال مع الإرهاب وتنظيم «داعش»، وتكوين انطباع زائف بأن معركة الجيش اللبناني في الجرود ما كان لها أن تحقق أهدافها من دون المعارك التي يخوضها «حزب الله» مع الجيش السوري في الجانب الآخر»، مشدداً على أنّ «قضية العسكريين المخطوفين في عهدة الجهات الأمنية المختصة وفي عهدة القيادة العسكرية التي سبق أن أعلنت غير مرة أنها لن تذهب إلى التفاوض مع «داعش» قبل الكشف عن مصير العسكريين».

وعن إضافة نصرالله الجيش السوري لمعادلته الثلاثية المعروفة، أضاف «المستقبل» في بيانه: «حسناً أنه فعل ذلك لأننا بالفعل أصبحنا أمام معادلة تفقد صلاحية الإجماع الوطني بامتياز، وتضع الجيش والشعب اللبناني خارجها تلقائياً»، وتابع «التيار»: «لقد بشّر الأمين العام لـ«حزب الله» اللبنانيين ببزوغ معادلة رباعية إقليمية جديدة، حققت الكسوف المرتقب للمعادلة السائدة، وقد تفتح مع الأيام الباب أمام بزوغ معادلة خماسية وسداسية، يقرر «حزب الله» ضم الجيش الإيراني إليها محملاً بالحشد الشعبي العراقي وتنظيم أنصار الله الحوثي في اليمن»، ليختم «المستقبل» في المقابل مجدداً التأكيد على موقفه المبدئي «بحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني والدولة ووقوفه وراء المؤسسة العسكرية الوطنية المكلفة حصراً ورسمياً بحماية الحدود وتطهير الجرود من التنظيمات الإرهابية وفلول المسلحين الخارجين على السيادة اللبنانية».

الجيش يدك الإرهابيين.. بإسناد رئاسي

في الغضون، واصل الجيش اللبناني خلال الساعات الأخيرة دكّ مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي في البقعة الأخيرة التي يتحصّن فيها في المنطقة الحدودية مع سوريا عند «وادي مرطبيا» ومحيطه، محققاً إصابات مباشرة في مراكز الإرهابيين وآلياتهم وذخائرهم ومُسقطاً أعداداً كبيرة منهم بين قتيل وجريح. في حين كان «الإسناد الرئاسي» للمؤسسة العسكرية سيّد الموقف أمس على طاولة مجلس الوزراء وسط تنويه رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون ومجلس الوزراء سعد الحريري بفعالية وحرفية الجيش اللبناني في المعركة متعهدين العمل على تأمين كل مستلزماته لتمكينه من القيام بمهامه الوطنية الكبرى. 

ففي الشق السياسي من جلسة «بيت الدين»، استحوذ الجيش اللبناني على الحيّز الأكبر من المداخلات الرئاسية والسياسية وسط إجماع حكومي على دوره الوطني في الدفاع عن السيادة ودحر الإرهاب عن الأراضي اللبنانية، بحيث كانت إشادة من رئيس الجمهورية بعملية فجر الجرود «الناجحة»، قائلاً: «الشعب اللبناني فخور بهذا الجيش، والجيش فخور بما يقوم به، وعليه فإننا سنعمل على تأمين كل ما يحتاج إليه من عتاد ومعدات لتمكينه من القيام بالمهام المطلوبة منه». 

كذلك الأمر، عبّر رئيس مجلس الوزراء عمّا لمسه خلال زيارته التفقدية لمواقع الجيش في الجرود من «معنويات مرتفعة وطريقة حرفية كبيرة في تنفيذ الجيش مهمته الوطنية التي حرر خلالها أماكن من الإرهاب وتمركز فيها للمرة الأولى»، مشدداً في هذا السياق على أنّ «الظروف الأمنية تفرض تمركز الجيش في الأماكن التي حلّ فيها لمنع أي إرهابي من التسلل إليها مستقبلاً وهذا يتطلب توفير العتاد اللازم للجيش وإقامة مراكز مراقبة»، مؤكداً عزم الحكومة على «توفير المطلوب لتمكين الجيش من القيام بمهامه الوطنية الكبيرة». وفي هذا المجال، نقلت مصادر وزارية لـ«المستقبل» عن الحريري أنه لفت انتباه مجلس الوزراء إلى أنّ بعض المواقع التي سيطر عليها الجيش اللبناني في المرتفعات الجردية تتدنى فيها درجات الحرارة في الشتاء إلى ما دون الصفر وعليه لا بد من تأمين كل ما يحتاجه الجيش من خيم ومعدات وعتاد لتعزيز قدراته على الصمود والتمركز في هذه المناطق المحررة من الإرهابيين.

«الكهرباء».. و«النسبية»

أما على مستوى الإنتاجية الحكومية، فتم إنجاز وإرسال دفتر الشروط الخاص باستدراج عروض معامل توليد الكهرباء إلى إدارة المناقصات بعد إدخال بعض التعديلات عليه، وأوضحت المصادر الوزارية أنّ ملف الكهرباء استغرق وقتاً طويلاً من النقاش خلص إلى إدخال بعض التعديلات التقنية الطفيفة على صيغة دفتر الشروط الذي طرحته وزارة الطاقة ومن ثم تقرر إحالته إلى إدارة المناقصات وفق قانون المحاسبة العمومية. 

بينما برز في ضوء اجتماع لجنة بحث تطبيقات قانون «النسبية» التي انعقدت برئاسة الحريري في بيت الدين «الحاجة إلى إجراء بعض التعديلات التقنية» كما كشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ«المستقبل»، مشيراً إلى أنّ الاجتماع عرض مختلف الجوانب التقنية لقانون الانتخاب الجديد إن على صعيد كيفية الانتخاب أو كيفية احتساب الأصوات.

 

الديار :

بعيدا عن المعطيات الميدانية المسهبة في خطابه، واعلانه الشروط المقبولة لاستسلام ارهابيي «داعش»، أعاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وضع معركة الجرود في «نصابها» الصحيح بعد محاولات داخلية وخارجية لحرفها عن حقيقة معانيها وأهدافها الاستراتيجية، وفي توقيت اقليمي ودولي دقيق وحاسم، يعرف قائد المقاومة الكثير من خفاياه، كرس السيد معادلتين اساسيتين الاولى اعتبار الانتصار القريب بمثابة «التحرير الثاني» بعد نصر أيار عام 2000، والثانية اضافة تعديل جوهري يحمل الكثير من الدلالات السياسية والعسكرية،على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، باضافة الجيش السوري الى هذه المعادلة، وهو بذلك وجه رسالة بالغة الاهمية والدلالة لكل من يعنيهم الامر في الداخل والخارج حيال طبيعة التحولات المقبلة في لبنان والمنطقة، الاسئلة الكبرى لمرحلة ما بعد تحرير الجرود بدأت،  في ظل «رمادية» اميركية مقلقة للحلفاء، وبحث سعودي عن «تسويات» تسمح للقيادة السعودية «بالنزول عن الشجرة»...
وكشف السيد نصرالله ان هناك خطان يعملان الآن في الوقت نفسه: الخط الأول هو الميدان، والخط الثاني الذي فُتح جديداً هو خط التفاوض. واشار الى ان التفاوض يحصل في الاراضي السورية بناء على طلب قيادة المسلحين للبحث عن مخرج، معلنا انه لن يكون وقف اطلاق نار قبل التوصل الى اتفاق، وهدف التفاوض تحقيق الاهداف أي ان لا يبقى «داعش» في الارض اللبنانية والسورية واذا كنا نفاوض في الجانب السوري فالقيادة السورية والمقاومة ملتزمتان ان اي اتفاق كامل مع «داعش» سيكون اول بند تفاوضي فيه كشف مصير العسكريين واعادتهم الى عائلاتهم. واكد ان القيادة السورية ستتجاوب مع نجاح اي اتفاق ولكن بشرط طلب رسمي لبناني وتنسيق علني مع دمشق، لكنه رجح الحسم العسكري بسبب عقلية قيادة «داعش» في الخارج... 
 

  

 شروط التفاوض


وفي هذا السياق كشفت مصادر مطلعة، انه اضافة الى ما اعلنه السيد نصرالله من شروط لاستسلام مقاتلي «داعش»، فان الكشف عن مصير عنصرين من حزب الله، وضابط إيراني انقطعت اخباره في البادية السورية، ضمن بنود اي اتفاق... في المقابل يطالب أمير «داعش» المدعو ابو السوس بضمانة حزب الله لاخراج نحو مئة وخمسين مسلحا مع عائلاتهم الى مدينة الميادين السورية، ووفقا للمعطيات المتوافرة لدى القيادات الميدانية يوجد بين هؤلاء نحو خمسين انتحارياً، فيما يبقى الرقم المعروض من قبل المسلحين مشكوك به... 
وفي سياق تأكيده على تكامل دور المقاومة والمؤسسة العسكرية، اشاد السيد نصرالله بدور الجيش اللبناني الذي «قام بعمل دقيق ومحترف وحقق الانجاز الكبير بكفاءة عالية وأقل كلفة بشرية» مشيرا ان مساحة الأرض اللبنانية المحررة من «داعش» 120 كلم مربعاً أنجز منها الجيش اللبناني 100 كلم مربع وكشف ان المقاومة حررت 20 كلم ، لكن لم يفصح عنه، ان غارات الطيران السوري لم تميز في بداية المعركة بين مواقع «داعش» داخل الاراضي السورية عن تلك المنتشرة فوق الاراضي اللبنانية، حيث مهد الطيران السوري لبدء الهجوم بسلسلة غارات على تحصينات التنظيم الارهابي على جانبي الحدود، وهذا ما دفع رئيس الحكومة سعد الحريري الى ابداء «انزعاجه» لتجاوز الطيران السوري للحدود اللبنانية، لكنه تلقى اجابة «حاسمة» من شخصية غير مدنية، أكدت له ان هذه الحدود غير مرسمة بشكل دقيق...!
 

 «ازدواجية» اميركية


واذا كان السيد نصر الله قد كشف ان السفارة الاميركية هددت وسائل الاعلام اللبنانية ابان معركة جرود عرسال ان لا تستمر التغطية بهذا الشكل والتعاطف مؤكدا ان الإدارة الأميركية يزعجها أن تبدو المقاومة في لبنان بمشهد القوي الذي يسحق الجماعات التكفيرية، واشار ان الاميركيين وبعض الجهات اللبنانية اتصلت ببعض الوسائل الاعلامية ان لا تأتي على ذكر الجبهة داخل حدود سوريا مؤكدا ان بعض وسائل الاعلام التي خضعت للضغوط تفقد مصداقيتها، فإن معلومات موثوقة أكدت أن قائد القيادة المركزية الاميركية جوزيف فوتيل يتابع بنفسه مجريات المعركة في الجرود، وهو مهتم بنجاح الجيش في المواجهة لان هذا الامر يعزز وجهة نظره في واشنطن لاستمرار تقديم المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، وهو كان حريصا للغاية منذ اليوم الاول لبدء المواجهات عدم خروج اي «اقرار» علني بوجود تنسيق ميداني على الارض، مع العلم ان ما اعلنه السيد نصرالله عن تحرير المقاومة لنحو 20 بالمئة من الاراضي اللبنانية امر يدركه الاميركيون جيدا من خلال «المراقبين» العسكريين الاميركيين الموجودين في بيروت، وورد في تقاريرهم «المقلقة» ما يفيد بان مقاتلي حزب الله قدموا اداء عسكريا محترفا، ونجحوا دون «ضجيج» في عملية التنسيق غير المباشر بين الجيشين السوري واللبناني، من خلال «دوزنة» السير بالجبهتين تصاعديا دون الوصول الى حدود التكامل العسكري على الارض، ومع ذلك لم يحصل اي تقدم ميداني دون تخطيط مسبق ما جعل مسلحي «داعش» بين «فكي كماشة» وهو امر أفقد التنظيم القدرة على القيام بأي مناورة عسكرية.
 

 جهوزية الجيش


ووفقا لاوساط ميدانية، فان الجيش اللبناني الان في وضعية قتالية مريحة للغاية، ويستعد لاطلاق المرحلة الرابعة والاخيرة من العمليات العسكرية، وفقا لتكتيكات عسكرية جديدة و«خلاقة»، للدخول الى آخر مواقع «داعش» في وادي مرطبيا، لكن التريث فرضته التطورات العسكرية في الجانب الاخر من الحدود، حيث تضيق المقاومة الخناق على من تبقى من مجموعات «داعش» في سلسلة جبال حليمة قارة، واذا ما فشل التفاوض، وتمكنت المقاومة والجيش السوري من الدخول الى تلك المنطقة، تصبح ما تبقى من المناطق اللبنانية ساقطة عسكريا، وتصبح عملية الجيش الاخيرة محسومة وباقل الخسائر الممكنة...
وفي سياق التحضير للعملية اعلن الجيش بالامس استهداف مراكز التنظيم في وادي مرطبيا ومحيطها بالمدفعية الثقيلة والطائرات ما ادى الى تدمير الاماكن المستهدفة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين... فيما باتت المقاومة والجيش السوري يشرفان على حليمة قارة من ثلاث جهات، بعد تحريرعدد من المعابر الحدودية المهمة بين سوريا ولبنان بالامس، اهمها معبر الشاحوط الذي يربط جرود قارة بجرود عرسال، كذلك تحرير مرتفعات وادي المغارة الكبير والصغير، وقد تم تحرير 45 كيلومترا مربعا خلال الـ24 ساعة الماضية... وبات عناصر «داعش» موجودين في مساحة ضيقة في حليمة قارة والقريص ومعبر مرطبيا...
 

 تحولات سعودية؟


تأكيد السيد نصرالله ان «التحرير الثاني» بات مسألة وقت ليس الا، امر تسلم به دوائر دبلوماسية في بيروت، وهي ترى ان كل الاطراف الداخلية والخارجية بدأت في تحضير الارضية للتعامل مع المرحلة اللاحقة، واذا كان محور المقاومة يقف على «ارض صلبة»، فان الفريق اللبناني في المحور الاخر مصاب بارتباك شديد نتيجة الموقف الاميركي «الرمادي» والملتبس حيال واقع معركة الجرود، وكذلك حيال التحولات السعودية المرتقبة في ظل الحديث المتقدم عن تقارب محتمل مع ايران، وقد جاءت زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان الى بيروت لتزيد الغموض حول هذا الملف، خصوصا انه قدم ايجابات ملتبسة حيال هذا الامر لرئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع...
 ومع تأكيد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن الدبلوماسيين الإيرانيين والسعوديين سيزورون الرياض وطهران بعد انتهاء موسم الحج، وقيام روسيا بلعب دور الدولة الراعية للتقارب بين البلدين، تعتقد الاوساط الدبلوماسية نفسها، ان للسعودية مصلحة كبيرة للتقارب مع ايران في هذه المرحلة لاسباب عديدة اهمها تمرير خطة توريث وليّ العهد محمد بن سلمان، وهذا يقتضي تخفيض بؤر التوتر الداخلية والخارجية... وما يقلق الطرف اللبناني موقف السعودية في سوريا في ظل المعطيات التي تشير الى استعداد الرياض للقبول باستمرار الرئيس بشار الأسد في السلطة...
وفي هذا السياق، سمع رئيس الحكومة كلاما واضحا من اوساط دبلوماسية غربية في بيروت، يفيد بأن الحرب الأهلية في سورية توشك على الانتهاء، مع الاقرار بأن تحالف الأسد، حزب الله، إيران وروسيا هو الطرف المنتصر... لكن المشكلة أن الولايات المتحدة وبضغط من اسرائيل لم تعد اولويتها حزب الله في لبنان، بل باتت تقبل في الوقت الراهن بطلب «متواضع» يمنع فقط تكريس ظاهرة «حزب الله 2» في هضبة الجولان، لكن المشكلة ان قدرة واشنطن على التأثير في سورية محدودة، وبعد القضاء على «داعش» ستترك الولايات المتحدة سورية منطقة نفوذ روسية... ووفقا للمعلومات فان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو اخفق في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطرد إيران وحزب الله من سورية، وهذا الامر يفسرما قصده السيد نصرالله بقوله مساء امس بان للمقاومة الكثير من المهام المقبلة وتريد الانتهاء سريعا من معركة الجرود، وهذا ما يفسر ايضا حالة الارباك وعدم التوازن في مواقف رئيس الحكومة الذي خفض من وتيرة التصعيد مع حزب الله، ويحاول في هذه الفترة «الرمادية» التراجع خطوة الى «الوراء» تحسبا لنجاح التسوية الايرانية - السعودية...
 

 مجلس الوزراء


وفي بيت الدين عقد مجلس الوزراء جلسته الاولى في مقر الرئاسة الصيفي، ونجحت الحكومة في تجاوز «قطوع» مناقصة الكهرباء، بعد ان خرج الجميع بتسوية «رابح رابح»، فالمؤيدبن للمشروع، وزراء التيار الوطني الحر، وتيار المستقبل، نجحوا في الحفاظ على البنية الاساسية للخطة، رغم ادخال تعديلات على دفتر الشروط، في المقابل نجحت المعارضة الوزارية المتمثلة بوزراء حركة امل، وحزب الله، والقوات اللبنانية، وتيار المردة، بادخال تعديلات اساسية على دفتر الشروط بعد تقديم اكثر من 25 ملاحظة خلال الجلسة، ومنها تعزيز المنافسة بين الشركات، وتعديل مهل المناقصات، وارسال دفترالشروط الى ادارة المناقصات، وتنويع الطاقة وعدم حصرها بالبواخر... اما مسألة الانتخابات الفرعية فلم تناقش داخل الجلسة برغبة من الرئيس الحريري الذي يصر على عدم حصولها، ويحاول تمرير الوقت ليصبح الغاءها امرا واقعا، وقد تحجج وزير الداخلية نهاد المشنوق بضيق الوقت، بعد ان قال قبل الجلسة انه سيطرحها من خارج جدول الاعمال، لكن رئيس الحكومة رفض طرحها على النقاش... وكان رئيس الجمهورية ميشال عون قد استهل الجلسة بالاشادة بما قام به الجيش مؤكدا انه سيستكمل تحرير ما تبقى من مواقع الارهابيين في الوقت المناسب... فيما اكد الرئيس الحريري ان الجيش سينتشر في كل المناطق على الحدود وسيقيم مراكز مراقبة... كما قرر مجلس الوزراء دفع الدفعة الثانية من التعويضات لمزارعي التفاح قبل نهاية الشهر...  

 

 

الجمهورية :

تبقى الجرود ومسارُ العملية العسكرية التي ينفّذها الجيش اللبناني ضدّ مجموعات «داعش»، محطَّ الأنظار الداخلية، في ظلّ التقدّم الذي تُحقّقه الوحدات العسكرية في الميدان، فيما أثار كلام الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله عن إضافة الجيش السوري الى معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، والدعوة الى التنسيق مع النظام السوري موجة ردود عنيفة كان أبرزها من تيار «المستقبل». وفي السياسة، لوحِظت في الساعات الماضية حركةٌ مكثّفة لوزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان، حيث أجرى لقاءاتٍ شَملت رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، والنائب وليد جنبلاط في كليمنصو وكذلك الوزير السابق اللواء أشرف ريفي. والبارز في هذه اللقاءات حرصُ الوزير السعودي على إبقاء الهدف من زيارته ولقاءاته التي يُجريها سرّياً وبعيداً عن الإعلام، في وقتٍ أبلغَ مرجع سياسي «الجمهورية» قوله إنّ زيارة الوزير السعودي استطلاعية، والهدفُ الأساس منها هو محاولة التقريب بين بعض المكوّنات السياسية التي تُصنّفها المملكة بالصديقة لها.

لمّ يمرّ كلام نصرالله مرور الكرام حيث إعتبر البعض وعلى رأسهم تيار «المستقبل» أنه حرفُ للانظار عن الإنتصارات التي يحققها الجيش اللبناني والتي تلقى تأييد كل اللبنانيين، فيما غالبية الشعب ترفض قتال «حزب الله» الى جانب نظام الأسد في سوريا، إضافة الى نشاطه في العراق واليمن والخليج ضارباً عرض الحائط مصالح اللبنانيين.

نصرالله

وكان نصر الله قد إعتبر أنّ «الإنجاز العسكري على الجبهتين اللبنانية والسورية هو أحد النتائج المهمّة جداً للمعادلة الذهبية أي الشعب والجيش والمقاومة، واليوم يجب أن نضيفَ إلى هذه المعادلة الجيشَ السوري و«ليزعل مين بدّو يزعل». وأكّد أنّ «التفاوض يَحصل في الأراضي السوريّة بناءً على طلبِ قيادة المسلّحين وبطبيعة الحال عندما نريد أن نتكلّم عن حلّ، فالمعني الأوّل هو الدولة السوريّة وقيادتها، وبعد مراجعة هذه القيادة حصَلنا على الموافقة لنكونَ نحن مَن نفاوض مع قيادة المسلّحين».

وجزَم أنه «لن يكون هناك وقفُ إطلاقِ نار قبل التوصّل إلى الاتفاق، لأنّ هذا الوقف هو أوّل بندٍ تنفيذي، وغرضُ التفاوض هو تحقيق الأهداف، وهي ألّا يبقى «داعش» لا في الأراضي اللبنانيّة أو السوريّة، وإذا كنّا نفاوض في الجانب السوري فالقيادة السوريّة والجيش السوري والمقاومة ملتزمون أن يكون الشرط الأوّل لأيّ اتّفاق مع «داعش» كشْفَ مصيرِ الجنود اللبنانيّين وإعادتَهم إلى عائلاتهم ومؤسّستهم».

«المستقبل»

ولم يتأخّر ردّ تيار «المستقبل» حيث أكّد في بيان أنّ «نصر الله لم يوفَّق في إطلالته الأخيرة التي حاولت الاستئثارَ بكلّ جبهات القتال مع الإرهاب وتنظيم «داعش»، وتكوين انطباع زائف بأنّ معركة الجيش اللبناني في الجرود، ما كان لها أن تحقّقَ أهدافَها من دون المعارك التي يخوضها الحزب مع الجيش السوري في الجانب الآخر».

وأضاف: «حاوَل نصرالله مجدّداً أن يفرض على اللبنانيين سياسات مرفوضة، وهو يتّخذ هذه المرّة من قضية الكشف عن العسكريين المخطوفين لدى «داعش»، وسيلةً لابتزاز الحكومة اللبنانية واستدراجِها إلى مفاوضة «داعش» بالتنسيق والتكامل مع الحكومة السورية».

وأكّد أنّ «قضية العسكريين المخطوفين في عهدة الجهات الأمنية المختصة وفي عهدة القيادة العسكرية التي سبقَ أن أعلنَت غير مرّةٍ أنّها لن تذهب إلى التفاوض مع «داعش» قبل الكشف عن مصير العسكريين.

والدعوةُ التي أطلقَها نصرالله ووضَع هذا الأمر في خانة النظام السوري وسحبَه من أولويات الدولة اللبنانية ومؤسّساتها، هي دعوة مردودة، ومحاولةٌ غير مقبولة للتلاعبِ بمشاعر الأهالي وتوظيفها لمصلحة النظام السوري وحلفائه».
وشدّد على أنّ «المعادلة التي أتحَفنا بها لجهةِ إضافة الجيش السوري لمعادلته الثلاثية المعروفة، هي أفضل وسيلةِِ لنسفِ المعادلة التي أرادها ذهبيةً أو ماسيّة من الأساس.

وحسناً أنه فعل ذلك، لأننا بالفعل أصبحنا أمام معادلة تفقد صلاحية الإجماع الوطني بامتياز، وتضع الجيشَ والشعب اللبناني خارجَها تلقائياً».

وأضاف: «لقد بشّر الأمين العام لـ«حزب الله» اللبنانيين ببزوغ معادلةٍ رباعية إقليمية جديدة، حقّقت الكسوف المرتقَب للمعادلة السائدة، وقد تفتح مع الأيام البابَ أمام بزوغ معادلةٍ خماسية وسداسية، يقرّر «حزب الله» ضمَّ الجيش الإيراني إليها محمَّلاً بالحشد الشعبي العراقي وتنظيم أنصار الله الحوثي في اليمن.

لكنّنا لا نستغرب المواقفَ المستجدّة لـ«حزب الله»، ونؤكّد على موقفنا المبدئي بحصريةِ السلاح بيدِ الدولة والجيش اللبناني المكلّفِ حصراً ورسمياً بحماية الحدود وتطهير الجرود من التنظيمات الإرهابية وفلول المسلّحين الخارجين على السيادة اللبنانية».

الحكومة

من جهة ثانية، فضّلت الحكومة أن تعود إلى التاريخ، وتلجأ إلى الأمير بشير الثاني الكبير وتستعير قصرَه في بيت الدين، لتَعقد أولى جلساتها في المقرّ الصيفي لرئيس الجمهورية.

ويتمخّض عنها مشروع حلٍّ كهربائي، بناءً على دفتر شروط جديد، أحيطَ باعتراضات وملاحظات أخِذ بكثير منها، في ظلّ مرونة ملحوظة أبداها رئيس الحكومة سعد الحريري، حيث استطاع فريق حركة «أمل»ـ «حزب الله» ـ «القوات اللبنانية» وتيار «المردة» المناهِض للبواخر، إجراءَ تعديلات جوهرية على دفتر الشروط الذي أعدّه وزير الطاقة سيزار أبي خليل، فرَضت إعادةَ خبزِ المناقصة الجديدة للبواخر إلى الخبّاز، أي إلى دائرة المناقصات.

التعديلات

واستغرَق النقاش في دفتر الشروط معظم وقتِ الجلسة، فيما أجِّلت البنود التي تحتاج للنقاش إلى جلسات لاحقة. وغاصَ النقاش عميقاً في دفتر شروط وزير الطاقة، الذي أدخل عليه التعديلات التي سبقَ وتمّ التفاهم عليها في الجلسة السابقة للحكومة، ومن أهمّها فرضُ كفالة مالية قدرُها خمسون مليون دولار على الشركة التي تتقدّم بعرض لإنتاج 400 ميغاواط.

أمّا التعديلات الإضافية التي أدخِلت على دفتر الشروط، فَـ«تهدف إلى إزالة بعض العقبات، التي تساهم في تعزيز المنافسة بهدف تأمين أقلّ الاسعار الممكنة لانتاج الطاقة»، كما قال الوزير غسان حاصباني لـ«الجمهورية».

واعتبَر أنّ دفتر الشروط ليس مفصّلاً على قياس أحد، و«أنّ النقطة الاهمّ بالنسبة لنا ان يمرّ هذا الملف بالإجراءات القانونية بحسب قانون المحاسبة العمومية. وهذا ما حصَل عبر إعادة دفتر الشروط الى مجلس الوزراء للبتّ فيه».

من جهته، أوضَح ابي خليل لـ«الجمهورية» انّ التعديلات التي طرأت على مسوّدة دفتر الشروط الذي حمله الى مجلس الوزراء أمس، كانت طفيفة، وبعضها لا علاقة له في اساس العمل، مِثل تغيير بعض العبارات لئلّا تُفهَم على غيرِ مقصدها، أي تصحيحات لغوية.

أمّا في الأساس، فإنه يمكن القول إنّ تعديلين جرى إدخالهما:

التعديل الاوّل يتعلق في مهلِ تقديم العروض في المناقصة وتأمين الكفالة المصرفية لـ400 ميغاواط وقدرُها 50 مليون دولار. وقد أصبحت المهلة ثلاثة اسابيع بدلاً من اسبوعين.

التعديل الثاني: إفساح المجال امام الشركة الفائزة في المناقصة أن تقدّم، إذا رغبَت، عرضاً لاستيراد الفيول على مسؤوليتها شرط ان يكون السعر أدنى من السعر الذي تدفعه مؤسسة الكهرباء لاستيراد هذه المادة لتزويد معامل الكهرباء العائمة بها. (تفاصيل ص 11)

خليل

وقال وزير المال علي حسن خليل الذي رافقَ رئيس الحكومة على متن الطوّافة التي أعادته الى بيروت، لـ«الجمهورية»: «النقطة الاساسية التي تحقَّقت في الجلسة وبالتحديد في خطة الكهرباء، احترامُ الاصول بالعودة الى دائرة المناقصات في دفتر الشروط مع تعديلات جوهرية أهمُّها تطبيق قانون المحاسبة العمومية ووفقَ الاصول القانونية، والأخذ بكلّ الملاحظات التي قدّمناها وأصرَرنا عليها، وهذه التعديلات تسمح في إنتاج الكهرباء عن طريق البواخر أو غيرها واعتماد كلّ المشتقّات النفطية (إمّا الفيول وإمّا الغاز) إضافةً الى إعطاء مهلة 3 أسابيع بدلاً من أسبوعين لتقديم العروض.

زعيتر

وكان وزير الزراعة غازي زعيتر، وبعد مداخلتَي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري، قد طلبَ الكلام قائلاً: «أريد تقديم إخبار في ملف الكهرباء التي نريدها اليوم قبل الغد إن على المدى الطويل أو المتوسط أو البعيد».

فحاوَل بعض الوزراء تصحيحَ كلمة إخبار لزعيتر بطلب استبدالِها بكلمة إعلام. فردّ زعيتر: «يكون أفضل لي، لأنّ إعلام مجلس الوزراء يعني أنه رضيَ على زيارتي إلى سوريا». وكرّر أمام مجلس الوزراء ما عرَضه عليه رئيس الحكومة السورية باستعداد بلاده تزويدَ لبنان بـ 500 ميغاواط.

فردّ وزير الطاقة بأنّ شبكة استجرار الطاقة من سوريا لا تستطيع أن تأخذ إلّا كمّية 300 ميغاواط، ونحن حالياً نحصل على سعة 276 ميغاواط. أضاف: «اتّصلت بوزير الطاقة السوري ولم يردّ، وأحبَبت أن يكون المجلس على بيّنةٍ من هذا الأمر حتى أستطيع التواصل مع المعنيين في سوريا والتحرّك باتّجاههم». فتدخّلَ زعيتر مجدّداً واعداً بأن يؤمّن لأبي خليل الاتصال بوزير الطاقة السوري للمساهمة قدر المستطاع بدعم الكهرباء».

«المردة»

وقال وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس لدى مغادرته الجلسة «إنّ من قدّم ملاحظاته على دفتر الشروط هم «حزب الله» و«القوات» وحركة «أمل» و«المردة»، وقد أخِذ بمعظم هذه الملاحظات، وهناك ملاحظات ما زالت قيد الدرس، وإذا لم يُحَل دفتر الشروط الى دائرة المناقصات كما تمّ الاتفاق لتطبيق قانون المحاسبة العمومية، سيكون هناك مشكل حقيقي، لكنّ الجوّ إيجابي في ظلّ تدخّلِ رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أكّد ذهابَ دفترِ الشروط الى دائرة المناقصات وتطبيق قانون المحاسبة العمومية، والجوّ كان هادئاً».

وردّاً على سؤال، قال: «طلَّعوا شركة كاردنيز من الباب وأدخلوها من الشبّاك». وعلّق ابي خليل على موقف وزير الأشغال هذا بالقول: «هذا رأي الوزير فنيانوس».

باسيل

أمّا وزير الخارجية جبران باسيل فقال: «إنّ هناك حفلة كذِب بين ما يقولونه في الداخل وما يَخرجون ويقولونه في الخارج، لا أريد أن أشارك بها».

«الكتائب»

وأوضَح مصدر كتائبي مسؤول لـ«الجمهورية»: «أنّ الحزب يعارض مبدأ استئجار البواخر، وليس فقط الآليات الإدارية والقانونية المعتمدة لتمرير صفقة الاستئجار، لأنّ اعتماد خيار البواخر يعني رميَ مئاتِ الملايين من الدولارات في البحر، بالإضافة الى مسألة السمسرات والعمولات في وقتٍ يمكن في أسوأ الاحتمالات استخدام أموال الاستئجار لبناء معامل تبقى ملكيتُها للدولة. أمّا الحلّ الافضل فيَكمن بعد إقرار قانون الشراكة مع القطاع الخاص في السماح لهذا القطاع بالاستثمار في بناء المعامل، من دون تحميل خزينة الدولة أيّ مصاريف».

وعن الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس قال المصدر: «إنّ إجراء هذه الانتخابات ليس رأياً سياسياً قابلاً للنقاش، ولا خياراً حكومياً قابلاً للبحث، ولكنّه وجوب دستوري يجب على السلطة التقيّد به تحت طائلة محاسبة أركانها من رؤساء ووزراء متخلّفين عن تطبيق الدستور».

وإذ سأل المصدر: «كيف يمكن لسلطة غير راغبة أو غير قادرة على إجراء انتخابات فرعية، ان تؤتمَن على التحضير لانتخابات عامة في أيار المقبل؟ دعا الحكومة «إلى الاستقالة وتشكيل حكومة حيادية من التكنوقراط لوضعِ خطةِ إنقاذٍ اقتصادي وللتحضير لانتخابات نيابية تَضمن تمثيلاً شعبياً صحيحا».

وكان اللافت أمس أنّ مجلس الوزراء لم يأتِ على ذِكر الانتخابات النيابية الفرعية ولا على نقاشها، على رغم تأكيد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قبل الجلسة أنه سيَطرح هذا الموضوع على المجلس من خارج جدول الأعمال.

وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»: «إنّ الأجواء تشي بأن لا رغبة ولا حماسة لدى أيّ طرف سياسي لإجراء هذه الانتخابات»، وتوقّعت «أن تستمرّ المماطلة في هذا الملف حتى نفادِ المهل».

وغرّد باسيل بالقول: «طالبتُ مجدّداً بإجراء الانتخابات الفرعية احتراماً للدستور وتطبيقاً للقانون وتأميناً لحقِّ الناس في التمثيل... وحقّنا في مقاعد نيابية نَربحها».

الجرود

أمنياً، واصَلت وحدات الجيش استعداداتها القتالية واللوجستية في جرود رأس بعلبك والقاع، تمهيداً لتنفيذ المرحلة الرابعة من عملية «فجر الجرود»، وقصَفت مدفعية الجيش وطائراته أمس ما تبَقّى من مراكز الإرهابيين واستهدفَت تجمّعاتهم وتحرّكاتهم في وادي مرطبيا ومحيطِه، وحقّقت إصاباتٍ مباشرة في مراكز الإرهابيين وآلياتهم وتجمّعاتهم، ما أسفرَ عن تدمير الأماكن المستهدَفة وسقوط عددٍ من القتلى والجرحى في صفوفهم.

كما استهدفَت مدفعية الجيش سيارتين رباعيتَي الدفع تابعتَين لداعش في وادي مرطبيا، كانتا محمَّلتين بكمّية كبيرة من المتفجّرات والذخائر، محقّقةً فيهما إصاباتٍ مباشرة.

 

 

اللواء :

بين «وادي مرطبيا» حيث دكت مدفعية الجيش اللبناني ما تبقى لتنظيم داعش من مراكز، وحققت اصابات مباشرة بسيارتين للتنظيم كانتا محملتين بكمية كبيرة من المتفجرات والذخائر، ومرتفع «حليمة قارة» في جانبية اللبناني والسوري، بدا ان العمليات العسكرية دخلت في سباق مع الوقت، حتى وأن كانت «المفاوضات» التي طلبها «تنظيم داعش» للانسحاب من القلمون السوري الغربي، لاقت آذانا، في ظل عوامل سياسية، وربما ميدانية طرأت على الموقف، سواء في ترتيبات التفاوض أو كيفية الحسم الميداني، بعدما تمكن مسلحو «التنظيم» من أخذ مجموعات كبيرة من المدنيين «رهائن حماية»، أو سواء تعلق التفاوض «بالتريث في انجاز» المرحلة الرابعة من عمليات الجيش اللبناني لأسباب بعضها يتعلق بالحد من الخسائر، وبعضها الآخر يتعلق بكشف مصير العسكريين المخطوفين لدى «داعش».
وبعد وقت قليل من كلام السيّد حسن نصر الله حول سير العمليات الميدانية، وموضوع التفاوض الذي يديره الحزب مع قيادة مسلحي «التنظيم» في القلمون الغربي، لانسحاب هؤلاء المسلحين إلى مناطق معينة داخل سوريا، وحيث ربط وقف النار بالتوصل إلى اتفاق حول كل التفاصيل، منها كشف مصير الجنود اللبنانيين وإعادتهم إلى عائلاتهم، مرجحا الحسم عسكريا، وليس بالتفاوض، ومشيرا إلى ان اللبنانيين مقبلون على نصر كبير، وهو التحرير الثاني، بعد تحرير الجنوب عام 2000 من الاحتلال الإسرائيلي، سارع تيّار المستقبل إلى الرد على ما جاء على لسان الأمين العام لحزب الله، واصفا الاطلالة بأنها لم تكن موفقة، وأن السيّد نصر الله «حاول الاستئثار بكل جبهات القتال مع الإرهاب، وتكوين انطباع زائف بأن معركة الجيش في الجرود ما كان لها ان تحقق أهدافها لولا المعارك التي يخوضها الحزب مع الجيش السوري في الجانب الآخر.
وقال تيّار المستقبل في بيان ان «الامين العام يحاول مجددا ان يفرض على اللبنانيين سياسة مرفوضة، ويتخذ هذه المرة من قضية الكشف عن العسكريين المخطوفين لدى «داعش» وسيلة لابتزاز الحكومة واستدراجها إلى مفاوضة داعش بالتنسيق والتكامل مع الحكومة السورية».
وأكّد التيار على موقفه المبدئي بحصرية السلاح بيد الجيش والدولة، رافضا الكلام عن معادلة رباعية إقليمية جديدة.
مجلس الوزراء
سياسياً، ومثلما كان متوقعا، فقد استحوذ ملف دفتر شروط مناقصة توليد الكهرباء بواسطة البواخر عن معظم وقت جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت للمرة الأولى في المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية في قصر بيت الدين، وربما تكون الأخيرة، إذ ان رئيس الجمهورية ميشال عون غادر القصر بعد انتهاء الجلسة إلى بعبدا، لارتباطه اليوم بمواعيد، بينها تدشين طريق القديسين الذي يجمع بين قضاءي جبيل والبترون، قبل ان ينتقل إلى مقر بيت العجزة في دير القديسة رفقا في جربتا، على ان يحضر والرئيس سعد الحريري قبل ظهر غد السبت الاحتفال بالذكرى 72 لتأسيس المديرية العامة للأمن العام الذي يقام هذا العام برعايته المباشرة.
ووفق المعلومات الرسمية التي أذاعها وزير الإعلام ملحم رياشي، فقد أقرّ المجلس إدخال بعض التعديلات على دفتر الشروط لاستدراج عروض مناقصة الكهرباء وإرساله إلى إدارة المناقصات وفق قانون المحاسبة العمومية، كما قرّر تشكيل لجنة وزارية خماسية برئاسة رئيس مجلس الوزراء لدرس موضوع الديون اللبنانية مع الحكومة العراقية.
لكن المصادر الوزارية أكدت لـ «اللواء» ان النقاش كان هادئاً وموضوعياً، وأن تخللته بعض الحدة في بعض الأوقات، لا سيما بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير «المردة» يوسف فنيانوس، واتهم باسيل زملاءه له «بالكذب»، وقال بعد الجلسة انه «لا يريد المشاركة في حفلة الكذب بين ما يقولونه في الداخل وما يقولونه في الخارج».
وقالت هذه المصادر، ان وزير الطاقة سيزار أبي خليل عرض دفتر الشروط الجديد الذي تسلمه الوزراء قبل يومين حول استجرار الكهرباء من البواخر، وأن وزراء حركة «امل» وحزب الله والحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية والمردة، كانت لهم ملاحظات تركزت على أمور عدّة أبرزها:
– احالة ملف المناقصة ودفتر الشروط الى ادارة المناقصات وفق قانون الحاسبة العمومية.
– اطالة مهلة تقديم المناقصة من اسبوعين الى ثلاثة اسابيع، بحيث تتيح مشاركة اكبر عدد ممكن من الشركات، حيث اعتبر وزير الاشغال يوسف فنيانوس (المردة) ان مدة التسعين يوماً غير كافية وسيؤول التلزيم بموجبها الى الشركة نفسها، بينما المطلوب زيادتها الى 120 يوما، للسماح بمشاركة شركات أخرى. وايده بذلك وزراء «أمل».
– التأكيد على موضوع الاثر البيئي لخيار البواخر ونوعية الفيول المستخدم. وهنا تم تضمين دفتر الشروط إمكانية تلزيم الشركة الرابحة استيراد الفيول باسعار مقبولة.
فتح الخيارات امام توليد الطاقة من مصادر ارضية، اي امكانية إنشاء معامل جديدة، وعدم الاكتفاء فقط بالبواخر.وهنا اوضح المصدر الوزاري ان الوزير بو خليل كان قد ضمّن تقريره عدم وجود اراضٍ لدى الدولة لبناء معامل جديدة او توسعة المعامل الحالية، لكن الوزراء أصروا على وجود مشاعات للدولة سواء في ديرعمار او الزهراني، فتم بناء لذلك حذف الفقرة التي تقول بعدم وجود اراضٍ.
– ان تكون مدة عمل البواخر ثلاث سنوات قابلة للتمديد سنتين فقط بحيث تصبح المدة مع التمديد خمس سنوات، بعد حذف العبارة الملتبسة التي توحي بإمكانية التمديد سنتين بعد الخمس سنوات بحيث تصبح سبع سنوات.
– بعد أعداد تقرير ادارة المناقصات، يعرض وزير الطاقة تقريرها مع تقريره النهائي على مجلس الوزراء للموافقة النهائية، وفي هذا الامر عدم تفرد الوزير بقرار التلزيم بل بقرار من مجلس الوزراء مجتمعاً.
واوحى جو المناقشات وكلام الوزير ابي خليل عن انه راضِ عما تم التوصل اليه، بوجود اتفاق مسبق بين مكونات الحكومة على تفاصيل دفتر الشروط والتعديلات التي ادخلت عليه.
وذكرت معلومات لقناة الـ«ان. بي.ان» ان ​الوزير​ ابي خليل​ ابلغ مجلس الوزراء في الجلسة انه يحاول الاتصال بوزير الطاقة السوري لاستجرار الطاقة، مشيرة الى ان ​وزير الزراعة​ ​غازي زعيتر​ أبدى استعداده لتأمين الاتصال بسوريا، التي اكد انها مستعدة لتأمين 500 ميغاواط اضافية الى لبنان​.
وكان اللافت للانتباه عدم طرح وزير الداخلية نهاد المشنوق موضوع إجراء الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان،حيث اعلن المشنوق «أن المسألة لم تُعرض على مجلس الوزراء لعدم وجود الوقت الكافي لذلك»، فيما غرد الوزير باسيل على «تويتر» قائلا انه طالب مجددا باجراء الانتخابات الفرعية، احتراما للدستور وتطبيقا للقانون وتأمينا لحق النّاس في التمثيل، وحقنا في مقاعد نيابية نربحها؛.
وأبلغ الرئيس الحريري​ الوزراء انه تقرر عقد جلسات مجلس الوزراء العادية يوم الخميس بدل الاربعاء، وذلك نتيجة العطلة الأسبوعية يوم السبت.
وكان الرئيس عون أكّد في مستهل الجلسة على تأمين كل ما يحتاج إليه الجيش من عتاد ومعدات لتمكينه من القيام بالمهام المطلوبة منه، منوها بالدعم الداخلي والخارجي الواسع الذي حظي به خلال العملية التي قام بها لتحرير جرود السلسلة الشرقية واصفاً إياها «بالعملية الناجحة»، في حين اطلع الرئيس الحريري الوزراء على حصيلة جولته في جبهة القتال في رأس بعلبك والقاع، محييا الحرفية الكبيرة التي نفذ بها الجيش مهمته الوطنية، مؤكداً ان الظروف تفرض تمركز الجيش في الأماكن التي حل فيها لمنع أي إرهابي من التسلل إليها مستقبلا.
«فجر الجرود»
ميدانياً، استكملت وحدات الجيش في اليوم السادس استعداداتها القتالية واللوجستية في جرود رأس بعلبك والقاع، تمهيداً لتنفيذ المرحلة الرابعة من علية « فجر الجرود» التي أطلقتها فجر السبت الماضي، فيما قامت مدفعية الجيش وطائراته بقصف ما تبقى من مراكز الإرهابيين واستهداف تجمعاتهم وتحركاتهم في وادي مرطبيا ومحيطة، بحسب بيان مديرية التوجيه الذي أضاف بزن الفرق المختصة في فوج الهندسة تابعت شق طرقات جديدة وتنظيف المناطق المحررة وتفجير العبوات والافخاخ والإلغام والأجسام المشبوهة التي خلفها الارهابيون وراءهم».
ولفت بيان آخر للقيادة إلى ان قصف الجيش لمراكز تنظيم «داعش» في منطقة وادي مرطبيا ومحيطها، حقق إصابات مباشرة في هذه المراكز وآلياتهم وتجمعاتهم، ما أسفر عن تدمير الأماكن المستهدفة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم.
ولاحقاً، أعلنت قيادة الجيش في بيان لها أن «مدفعية الجيش استهدفت سارتين رباعيتي الدفع تابعتين لتنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة وادي مرطبيا، كانتا محملتين بكمية كبيرة من المتفجرات والذخائر، محققة فيهما اصابات مباشرة.
ولاحظت معلومات ميدانية ان الجيش يعمل على خطين متوازيين في الجرود، الأول تنظيف البقع والمواقع التي جردتها وحداته من الألغام التي زرعها الارهابيون، والثاني مواصلة البحث عن العسكريين المخطوفين في المغاور والكهوف التي استولى عليها من «داعش»، و هو فتش أماكن عدّة، ولكن من دون العثور على أثر لهم.
وفي المقلب السوري من الحدود، واصل «حزب الله» والجيش السوري تقدمهما في اتجاه مرتفع أو جبل حليمة قارة والذي يرتفع نح