ينتظر أهالي عرسال إنتهاء عملية خروج مسلّحي "سرايا أهل الشام" وعائلاتهم من الجرود إلى القلمون السوري وتحديداً بلدة الرحيبة، والتي أرجئت إلى اليوم كما رجّحت المعلومات، ليُقفل ملف جرود عرسال نهائياً بعد معاناةٍ مع الإرهاب إستمرت خمس سنوات، فيما العين لا تزال شاخصةً على جرود رأس بعلبك والقاع التي تتهيّأ لمعركة لا تزال ساعةُ الصفر فيها قيد الكتمان بيد قيادة الجيش، في وقتٍ تُعتبر الحماوة بالقصف المدفعي والصاروخي لمراكز مسلّحي "داعش" على أوجها. 

بعد أكثر من عشرة أيام على مغادرة مسلّحي "جبهة النصرة" مع عائلاتهم ومدنيّين بواسطة حافلات عبر جرود عرسال وصولاً إلى فليطا السورية ومنها إلى إدلب، من المتوقع أن يتكرّر المشهد خلال الساعات المقبلة مع خروج مسلّحي "سرايا أهل الشام" وعائلاتهم والبالغ عددهم أكثر من 3500 شخص، بعد إتفاق عُقد بين مسلّحي السرايا و"حزب الله" إثر معركة جرود عرسال التي شارك فيها عناصر السرايا لأيام، ليتمّ بعدها الإتفاق على الإنسحاب من المعركة والتوجّه إلى بلدة الرحيبة، فيما يتوجّه البعض إلى عسال الورد بعدما تمّت تسوية أوضاعهم عبر لجان المصالحة في المنطقة.
 
أربعون حافلة دخلت جرود عرسال آتية من بلدة فليطا السورية لنقل المسلّحين بأسلحتهم الفردية وعائلاتهم من محلة وادي حميد، بعدما كان من المفترض إنتقالهم صباح السبت، غير أنّ تعثّر بعض بنود الإتفاق وإصرار المدنيين على العودة بسياراتهم دفع بالتأجيل، إضافةً إلى رفض المسلّحين المرور بالبلدات الواقعة تحت سيطرة النظام، في وقت كان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، عراب الإتفاق بين الحزب والسرايا وقبله مع "النصرة"، قد أعلن أنّ الإتفاق سيُنفَّذ وفق الشروط المتَّفق عليها سابقاً وبأكملها.
 
وفي وقت أعلن ليل أمس أنّ عملية الترحيل توقفت مع احتمال أن تستأنف اليوم، كان عناصر الأمن العام والصليب الأحمر قد توجّهوا ظهر أمس إلى مركز قيادة اللواء التاسع في الجيش اللبناني في اللبوة، لمواكبة تنفيذ الإتفاق والتدقيق في لوائح أسماء المغادرين الذين سجّلوا أسماءهم، فيما استقدم الصليب الأحمر عشرين سيارة إسعاف وسيارات دفع رباعي لنقل الجرحى ومواكبة قافلة الخارجين حتى أطراف بلدة فليطا السورية، بمشاركة فرق الإسعاف والطوارئ وفريق الكوارث، وبإشراف الأمين العام جورج كتانة ومدير الإسعاف عبدالله زغيب وممثلين عن سائر الأقسام وعشرات من المتطوّعين، وبالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي.
 
وينتظر أهالي عرسال خروج المسلّحين نهائياً من جرود البلدة وتسلّم الجيش اللبناني مراكز "حزب الله" حتى يعودوا إلى أرزاقهم ومقالعهم. وكانت فاعليات المجتمع المدني في البلدة وأصحاب مناشر الحجر والمقالع ناشدوا المعنيين في القوى الأمنية اللبنانية من جيش لبناني وأمن عام "الإسراع في ترحيل "سرايا أهل الشام" ومَن يرافقهم من النازحين"، وشدّدوا على "المطالبة بإخضاع كل المركبات للتفتيش بعدما تبيّن أنّ هناك الكثير من المناشر تمّ تفكيكُها وسرقة تجهيزات منها، تقدَّر بملايين الدولارات، ما أدّى الى تعطيل المناشر والمقالع عن العمل منذ بداية المعارك في الجرود وحتى الآن، والتي تُعتبر مصدرَ رزق آلاف العائلات في البلدة".