نشر موقع ميدل إيست آي تقريرًا تحدثّ فيه عن إستراتيجية حزب الله في جرود عرسال، والمكاسب التي حقّقها على الأرض، وأهمها توسّع مملكته على الحدود بين لبنان وسوريا
 

ولفت الموقع إلى أنّه بعد سنوات من محاولات إخراج المسلّحين السوريين من سلسلة جبال لبنان الشرقية أعلن "حزب الله" أنّ فصل "جبهة فتح الشام" في لبنان قد أغلق.

"نحن قادمون على إنتصار عسكري كبير"، قالها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه المتلفز، وذلك قبل ساعات قليلة من دخول وقف إطلاق النار بين الحزب و"جبهة تحرير الشام" (النصرة سابقًا) حيز التنفيذ صباح الخميس. وبموجب هذا الإتفاق سيعود مقاتلون مع عائلاتهم الى إدلب.

أمّا الآن، فمن المتوقّع أن يستهدف "حزب الله" تنظيم "الدولة الإسلاميّة" في معركته المقبلة.

وعن عرسال، قال الموقع إنّه منذ 2011، تعدّ منفذ تهريب للمسلّحين السوريين، وبين 2013 و2014، أصبحت عرسال نقطة عبور لعدد من السيارات المفخخة التي استهدفت مناطق للحزب في لبنان. فسبب دوره الرئيسي في الدفاع عن النظام السوري بات الحزب هدفًا من قبل "النصرة" و"داعش". وقد استشهد أكثر من 100 شخص كما جرح عدد كبير خلال التفجيرات في العامين 2013 و2014. وأظهرت التحقيقات أنّ السيارات كان يتم تفخيخها في سوريا قبل نقلها الى لبنان.

وقدّر الموقع وقوع 18 تفجيرًا إنتحاريًا في لبنان منذ 2013، الأخير كان في القاع بالعام 2016، وقبله استهدف برج البراجنة في 2015، وسيقها تفجير فندق دوروي في بيروت، ومعظم الإنتحاريون مرّوا في عرسال. ولفت الموقع إلى أنّه يوجد في عرسال اليوم 50 ألف نازح على الأقل، عدد من سكّان المخيمات رفعوا الرايات اللبنانية ورفضوا الإنضمام الى القتال بعد دعوتهم عبر مكبرات الصوت. وفي 30 حزيران، أقدم 5 إنتحاريين على تفجير أنفسهم خلال مداهمات في المخيمات. وكان "حزب الله" قد أجرى مفاوضات أمّنت إجلاء النازحين الى سوريا.

وأكّد الموقع أنّ آخر مستجدات الساحة السورية سمحت للحزب بإعادة نشر قواته وإستكمال تمدّده في الأراضي السورية من القصير الى الزبداني. ولفت الى أنّ نفاذ صبر "حزب الله" من الوضع في عرسال، كان واضحًا في خطاب نصرالله في 11 تموز الجاري. كما أنّ توقيت العملية العسكرية للحزب مرتبطة بوضوح بالتطورات العسكرية الأخيرة في سوريا وحسابات حزب الله الإستراتيجيّة

في 7 تموز، توصّلت روسيا والولايات المتحدة الى إتفاق حول تخفيف التصعيد في سوريا، والقوات الروسية إنتشرت في درعا بهدف مراقبة وقف إطلاق النار. وبموجبه ألزم "حزب الله" على الإنسحاب من تلك المنطقة، الأمر الذي أعطاه الفرصة لاستخدام قواته لتنفيذ هجمة نهائية ضد المسلّحين الواقعين على الحدود السورية اللبنانية. كذلك لدى الحزب حسابات إستراتيجية مهمّة في منطقة جرود عرسال. فخلال العامين الماضيين، أسّس منطقة عسكرية، تمتد من القصير بمحافظة حمص، الى الزبداني. ومع إستعادة الحزب للجبال، سيتمكّن الحزب من السيطرة على الجانب السوري من الحدود في مثلّث يمتد من حمص الى دمشق.

 

 

 

(ميدل إيست آي)