لو كان هناك اعلام واعلاميون في لبنان لطرحوا تعليقا على معركة عرسال الاسئلة التالية؛ اولا- لماذا توقيت المعركة اليوم اذا كانت النصرة موجودة في جرود عرسال منذ سنة 2013 اي منذ4 سنوات؟.
ثانيا_ اذا كانت المعركة ثأرا وانتصارا للعسكريين الذي تم قتلهم وخطفهم من الارهابيين فان ذلك حدث سنة 2014 اي قبل 3 سنوات ولذلك لماذا الآن وما مصير العسكريين بعد هذه المعركة؟
ثالثا_ اذا كان القتال للضغط من أجل تحرير العسكريين بعد فشل مفاوضات اطلاق سراحهم فان المعركة ليست ضد خاطفيهم في داعش بل ضد جهة اخرى.
رابعا- اذا كانت المعركة من اجل الضغط لعودة النازحين فهل يخبرنا حزب الله عن خارطة طريق تربط بين احتلال تلال عرسال وبين عودة النازحين.
خامسا_ لو كان في لبنان اعلام واعلاميين لتساءل عن الصدفة في التزامن بين ممارسات عنصرية ضد اللاجئين وتعالي لهجة حلفاء الحزب لتعظيم تداعيات النزوح السوري الكارثية والدعوة للتنسيق مع نظام الاسد.
سادسا_ لماذا هذه المعركة تتزامن مع ازوف موعد اقرار العقوبات المالية على حزب الله من قبل الكونغرس الاميركي وزيارة الرئيس سعد الحريري الى واشنطن مصحوبا بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
سابعا_ لماذا تتزامن هذه المعركة مع انجاز اتفاق روسي_ اميركي على الجبهة الجنوبية في سورية يفرض ابعاد ايران وحزب الله وباقي المليشيات الشيعية عن منطقة جنوب دمشق وقيام منطقة تهدئة في غوطة دمشق بمشاركة مصرية تنهي وجود ايران في هذه المنطقة، يضاف الى ذلك ترتيبات لخلق منطقة اخرى في ريف حمص.
ثامنا- اي موقع لهذه المعركة في الاعتراض على تفاهم اميركي روسي اقليمي لتقليص دور ايران في سورية ووضع مشروعها المجنون الذي اشاع خرابا شاملا في الاقليم، وضع هذا المشروع امام حائط مسدود ومنعها من اقامة الاتصال الذي تحلم به بين طهران والناقورة.
التفاهم الدولي الاقليمي الذي بدأ بالتبلور وصل الى اتفاق يقضي بانهاء وجود ايران وجماعتها في سورية في غضون سنة واحدة من اليوم. هزيمة مشروع ايران استراتيجية، لن يخفيها اكتساب عشرات التلال في عرسال او فليطة، هذه التلال قد تكون كافية ليصيح حزب الله ويتديك مرة اخرى في مواجهة الظاخل اللبناني لكنه كسب جزئي في مسار انسداد افق المشروع الاصلي. 
بعض السذج المصدقين انتصارات آتية يستعجلون الالتحاق بجوقة التصفيق لها سيكتشفون انهم نسيوا مشية الغراب والحجل معا.
اما مطبلوا الممانعة فسيخرجون لاتهام هذه الاسئلة بانها دفاع عن الارهاب وحزن على جبهة النصرة وداعش، طبعا حظر الاسئلة هذه هو الارهاب ايضا لاخفاء الحقائق وتبيانها، وسنبقى ضد الارهاب بكل اشكاله وضد التزوير والنفاق ايضا.