قلم عاملي يشع نوراً بالتشيع النظيف من الغلو والمبالغات والأساطير والخرافات إنه قلم العالم الشهير الفقيه الشيخ محمد جواد مغنية رضوان الله عليه 

وتسأل: نحن نؤمن بأن التكوين بشتى أنواعه وألوانه هو لله وحده، وأن نسبة أي لون منه إلى غير الله شرك، ولكن سمعنا عن قائل يقول: أن الله سبحانه خص بشكل أو بأخر المعصومين بولاية التكوين على الأشياء وأن في قدرتهم أن يخضعوها لأرادتهم  أن شاءُوا، فتخضع لهم  تماماً كما تخضع لارادة خالقها وباريها، وأن كانوا لا يفعلون ذلك وَلا يشاءُون، ولكن الله خصهم بهذا الفضل وهو بيده يُعطيه من يشاء، والله واسع عليم فما رأيك في ذلك ؟ 
الجواب:
كل شيء ممكن بإذن الله حتى إطباق السماء على الأرض بكلمة يقولها عبد من عباده تعالى؟ ولكن العبرة بالوقوع لا بالامكان، وبالاثبات لا بالثبوت... وليس من شك أن طريق الأثبات هنا منحصر بالنص القطعي متناً وسنداً فأين هو؟ 
وعلى الفرض قيام هذا النص عند البعض فهو حجة عليه  وحده، لا على غيره، لأن وجوب الأيمان بولاية التكوين ليس من ضرورات الدين، ولا المذهب، فالواجب على الأمامي الأثني عشري أن يؤمن ويعتقد بأن كل أمام من الأول إلى الثاني عشر معصوم عن الخطأ والخطيئة، وأنه يُحيط علماً بكتاب الله وسنة نبيه إحاطة تامة شاملة . 
وبكلام آخر: أن الولاية الثابتة للإمام قطعاً وبضرورة المذهب هي الولاية المحمدية، وغيرها يفتقر إلى دليل قطعي لا يطرق أليه الشك ونعني بالولاية المحمدية أن كل حق ثبت لرسول الله (ص) على المسلمين فهو بذاته ثابت للإمام المعصوم، لأنه الممثل الشرعي لرسول الله (ص) في جميع الشؤون التي تقبل النيابة والتمثيل .
الشيخ محمد جواد مغنية 
فلسفات اسلامية  ج 2 / ص 248