هل هذا ما كنا نريده من إقرار السلسلة؟ فمن سيصدق أنها من دون ضرائب؟ ومن المستفيد منها، الشعب الفقير أم السلطة؟
 

وأخيراً بعد معاناةٍ طويلة، ترافقت مع صرخاتٍ موجعة ودموعٍ امتزجت بعرق جبين مُطالبيها الذين لم تمل أقدامهم من النزول إلى الشارع، وحملِ يافطاتٍ هدَتْ أكتافهم كما هدَتْ سنواتُ العمل كاهلهم لا بل كما هدَتْ السلطة حقوقهم.
ها هي سلسلة الرتب والرواتب أُقِرّت، ومن المفترض أن تُنصف الموظف اللبناني، وأن لا تُضيع سنوات تعبه، وأن تُصبح قانوناً فاعلاً لا غامضاً كما القانون الإنتخابي الجديد.
عبارةُ "إقرار السلسلة"، لا تعني شيئاً، لا تُفيد بشيء طالما مازالت هناك تساؤلاتٍ عدة عن مصدر تمويلها، على أمل أن لا تكون من جيوب الفقراء، ولكن أين نبصرُ هذا الأمل؟ من غموض تلك السلسلة؟ أم من ضرائب ورسوم جديدة تطال جيوب الفقير والضعيف؟
ومن المستفيد من إقرارها، الشعب الفقير أم السلطة؟ هل سترتفع الأسعار؟ هل سنموتُ جوعاً؟
وما مصير المالية العامة للدولة؟ فهل سنغرق أكثر في العجز والإستدانة؟ 

إقرأ أيضًا: 15 ضريبة جديدة ستفرض عليكم.. تعرفوا إليها
الخطوة الإيجابية الوحيدة التي حصلت أمس هي إقرار السلسلة، والخطوة السلبية هي إقرارها غامضة ممهدةً لضرائب إضافية كمصدر تمويل لها، مع العلم أنه يمكن تمويل السلسلة من دون فرض ضرائب؛ وذلك عبر تخفيض الإنفاق العام، أو من واردات الدولة من المرفأ والمطار مثلاً، أو  من الأملاك التي تستأجرها الدولة وغيرها من مصادر التّمويل بعيداً عن جيوب الناس.
والحل الوحيد أمام الضياع في دائرة الغموض هذه، أن ننتظر جلسة اليوم حيث سيستكمل المجلس النيابي إقرار السلسلة، وهناك حديث عن بنود ضريبية جديدة ستُبصر النور، حيث أن النقاش سيشمل البند الثاني المتعلق بتمويل السلسلة والتي تُشير المعلومات أن تكلفتها ستبلغ بعد ثلاث سنوات  1772مليار ليرة.
ومن أبرز ما أُقر بالأمس "إعطاء الاساتذة ست درجات، وإنصاف المتقاعدين مع تقسيط حقوقهم على ثلاث سنوات، وتمديد الدوام الرسمي للدوائر الحكومية حتى الساعة 3:30، على أن يكون يومي السبت والأحد يومي عطلة، والحفاظ على دوام العمل 35 ساعة.

إقرأ أيضًا: اللبنانيون ينتفضون إفتراضيا... لا للضرائب !
وأخيراً، وعلى مر أربع سنوات نجحت صرخات المعلمين والموظفين والعسكريين والمتقاعدين على الأقل في إقرار السلسلة، ولأنهم يدركون تماماً أنهم من الشعب طالبوا في إعتصامهم أمس بإقرار السلسلة من دون ضرائب، إذ إعتبر النقيب السابق للمعلمين نعمة محفوض "أن المعركة ستكون مفتوحة في حال فرضوا ضرائب على الفقراء"، متوقعاً "إقرار السلسلة من دون الإلتزام بأصول زيادة الغلاء المعيشي وفرض ضرائب على الفقراء مع إعفاء حيتان المال من ضرائب مرتفعة" على حد قوله.
والسؤال الأهم، هل هذا ما كنا نريده من السلسلة؟ والجواب برسم السلطة!