تقول دراسة لموقع "ريديت" الأميركي إن بعض الأزواج يتحرجون من النّطق بكلمة "شكراً" بعد ممارسة العلاقة الحميمة، خشية إعطاء الانطباع بأن الجنس عطاء من طرف واحد، كما ترى الدراسة أن غالبية الأزواج يرون في كلمة "شكراً" أو "رائع" ترجمة للإحساس المشترك بالمتعة، كمن يتناول وجبة شهية فيعبر عن رضاه بإشارة من عينيه أو يديه تحمل معنى التقدير والإعجاب بطعم الوجبة.

وفي ما ذكرت دراسة أخرى تحمل عنوان: "ماذا تقولين بعد الممارسة الحميمة لتجعلي شريكك يشعر أنها كانت رائعة؟" تقول جامي ليلو في موقع "إيليت ديلي": "إنه عندما تغادرين حالة النشوة إلى لحظات الراحة الزاهية، بعد أن تتباعد أجسادكما، فليس أفضل من كلمة شكر تنقلين فيها إحساسكِ بأنكما تتشاركان في المتعة بكل مفرداتها الجسدية والنفسية، ومع الوقت ستجدين تعبير الشكر الذي يداعب خيال شريكك".

ورغم أن هناك من يتفق على أهمية شكر الزوجيْن لبعضهما بعد انتهاء العلاقة الحميمة، بالمقابل، هناك من يعدّه غير مناسب، ولا داعي له، بحكم أن الطرفيْن يتشاركان في تحقيق السعادة والنشوة المطلوبة لكليْهما.

فمن وجهة نظر أخرى، فقد أكدت المستشارة النفسية والأسرية الدكتورة دلال العلمي أن "الشُّكر بين الزوجيْن بعد انتهاء العلاقة الحميمة غير منطقي ولا مقبول. فالمرأة والرجل لا يقيمان العلاقة إلا نتيجة الحاجة والرغبة عندهما، وهو ما يتكلل بعملية الجِماع، التي هي نتيجة الحبّ بينهما، وأن تلك العملية حقّ أساسي لكليْهما".

وأوضحت العلمي أن "الشكر عادة يتم تبادله بين الأشخاص جراء تقديم خدمة ما من أحدهم للآخر، إنما أي شكر وثناء بين زوجين، فهذا أمر غير وارد تحديداً في مفهوم العلاقة الأسرية الجميلة الحميمة، وكي ينطبق هذا المسمى على العلاقة يجب إزالة الكلمات الرسمية التي فيها نوع من البروتوكول".

ونوهت العلمي إلى أنه "في حال كان الزوجان في حاجة بعضهما، فلا داعي لعبارات الشكر الرسمية بينهما، طالما يقيمان العلاقة وهما في أمسّ الحاجة لتبادل الودّ والمحبة والحاجة للالتقاء الجسدي".

وعلى الرغم أن "رسائل الشكر والامتنان بين الزوجين لا تكلفهما مالاً ولا وقتاً ولا تفكيراً، إلا أنها تعني الاهتمام الكافي لبعضهما، وأن تكون مكافأة على تصرفات ومواقف عديدة تحدث بينهما، ولكن ليست مكافأة على قيامهما بالعملية الجنسية، التي هي ليست خدمة من أحدهم للآخر، وإنما حقّ لهما".

 

 

(فوشيا)