التضارب يفرض إعادة إنتاج للتحالفات والعداوات بين المحسوبين على إيران والمحسوبين على سوريا داخل لبنان
 

 أبلغ حزب الله رئيس الحكومة اللبناني الأسبق نجيب ميقاتي أنه لن يحافظ على حلفه معه، بل سيتحالف مع رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري، وفق ما كشف عنه الإعلامي المقرب من الحزب سالم زهران.

وحرص ميقاتي مؤخرا على التمايز في مواقفه عن حزب الله في مفاصل عديدة، أبرزها مشاركته في التوقيع على الرسالة التي عرفت باسم رسالة الرؤساء الخمسة، والتي أرسلت إلى القمة العربية الأخيرة في الأردن.

وتستبعد بعض القراءات أن يكون هذا التمايز السبب الذي دفعه إلى تفجير العلاقة معه، ويعيدون السبب الفعلي إلى بروز تضارب في المصالح السورية الإيرانية.

ويفرض التضارب إعادة إنتاج للتحالفات والعداوات بين المحسوبين على إيران والذين يتصدرهم حزب الله، والمحسوبين على سوريا والذين يتصدرهم رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي والنائب سليمان فرنجية.

ويأتي الإعلان عن نهاية التحالف بين حزب الله وميقاتي في الوقت الذي يبدو فيه التحالف المعقود بين حزب الله والمحسوبين على النظام السوري، من قبيل النائب سليمان فرنجية وحزب البعث، على شفا الانهيار.

وبدا حزب الله منحازا إلى التيار الوطني الحر الذي لا يخفي سياسته الإقصائية الموجهة ضد فرنجية وغيره من الشخصيات المسيحية. ودفع ذلك على ما يبدو فرنجية إلى الانفتاح على القوات، الخصم اللدود لحزب الله.

ويقول مراقبون إنه لا يمكن لأي علاقة بين الحريري وحزب الله أن ترقى إلى مستوى الحلف الفعلي أو أن تتجاوز حدود التفاهمات الداخلية.

ويشير هؤلاء إلى أنه إذا كان المقصود بالحلف هو التنسيق الانتخابي فإن ذلك لا يعني على الإطلاق تطويرا للعلاقة القائمة بين الطرفين منذ فترة والتي تشمل رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ويسجل المناخ الأوروبي والعربي قبولا مستجدا بالتفاهم مع الرئيس السوري بشار الأسد في إطار محدد عربيا بأولوية تحجيم نفوذ إيران وأوروبيا في إطار محاولات ضبط تدفق اللاجئين إلى أوروبا.

وكانت مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واضحة في هذا الاتجاه حين صرح مؤخرا بأنه لا يرى بديلا شرعيا عن الأسد.

ويمكن فهم مواقف حزب الله المتعلقة بضرورة تحجيم حلفاء الأسد في لبنان من خلال ردها إلى تفاعله مع التطورات التي كرست إجماعا غربيا عربيا على محاربة إيران، في مقابل إبداء الكثير من الليونة تجاه الأسد تمهيدا للقبول بدور له ينسجم مع مآلات نهاية الحرب، وتثبيت مناطق نفوذ القوى الكبرى.

وتؤكد قراءات عديدة أن حزب الله يريد الاحتماء بالحريري لمواجهة رياح الأزمات الخارجية التي لا تصب في صالحه، وتكريس معادلة حكم إسلامية يتقاسم فيها السنة والشيعة النفوذ على حساب المسيحيين الذين كانت قياداتهم الروحية والسياسية قد أطلقت مواقف مؤيدة للأسد، انطلاقا من رؤية تنظر إليه بوصفه حاميا للمسيحيين.