من المؤكد أن إدارة دونالد ترامب، ليست كإدارتي جورج بوش الأبن وباراك أوباما، فالرئيس الأميركي الحالي لا يبدو مستعدا لاستثمار مليارات الدولار لإعادة إعمار سوريا، كما فعل أسلافه في العراق
 

عوضا عن ذلك، وفي ظل تحول مرحلة ما بعد الصراع إلى أولوية، تخطط واشنطن لإرسال فريق مدني إلى سوريا، لمحاولة تحقيق الاستقرار في المناطق التي استعيدت من داعش.

مسؤولون أميركيون قالوا إن الفريق سيساعد النازحين على العودة إلى ديارهم، وتجنب وقوع أزمة إنسانية في مناطق ستضحي مطامع للعديد من الأطراف المقاتلة.

بمعنى آخر، وكما قال بيان لوزارة الخارجية، فالمهمة الأساسية تنظيم جهود تفكيك الألغام، وإعادة الماء والكهرباء، من أجل تشجيع المدنيين على العودة ومنع المناطق من أن تصبح أرضا خصبة لمسلحين قدامى أو جدد.

الفريق يتألف من 7 مدنيين ومسؤولين في وزارة الخارجية وموظفي أمن، وصل عدد منهم بالفعل إلى سوريا.

لكن كلمة الاستقرار في هذا السياق نسبية، إذ تبقى أسئلة عديدة معلقة بشأن ضمان إقامة حكومات محلية ونظام قضائي فعال، ومنع عمليات القتل الانتقامية.

وألمح رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دونفورد إلى جهود جارية لتشكيل هيئة حكم محلي، قادرة على مباشرة أعمالها حال انتهاء معركة الرقة، لكنها لم تتبلور بعد.

وفي حين يعلو صوت الحديث عن إعادة الحياة الطبيعية في بعض المناطق، تشحذ سكاكين جديدة في سوريا التي ما زالت تعصف بها الحرب.

فقد أعلنت أنقرة أن تركيا وروسيا ستنشران قوات في محافظة إدلب، وأن روسيا وإيران ستعززان وجودهما حول دمشق، بينما يجري إعداد آلية تشمل وجود الأميركيين والأردنيين في منطقة درعا جنوبا.

كل هذه التحركات، المختلفة نوعا حسب المنطقة والأطراف المعنية، تشير إلى استنتاجات عديدة، لعل أهمها أن الجميع يريد نفوذا جديدا في سوريا ما بعد الحرب.

 

 

(سكاي نيوز)