نهاية عطلة الاسبوع «الماراثونية» والتي شهدت لقاءات بين مختلف المقار الرئاسية ورغم ايجابية حصولها، تصفها اوساط رفيعة المستوى في «الثنائي الشيعي»، بأنها كانت «بروفة» لاعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل جلسة التمديد اسبوعين اضافيين افساحاً في المجال للتواصل والحوار وتبادل وجهات النظر حول القانون الجديد وسحب الرئيس بري لبند مجلس الشيوخ من التداول ومن اقتراحه الانتخابي الاخير وابقاء بري اقتراحه الذي ينص على النسبية الكاملة مع دوائر ست موسعة قائماً ومطروح للنقاش. مثله مثل الاقتراح القديم -  الجديد المسمى بقانون ميقاتي- شربل، والذي ينص على 13 دائرة ونسبية كاملة ولكن مع «رشة بهار» سميت بالصوت التفضيلي. وهذا الصوت يريده حزب الله وبري وفريق 8 آذار والنواب وليد جنبلاط وطلال ارسلان وسليمان فرنجية وطنيا في الدائرة الواحدة وليس طائفيا اومذهبيا كما يريد الوزير جبران باسيل والدكتور سمير جعجع ومعهما «ضمنيا» الرئيس ميشال عون.الثنائي
اللقاءات الكثيفة التي حصلت بين بعبدا فالسراي فعين التينة نهاري السبت والاحد الماضيين تصفها الاوساط بالجيدة، لكنه لم يكن متوقعا منها ان تخرج بحلول اونتائج او نصف حلول ونصف نتائج. انما تصفها بمحطات الزامية لتُغطّي المخارج التي اعلن عنها الاثنين. فبري اجّل جلسة 15 ايار وسحب اقتراح مجلس الشيوخ، وعون في صدد توقيع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب وسيصدر قبل جلسة 15 ايار المؤجلة الى 29 منه بمعنى او بآخر كلعبة الشطرنج تحريك «حجر» يقابله تحريك حجر آخر.
ووفق الاوساط لم يعد خافيا على احد وجود «نقزة كبيرة» من باسيل لدى الرئيس بري  ومن جنبلاط وفرنجية وارسلان وباقي فريق 8 آذار. ووجود عتب شديد على الرئيس عون وادائه «التراجعي» في تبني النسبية. حيث اتفق حزب الله وعون على النسبية وقانون الانتخاب الوطني قبل وخلال وبعد توقيع وثيقة مار مخايل الشهيرة في العام 2006. وخلال الامتار الاخيرة لوصول عون الى بعبدا حيث استقبل نصرالله عون وتطرق البحث وقتها الى النسبية الكاملة والحكومة والثوابت الوطنية المقاومة والسلاح والعداء لاسرائيل وازمة سورية والعلاقة الاستراتيجية مع الرئيس بشار الاسد ونظامه العسكري والسياسي.  
العلاقة المتوترة بين عون وباسيل ومختلف القوى السياسية تجعل الوصول الى تفاهم انتخابي امراً متعذرا، وخصوصا ان الخيارات ليست كثيرة ومتعددة والمساحة الزمنية باتت قصيرة. وحتى الساعة تؤكد الاوساط اننا ما زلنا في مربع من اربعة «حيطان» التمديد لعام او الستين او الفراغ وهو اصعبها وكذلك الوصول الى تفاهم على نسبية كاملة ودوائر موسعة او صغيرة بلا صوت تفضيلي طائفي بل وطني، ايضا من «الحيطان» القاسية والغير متوفرة او سهلة.
ففي حين برز في الايام الماضية دور «مكوكي» للقوات اللبنانية عبر نائبها جورج عدوان، نشط الرئيس سعد الحريري على خط ترطيب العلاقة للثنائي عون وباسيل مع  بري وجنبلاط وفرنجية وارسلان ولتخفيف حدة الاصطفافات رغم  ان العلاقة بين الحريري وبري وجنبلاط لا يحسد الحريري عليها بسبب انحيازه الواضح للعلاقة مع بعبدا والخارجية كما تقول الاوساط.
وتضيف الاوساط : باسيل بدوره يستشعر عمق «المأزق» الذي ورط نفسه وعون فيه، عبر طرح التأهيلي الذي يواجه معارضة عنيفة من معظم القوى السياسية وخلّفت مواقف باسيل خلال الاسابيع الماضية استياء شديدا لم توفره من الانتقاد ومن توجيه اللوم بغضب اليه. لذلك تؤكد الاوساط ان باسيل تواصل مع معاون الامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل وهو تواصل مستمر ودائم وطلب اللقاء به وبمسؤول التنسيق والارتباط الحاج وفيق صفا قبل ايام. وجرى البحث في كل النقاط العالقة وكيفية الخروج من المأزق الانتخابي. وخلال اللقاء جرى اتصال بين باسيل والسيد نصرالله نقل باسيل خلاله تحيات الرئيس عون الى السيد. وشكره فيه على مواقفه الداعمة للعهد كما نوقشت النقاط العالقة في قانون الانتخاب وشرح باسيل لنصرالله ان النسبية موجودة في كل الطروحات التي قدمها ولم يتخل عنها عون ولا هو.
وخلال اللقاء تلفت الاوساط الى ان الاتفاق كان على تكثيف التواصل وتوسيع مروحة اللقاءات بين الجانبين ومع باقي الافرقاء وكذلك سحب النقاش في القوانين وتقسيماتها من الاعلام والشارع فالمطلوب الحوار والتوافق وليس تجييش الشارع وتضييع الوقت والفرص المتاحة للتفاهم.

 

علي ضاوي