عرضاً مالياً سخياً من حزب الله على قادة النصرة
 

بعيداً عن دوامة «اللف والدوران» في حلقات مفرغة من المواقف والمواقف المضادة على ساحة قانون الانتخاب المُتعثر، وبينما يلتزم «حزب الله» حبل الصمت والانكفاء خلف الآخرين على حلبة المفاوضات المُحتدمة لاستيلاد القانون العتيد، ينشط في المقابل على جبهة الصراعات والمفاوضات المفتوحة مع الفصائل السورية المقاتلة لضمان وتأمين ظهيره العابر للحدود.

وإذا كان إعلان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الأسبوع الفائت قرار الحزب تفكيك قواعده على طول الحدود الشرقية وتسليمه بمسؤولية الدولة هناك، جاء بعدما أنجز «المهمة» المُدرجة على أجندته العسكرية في تلك المنطقة الحدودية، فإنّ تركيز قيادة «حزب الله» بات منصباً في الوقت الراهن على إخلاء الجرود المحاذية لعرسال من الفصائل السورية المقاتلة عبر قنوات تفاوضية فتحها في الآونة الأخيرة مع «جبهة النصرة» تحديداً في محاولة لإقناعها بالانسحاب من هذه الجرود.

وفي هذا الإطار، يخوض«حزب الله» حالياً في مفاوضات جدّية مع «النصرة» قدّم خلالها جملة مغريات ترغيبية لانسحاب مقاتلي «الجبهة» من جرود عرسال، شملت تقديمه عرضاً مالياً سخياً على قادة هذا التنظيم في مقابل القبول.

بتفكيك قواعده العسكرية في تلك المنطقة الجردية، وسط معلومات موثوقة في هذا المجال أفادت بأنّ المفاوضات بين «حزب الله» و«النصرة» قطعت شوطاً متقدماً من الممكن أن تتمخض عنه نتائج إيجابية وعلنية في المستقبل القريب.

وإلى جرود عرسال، تبقى على الجبهة الحدودية مع سوريا منطقة «جرد رأس بعلبك» التي تشغل بال قيادة «حزب الله» وتسعى إزاءها إلى إيجاد حلول مجدية عبر قنوات تفاوضية غير مباشرة مع تنظيم «داعش» تحثه على القبول بتفكيك قواعده في تلك المنطقة، تحت وطأة خشية متعاظمة تراود الحزب من أن يؤدي عدم انسحاب عناصر «داعش» من الجرود المتاخمة لمنطقة رأس بعلبك إلى اندلاع صدام عسكري مع هذا التنظيم تطاول نيرانه القرى الحدودية اللبنانية المحاذية لتلك المنطقة.