كشف معهد واشنطن للدراسات عن خطوات أربع يجب على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخاذها للمضي قدما في العلاقات مع تركيا، قبيل زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان لواشنطن غدا
 

وقال المعهد في التقرير الذي كتبه سونر چاغاپتاي مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، إن الخطوة الأولى تتعلق بالرقة.

وتابع: "أفادت بعض التقارير أن اختيار واشنطن قد وقع على الأكراد السوريين كحليفها الرئيسي على الأرض، وتحديدا "وحدات حماية الشعب" والجماعة المظلية الأوسع الخاضعة لها، وهي "قوات سوريا الديمقراطية". ويبدو أن "قوات سوريا الديمقراطية الكردية" بشكل أساسي هي فصيل الثوار المحلي الوحيد القادر على نشر ما بين 10,000 و12,000 جندي، وهو العدد الضروري لاستعادة الرقة من تنظيم داعش".

وبيّن أن أنقرة تعترض على هذا التحالف، حيث تقول إن "وحدات حماية الشعب" وذراعها السياسي حزب "الاتحاد الديمقراطي" على ارتباط وثيق بحزب "العمال الكردستاني"، المدرج من قبل الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية، وهي الجماعة التي شنت حربا ضد الحكومة التركية منذ عقود.

وأضاف: "صحيح أنه يمكن للولايات المتحدة شن حملة على الرقة بواسطة وحدات حماية الشعب من دون مباركة تركية، إلا أن أنقرة قد تقرر تأدية دور المفسد من خلال استهداف "وحدات حماية الشعب" عبر وكلائها العرب من الثوار في أماكن أخرى في شمال سوريا".

وأوضح أنه "بالإضافة إلى ذلك، يعتزم الجيش الأميركي على الأرجح استخدام القواعد التركية، بما فيها قاعدة إنجرليك، لتوفير الدعم الجوي واللوجستي والاستخباراتي الحاسم لـ "وحدات حماية الشعب". وبالتالي، إذا فقدت واشنطن إمكانية الوصول إلى تلك القواعد، ستضطر عندها إلى دراسة خيارات أخرى أكثر تعقيدا".

الخطوة الثانية: سنجار

وكشف التقرير أنه يمكن أن يقنع ترامب أردوغان بالتوصل إلى اتفاق حول الرقة من خلال الموافقة على دعم حملة تركية محتملة ضد سنجار، وهي قاعدة ناشئة لحزب "العمال الكردستاني" تمتد على الحدود العراقية السورية.

وتابع: "ولطالما استخدم حزب "العمال الكردستاني" منطقة قنديل الواقعة على الحدود العراقية الإيرانية كقاعدته الرئيسية، إلا أنه يعمد مؤخرا إلى نقل القيادة والبنية التحتية إلى سنجار. ومن غير الواضح ما إذا كانت عملية النقل هذه موقتة أو دائمة، غير أنها ناتجة بوضوح عن الأحداث في سوريا".

"فسنجار أقرب بكثير إلى روج آفا، وهي المنطقة التي أعلن الأكراد استقلالها الذاتي في شمال سوريا، الأمر الذي يتيح لحزب "العمال الكردستاني" خطوط اتصال ولوجستيات ممتازة مع الأراضي الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب. وفي حين أن القسم الأكبر من روج آفا هو عبارة عن أراض مسطحة، وبالتالي فهي عرضة للأعمال العسكرية التركية، إلّا أنّ منطقة سنجار الجبلية توفر لحزب "العمال الكردستاني" ميزة الأرض الوعرة الأكثر ملاءمة لتكتيكات الحرب غير النظامية التقليدية التي يخوضها" بحسب التقرير.

وقال إنه "خلال زيارته إلى البيض الأبيض، سيسعى أردوغان على الأرجح إلى الحصول على الدعم الأميركي لعملية محتملة، قد تنفذها تركيا والحزب "الديمقراطي الكردستاني" لإخراج "وحدات مقاومة سنجار" وحزب "العمال الكردستاني" من سنجار".

وقد يعني ذلك التعهد بمساعدة أنقرة على تهدئة الاعتراضات العراقية على العمليات التركية في سنجار، وهي إحدى المناطق العديدة التي هي محل خلاف بين بغداد وحكومة إقليم كردستان.

وقد يقنع هذا التعهد أردوغان بألا يعارض بصورة نشطة حملة من قبل الولايات المتحدة و"وحدات حماية الشعب" ضد الرقة (على الرغم من أنه قد يستمر على الأرجح في انتقاد الحملة علانية). وبصورة إجمالية، فإن زيادة المساعدات الأميركية ضد حزب "العمال الكردستاني"، بما في ذلك في مجال الاستخبارات، ستُظهر لأردوغان أنه عقد اتفاقا جيدا مع الرئيس ترامب.

الخطوة الثالثة: غولن

وتحدث الموقع عن احتمالية تسليم فتح الله غولن المتهم بالمشاركة في تدبير الانقلاب إلى تركيا.

وقال إنه وعلى الرغم من أن أنقرة لم تقدم بعد أدلة للولايات المتحدة على أن غولن هو من أمر شخصيا بتنفيذ الانقلاب، سيتوجه أردوغان إلى واشنطن مع هذه النية في ذهنه، لاسيما نظرا لإقامة غولن المستمرة على الأراضي الأميركية.

ومن شأن إظهار التعاطف مع مخاوف أردوغان بشأن هذه القضية، أن يساعد الرئيس ترامب على عقد اجتماع مثمر معه، قد يتضمن اتفاقا محتملا حول الرقة وسنجار.

الخطوة الرابعة: الديموغرافيا في تركيا

حتى إذا توصل القائدان إلى تفاهم حول الأعمال العسكرية في سوريا على المدى القريب، إلّا أنّ الاستقطاب الحاد في المجتمع التركي، قد يمنع أردوغان من تحقيق وعوده بشأن أي اتفاقات ثنائية أوسع نطاقا.

وقال إنه وفي أفضل الأحوال، قد تدخل البلاد في حالة دائمة من الأزمات، مما يجعلها أقل من شريك مثالي بالنسبة للولايات المتحدة. لذلك، يجب على الرئيس ترامب أن يشجع أردوغان بشكل غير علني على الاعتراف بتنوع تركيا والسماح بحريات أوسع للتخفيف من حدة التوترات الاجتماعية.

 

 

(معهد واشنطن - عربي 21)