في مقالة تناولت الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مطار دمشق فجر أمس الخميس، رأى المحلل في صحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هرئيل أنّ تل أبيب شارفت على التخلي عن سياسة الغموض التي تنتهجها منذ قرابة الـ5 أعوام، مشيراً إلى أنّ وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان رسم خطاً أحمر إسرائيلياً جديداً يتمثّل برفض أيّ وجود عسكري لإيران وحزب الله على الحدود السورية، ومتسائلاً عن الأسباب الكامنة وراء عدم تحرّك روسيا في مواجهة هذه الضربة.
 

هرئيل انطلق من تبني وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس الغارة ضمناً، واعتراف تل أبيب للمرة الأولى بمسؤوليتها عن الضربة التي استهدفت ما زعمت أنّه شحنات أسلحة تابعة لـ"حزب الله" في ريف حمص في آذار الفائت وتأكيد ضابط إسرائيلي تدمير أكثر من 100 صاروخ للحزب، موضحاً أنّ إسرائيل باتت تنفّذ التحركات التي اعتادت القيام بها بشيء من الغموض بل التكتم في الماضي على مرأى من الجميع.

في هذا الإطار، استطرد الكاتب بالقول إنّ تخلي إسرائيل عن سياسة الغموض التي تتمثل بالامتناع عن النفي أو تأكيد مسؤوليتها عن هذا النوع من الضربات غير مؤكّد، شارحاً بأنّ عدم تعليق تل أبيب عليها يجعلها أقل إحراجاً بالنسبة إلى النظام السوري، ما يحول دون ردّه عليها. وبناء عليه، استبعد هرئيل أن يكون هناك تفكير استراتيجي طويل الأمد وراء هذا التحوّل، معتبراً أنّه نتاج أحداث عشوائية.

إلى ذلك، تساءل الكاتب عن الأسباب الكامنة وراء عدم ردّ روسيا على الغارة الإسرائيلية، على الرغم من أنّ راداراتها المنتشرة شمال غربي سوريا قادرة على رصد تحركات الطائرات الإسرائيلية، مرجحاً بأنّها لا تهتم بهذا النوع من الضربات لأنّه لا يشكّل تهديداً مباشراً لوجود النظام السوري، ومتحدّثاً عن فعالية التنسيق العسكري بين تل أبيب وموسكو.

من جهته، أكّد المحلل بيني أفني في تقرير نشرته مجلة "دايلي بيست" الأميركية أنّ الغارة الإسرائيلية الأخيرة تمّت بالتنسيق مع موسكو، لافتاً إلى أنّ روسيا دانت هذه الضربة من دون تحميل مسؤوليتها لإسرائيل وشدّدت في الوقت نفسه على تواصلها مع تل أبيب عبر قنوات عدة، ومنها ليبرمان والاتصالات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

في هذا الصدد، نقل أفني عن مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن هويته قوله: "يعلم الروس أنّ الولايات المتحدة أهم حليف لنا ونعلم بالطبع أنّ الأسد وإيران و"حزب الله" زبائن روسيا"، مضيفاً بأنّ هاتين الحقيقتين لا تعيقان التنسيق الوثيق معها.

بالعودة إلى هرئيل، فقد حذّر من مشكلة ستطال إسرائيل على المدى البعيد وعلى المستوى الإسرائيلي، موضحاً أنّ نجاح تجربة روسيا في سوريا يعني خلاصاً للرئيس السوري بشار الأسد وفوزاً لإيران و"حزب الله".

ختاماً، تطرّق الكاتب إلى وصول عناصر من الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" وعناصر شيعية وفلسطينية إلى شمال الجولان، لافتاً إلى أنّ إسرائيل تخاطر، إذا ما قررت اتخاذ تدابير في مواجهة هذا التطوّر، بالاشتباك مع إيران وبتغيّر علاقاتها مع روسيا.

 

 

( "لبنان 24" - Haaretz - Daily Beast)