منذ تطور الصراع السوري وإنخراط حزب الله بشكل يتجاوز معارك الحدود مع لبنان، بدأت إسرائيل توجه ضربات جوية تطال أهدافاً تقول إنها تابعة لـحزب الله، في مقابل عدم صدور أي تأكيد أو نفي رسمي من الحزب، بإستثناء الغارة التي إستهدفت موكباً لعناصر الحزب في القنيطرة، والغارة التي إغتالت فيها تل أبيب عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية سمير القنطار في منطقة جرمانا - دمشق.
 

للمفارقة أن الغارتين اللتين إستهدفتا عناصر الحزب (القنيطرة – جرمانا) كانتا تستهدفان القنطار الذي نجا من المحاولة الأولى لعدم وجوده في الموكب، إذ إن إسرائيل كانت ترى في القنطار، رغم مستواه العسكري العادي، تهديداً إستراتيجياً لمشروعها في القنيطرة فيما خصّ البيئة الدرزية التي سعى القنطار – ونجح إلى حدّ ما - في تطويع جزء منها في المقاومة السورية وإبعادها عن الطموح الإسرائيلي.

لكن بعيداً عن هاتين الغارتين، كثيرة هي الغارات التي قيل انها إستهدفت مواقع عسكرية تابعة لـ"حزب الله" في سوريا، ومن دون الدخول في شرح طبيعة كل غارة، هناك حقائق ثابتة ترتبط بها وبقواعد الإشتباك مع "حزب الله" التي تحرص إسرائيل على عدم كسرها.

- لم تستهدف الغارات الإسرائيلية مخازن أسلحة تخضع – لحظة الغارة – لسيطرة الحزب، إذ إن كل المخازن التي قصفت هي مخازن تابعة للجيش السوري وتحت سيطرته الكاملة (وهذا ينطبق على غارة فجر اليوم الخميس).

- الغارات الإسرائيلية تستهدف أسلحة وجَهتُها حتماً "حزب الله"، والأدق أنها تستهدف الأسلحة التي ستُنقل إلى الحزب في الداخل اللبناني وليس إلى الجبهات السورية.

- لا تستهدف إسرائيل أسلحة عادية، فكل إستهداف إسرائيلي يعني أن الموقع المستهدف يحتوي على أسلحة مهمة، قد لا تكون كاسرة للتوازن بالضرورة لكنها أسلحة بالغة الأهمية.

- تتجنب إسرائيل إستهداف أي قافلة تنقل أسلحة وهي تحت سيطرة الحزب كي لا يسقط للحزب ضحايا في الغارة، الأمر الذي يحتّم عليه الردّ كما حصل سابقاً، بل القوافل المستهدفة تكون عادة تحت سيطرة جهات عسكرية أخرى ولم يستلمها الحزب بعد.

- معظم الغارات الإسرائيلية تحصل من خارج المجال الجوي السوري، مع إستثناءات، وذلك تجنباً لرد الدفاعات الجوية السورية، وتجنباً للإحراج مع الجانب الروسي.

 

علي منتش