إستغل تنظيم داعش إنطلاقة " أسبوع الآلام " لتوجيه رسائل دامية للأقباط والنظام المصري، من خلال تفجيره لكنيستين إحداهما في مدينة طنطا (شمال القاهرة)، والأخرى في الإسكندرية على البحر المتوسط، ما أودى بحياة العشرات من المواطنين وإصابة آخرين، ويعتبر هذا الأسلوب شائعًا لدى التنظيم الذي يحرص على إختيار مناسبات ذات رمزية كبيرة لتوجيه ضرباته الإرهابية.
وقد وقع الإنفجار الأول الذي أسفر عن 27 قتيلًا و78 جريحًا في كنيسة مار جرجس قبيل الساعة العاشرة من صباح يوم أمس الأحد أثناء أحد الشعانين، وأوقع الإنفجار الثاني 16 قتيلًا و40 جريحًا بينهم ثلاثة من الشرطة قرابة الساعة 12 ظهرًا مستهدفًا الكنيسة المرقسية في مدينة الإسكندرية قرابة 200 كم شمال القاهرة، حيث وقع تفجير كنيسة الإسكندرية بعد لحظات قليلة من مغادرة تواضروس الثاني، بابا الأقباط وبطريرك الكرازة المرقسية، والذي كان يقود القداس فيها، وكان تنظيم "داعش" قد تبنى في وقت سابق التفجيرين وتوعد بالمزيد من الهجمات.

 

إقرأ أيضًا: سد الفرات في خطر وهذه مخاطر إنهياره على سوريا
وبحسب المعلومات الأولية عن منفذي حادثي أمس الأحد في مدينتي طنطا والإسكندرية، فالمتهم الأول هو "أبو إسحاق المصري"، وهو مسؤول عن عملية إستهداف كنيسة الإسكندرية، وهو من مواليد الأول من أيلول عام 1990 في منيا القمح، وحاصل على بكالوريوس تجارة، عمل محاسبًا بالكويت لمدة أربعة شهور، وسافر إلى تركيا ثم إلى سوريا في 26 كانون الأول عام 2013، وعاد بعدها إلى سيناء.
أما المسؤول عن إستهداف كنيسة طنطا، فهو "أبو البراء المصري"، من مواليد قرية أبو طبل بكفر الشيخ في 13 كانون الأول عام 1974، وهو حاصل على دبلوم صنايع، ومتزوج وله 3 أطفال، دخل إلى سوريا في 15 آب عام 2013، وقد سافر إلى لبنان ثم عاد إلى سوريا.
ويعاني أقباط مصر من محاولات الإستهداف الشخصي وفي الكنائس منذ دعمهم لثورة 30 يونيو 2013 والإطاحة بنظام حكم جماعة الإخوان المسلمين، حيث يواجه الأقباط الذين يشكلون 10% من عدد سكان مصر البالغ 90 مليون نسمة، إعتداءات عدة خلال السنوات الأخيرة، لكنها تصاعدت خصوصًا بعد خلع الجيش للرئيس الإخواني محمد مرسي في 2013 إثر إحتجاجات شعبية واسعة، فعلاقة الأقباط بالسلطة متوترة منذ فترة، والتفجيرات الجديدة ستوترها أكثر، بعد أن كان الأقباط يرون في السيسي مخلصهم من آلام الإرهاب، ها هم يعاينون عجزه عن حمايتهم".

 

إقرأ أيضًا: الإرهاب ليس من الإسلام
هكذا إذن، ينضم مسيحيو مصر إلى مشهدية طوابير التهجير، للمسيحيين والمسلمين، كما يحصل في سوريا والعراق، ففي مصر تبدو المسألة المسيحية مقلقة، ليس بسبب شكاوى "أقباط المهجر" من التهميش، بل لأن ظاهرة الإعتداء على الكنائس والممتلكات القبطية تتكرر منذ ثمانينات القرن الماضي بأسباب مختلفة، أخطر ما فيها التحجج بالدين، مع ما يخلقه ويتسبب به من رعب وهواجس وردود أفعال.