يتوقع محللون أميركيون وأوروبيون أن يكون القصف الأميركي لقاعدة عسكرية سورية في حمص بداية تدخل فعال ونشط لواشنطن في الأزمة السورية بعد سنوات من التردد، رغم ما نقلته "رويترز" عن مسؤول عسكري أميركي من أنها "ضربة منفردة".

ومع أن غالبية الأميركيين قد لا يحبذون تدخلا عسكريا لبلدهم في الخارج، في وقت يحتاجون من إدارتهم التركيز على الوضع الداخلي وهو ما يتسق مع شعار الرئيس دونالد ترامب "أميركا أولا" إلا أن رد الفعل السريع والحاسم على صور الهجوم الكيماوي في خان شيخون بإدلب جلب تأييدا واسعا لترامب.

وربما يكون الرد الحاسم والسريع حقق لإدارة ترامب ما تريد من إظهار الضرر الذي سببته إدارة أوباما لصورة أميركا في العالم، وأيضا أضاف إلى صورة الرئيس الحاسم بعد ما واجهه في الشأن الداخلي من نقض قراره بحظر السفر ومشروعه لتغيير نظام الرعاية الصحية "أوباما كير".

بالطيع من السهل تعويض الصعوبات في إنفاذ السياسة الداخلية بعمل خارجي "سهل" نسبيا على حد تعبير بعض المعلقين، لكن تطوير التدخل في سوريا يحمل مضاعفات أخرى:

ما له:
استعادة دور قيادي أميركي، عبر عنه تصريح الرئيس ترامب بضرورة مشاركة قوى العالم لوقف "الذبح وحمام الدم" في سوريا.
الوفاء بوعد مواجهة التمدد والنفوذ الإيراني بمعرقلة تحقيقها أي مكاسب في سوريا حيث تدعم دمشق.
الرد على مسألة العلاقات مع روسيا، التي تتهم إدارة ترامب من معارضيها بأنها متساهلة أو متواطئة بشأنها، باضطرارها لتغيير موقفها في سوريا.
طمأنة حلفاء أميركا في المنطقة الذين يلومون إدارة أوباما على خذلانهم في سوريا وغيرها.
ضرب مثال على أن تهديدات ترامب ليست جوفاء، خاصة تجاه كوريا الشمالية ومشروعها النووي.

ما عليه:
صعوبة الالتزام بقوات أميركية في الخارج على غرار أفغانستان والعراق، وهو ما سيكون نكوصا عن تعهدات ترامب بان إدارته لن تكون "الشرطي العالمي".
تراجع التأييد الشعبي للتركيز على الخارج بدلا من الداخل وما يهم المواطن الأميركي مباشرة.
تعقيد علاقة الإدارة مع الكونغرس، خاصة وأن هناك نواب وأعضاء مجلس شيوخ من الجمهوريين (حزب الرئيس) غير متحمسين لأي عمل عسكري أميركي كبير في الخارج.
وحسب رأي خبير أوروبي في الشؤون الدولية تدرك كل الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية تلك المحفزات والمعوقات أمام الإدارة الأميركية، وسيكون لرد فعلها أثر في قرار الرئيس ترامب توسيع جهد بلاده إلى "تحالف دولي لإزاحة الأسد" كما قال وزير خارجيته ركس تيلرسون أو العيش على نتائج الضربة الأخيرة.