متلازمة تكيّس المبيض هي حالة معقّدة تُصيب النساء وتتميّز بعدم توازن الهرمونات الجنسية، مُسبِّبةً عدم إنتظام الدورات الشهرية، ونموّاً غير طبيعي للشعر أو تساقطه، ومشكلات الخصوبة. تبيّن أنّ الإصابة بهذه المشكلة ترفع خطر التعرّض لأمراض مُزمنة كالسكري، والقلب. إلى جانب العلاج الذي يحدّده الطبيب، ما دور خبراء التغذية في السيطرة على هذه الحالة؟
 

قبل تسليط الضوء على علاقة الشقّ الغذائي بتكيّس المبايض، أشارت إختصاصية التغذية، جانين عوّاد الجميّل، لـ«الجمهورية» إلى أنّ «هذه الحالة ترمز إلى ورم غير خبيث عبارة عن كيس يحتوي سائل قد يصل حجمه إلى 5 سنتيمترات.

أكّدت الدراسات أنّ التعرّض للأكياس المبيضية يحصل عموماً بعد الحمل أو نتيجة تناول حبوب منع الحمل. أمّا عند المراهقات، فقد يزدهر هذا الكيس بداية الدورة الشهرية بسبب خلل في الإباضة».

وتابعت حديثها قائلةً إنّ «هناك ما يُعرف بالتكيّس الوظيفي الناجم من النشاط الهرموني المبيضي ويظهر بنسبة 20 في المئة خلال مرحلة الإنجاب، و15 في المئة بعد إنقطاع الطمث.

اللافت أنّ 90 في المئة منها تختفي تلقائياً خلال الأشهر التي تسبق إنقطاع الطمث، خصوصاً قبل الشهر الثاني أو الثالث. أمّا التكيّس العضوي فيظهر بنسبة 80 في المئة عند النساء خلال سنّ الإنجاب، ويكون بمثابة ردّة فعل للإلتهابات التي تحصل من تشكّل الأكياس».

وأوضحت أنّ «تكيّس المبيض قد يؤدي إلى مجموعة أعراض كثقل في منطقة الحوض أو وجع فيها، وخلل في الدورة الشهرية، وإضطرابات بولية كالتبوّل المتكرّر أو صعوبة في تفريغ المثانة، وآلام في المعدة، وغثيان وتقيّؤ، وإمساك، ووجع أثناء ممارسة الجنس، وشعور منتظم بالنفخة والإمتلاء، ونزيف، وعقم»، داعيةً إلى إستشارة الإختصاصي في الأمراض النسائية فور ملاحظة أيّ من العلامات المذكورة».

مأكولات توازن الهرمونات

إضافةً إلى العقاقير والعلاجات التي يجدها الطبيب الأنسب وفق حالة المريضة، أفادت عوّاد أنّ «تعديل النظام الغذائي يُعتبر حلّاً فعّالاً، بحيث أظهرت الأبحاث أنّ النساء اللواتي ينتقلن من الغذاء الحيواني إلى نظيره النباتي قد ينخفض لديهنّ إحتمال ظهور هذه الأكياس على المُبيض بنسبة 20 إلى 25 في المئة.

يعني ذلك أنه من الضروري زيادة إستهلاك الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والإمتناع عن الأطعمة المصنوعة من الطحين الأبيض، وتلك المصنّعة، والمشبّعة بالملح والسكر».

وكشفت وجود مأكولات عديدة ثبُت أنها تقلّص إحتمال التعرّض لهذه المشكلة من خلال مساعدة الجسم على تنظيف نفسه من السموم، والحفاظ على توازن هرموناته، وخفض أيّ خلل قد يؤثر سلباً في وظائفه، أبرزها:

• الـ«Grapefruit»: مهمّ جداً لاحتوائه مادة «Naringenin» القادرة على الحدّ من تكوّن الأكياس على المبيض.

• بذر الكتان: يساهم هذا النوع من الزيوت المفيدة في إلغاء مستوى الإستروجين الإضافي في الجسم، ويعمل على تعديل نسبة البروجستيرون والإستروجين. وبفضل غناه بالحديد والماغنيزيوم والمنغانيز، والفيتامينات B1 وB2 وB3، والفيتامين E، يساعد بذر الكتان على إفراز البروستغلاندين التي بدورها تساهم في تنظيم معدل الأيض وتعزيز نسبة الحرق.

• الجوز واللوز: غنيّان بالأحماض الدهنية الأساسية لإنتاج الهرمونات. حفنة منهما صباحاً تزوّد الجسم بالطاقة، وتمنع إفراز الإستروجين الذي قد يكون سبباً للخلل الهرموني.

• الأفوكا: مليء بأكثر من 20 نوعاً من الفيتامينات، والبوتاسيوم، والزنك، والفيتامين B9 الذي يحسّن الدورة الدموية، ويعزّز التواصل بين النظام العصبي ونظيره الهرموني لتحسين إفراز الهرمونات، ويرفع الرغبة الجنسية.

• الألياف كالنخالة، والقمحة الكاملة، والموز، والليمون: تساعد على مكافحة الإمساك الذي يؤدّي إلى تكدّس السموم في الجسم، وبالتالي رفع معدل الإستروجين فيه.

• الشاي الأخضر: غنيّ بمادة «Catechin» التي تقلّص مستويات العصبية التي تُعتبر سبباً أساسياً للخلل الهرموني. كذلك ثبُت أنّ إستهلاك كميات معتدلة من الكافيين يساعد على محاربة الكآبة التي قد تكون بدورها عاملاً لظهور أكياس المبايض.

للحذر من هذه العوامل

ومن جهة أخرى، أوصت عوّاد بـ»تفادي قدر المستطاع الوجبات السريعة، والسكريات المكرّرة، والمقالي، لغناها بالمواد الدهنية المهدرجة التي تسبّب خللاً هرمونياً وتؤدي إلى إرتفاع هرمون الإنسولين الذي قد يكون سبباً رئيساً للعقم. كذلك يجب التوقف عن إستخدام المُحلّيات الصناعية بما فيها الملوّنات، والإبتعاد من المواد الحافظة خصوصاً المواد الغذائية المزروعة بإستخدام المبيدات الحشرية والعشبية لأنها تؤدي إلى فرط الكبد، وتنشيط الإستروجين في الجسم، وتكدّس السموم».

وختاماً دعت إلى «ضرورة الحفاظ على وزن صحّي مستقرّ لأنه أساس القضاء على أيّ خلل هرموني. فعند تثبيت هذا الرقم يمكن تقليص الأعراض المُزعجة، ومنع حدوث إضطرابات الدورة الشهرية، أو أيّ مشكلات في معدل الإنسولين الذي يشكّل عاملاً رئيساً في زيادة الوزن على المدى الطويل».

ونصحت بـ«خفض تناول اللحوم والأجبان والألبان التي بدورها تزيد سرعة إرتفاع الإستروجين في الجسم. فبدلاً منها، يُستحسن التركيز على الغذاء الذي يؤمّن للجسم الأحماض الأمينية الأساسية، والدهون المتعدّدة غير المشبعة، والـ«MUFAs» والـ«PUFAs» التي تساعد على إبقاء مستوى الإستروجين منخفضاً، ما يحمي من التعرّض لمشكلات هرمونية».