أولاً: وزير السياحة ضد السياح الأتراك...
الوزير الأرمني (اللبناني) أفيديس كيدانيان يُفصح في برنامج تلفزيوني عن تفضيله أرمينيا على لبنان (مع أنّ لبنان مسقط رأسه)، وهذه مسألة وجدانية ونفسية لا يحسُن التوقف عندها، إلاّ أنّه لا يتردّد في إعلان عُنصريته ضد الأتراك الذين ربما حلّوا ضيوفاً على معاليه بإعتباره وزير سياحة لبنان، ومعالي الوزير الأرمني، كغيره من المواطنين الأرمن ما زالوا يعتبرون أنفسهم جالية أرمنية رغم تمتُّعهم بالجنسية اللبنانية، وهم يُذكّروننا دائماً بالمجزرة التي تعرّض لها الأرمن على يد السلطنة العثمانية منذ أكثر من مائة عام، وكأنّهم الشعب الوحيد الذي طالته المجازر على مرّ العصور، وكأنّ أعواد المشانق لأحرار سوريا ولبنان التي ارتفعت في ساحات بيروت ودمشق مطلع القرن الماضي ليست شيئاً يُذكر، وأنّ عشرات الألوف من هذه البلاد الذين أُخذوا من بيوتهم إلى ساحات القتال في الحرب الأولى، وعاد منهم طويل العمر حيّاً، ومن لم يمُت بالسيف مات جوعاً ليسوا في حساب الشعوب، أم أنّ جرائم الستالينية والنازية كانت برداً وسلاما، واحتلال فلسطين وتشريد شعبها هي فاصلة صغرى في تاريخ المنطقة، أمّا الفاصلة الكبرى فهي المجزرة الأرمنية، ولا نعرف ماذا يُسمّي معالي الوزير الأرمني-اللبناني مجازر العراق وسوريا اليومية وما هو رأيه فيها، في حين ينعم بلده أرمينيا، بحمد الله، بالإستقلال والأمن والرخاء، والذي تفتقده معظم شعوب المنطقة.

إقرأ أيضًا: رسالة الرؤساء الخمسة: إنعاش الحراك السياسي وتأكيد الثوابت الوطنية
ثانياً : فينيقي ضد النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيّن.
بمقابل الأرمني، عندنا لبناني أصيل، يتبوّأ منصب الخارجية اللبنانية، وتعود جذوره إلى أيام الفينيقيين، الذين سادوا البحار واخترعوا الأبجدية وعلّموا العالم الحرف والحساب، وهو عندما يزور أقاصي المعمورة (استراليا هذه الأيام) في رحلاته "السندبادية" المتواصلة لا ينسى بثّ سمومه وأحقاده ضد النازحين السوريين في مخيّماتهم العشوائية، وضد الفلسطينيّن القابعين في مخيماتهم الثابتة، والتي هي أشبه ما تكون بمخازن بشرية إن لم تكن سجوناً مُموّهة، وبات يدعو جهاراً لطرد النازحين السوريين فورا، وطرد الفلسطينيّن لاحقاً (بعد مراعاة جانب حليفه وظهيره حزب الله)، فحبّذا لو يُكمل معاليه عمليات تنظيف البلد من كل الجاليات الطارئة، وفي مقدمها جالية وزير السياحة الأرمني، حيث تنعم أرمينيا بالسيادة والاستقلال والأمن والأمان، في حين ما زالت فلسطين محتلّة وسوريا كتلة من نار، أم أنّ الطائفية ما زالت عند البعض فوق كلّ اعتبار.