رجح مصدر أمني لبناني بارز أن يكون أحد ضحايا الانفجار الذي هز بلدة عرسال البقاعية الحدودية مساء أول من أمس، من المنتمين إلى تنظيم «داعش». وقال إن شخصين أصيبا كانا برفقته في سيارة «بيك أب» التي وقع فيها الانفجار، وقتلت امرأتان، وجميعهم من النازحين السوريين من منطقة القصير السورية إلى عرسال.

ولفت المصدر الذي واكب كشف خبير عسكري لبناني على حطام السيارة ومعاينة أشلاء القتلى، إلى أن المتفجرة حزام ناسف كان داخل السيارة وقدر زنته بين 7 و10 كيلوغرامات من المواد الشديدة الانفجار.وأفاد بأن الجريحين اللذين نقلا إلى المستشفى الميداني على أطراف عرسال، ويشرف عليه أطباء وممرضون سوريون، نقلا لاحقاً إلى مكان آخر خارج البلدة.

وتردد أن مجرد قيام سوريين بنقلهما أثناء تلقيهما العلاج في المستشفى، يشير إلى نية تفادي إخضاعهما للتحقيق لمعرفة الأسباب التي أدت إلى انفجار الحزام الناسف، تجنباً لكشف هوية الجهة التي ينتميان إليها، مع أن المصدر الأمني لم يستبعد أن يكونا، ومعهما القتيل، من المنتمين إلى «داعش».

وعلى رغم أن «تهريب» الجريحين من المستشفى يمكن أن يعيق التعمق في التحقيق في اتجاه تبيان ما إذا كان الحزام الأمني مجهزاً لعملية انتحارية وأدى خلل ما إلى انفجاره قبل تنفيذها، فإن مصادر لبنانية شبه رسمية أكدت أن مجرد وجود الحزام يدل على أنهم ينتمون إلى مجموعة انتحارية رجحت أن تكون «داعش»، باعتبار أن للأخير سوابق في استخدام هذه الأحزمة في عملياته الانتحارية.

ولم تستبعد المصادر أن يكون لوجود الحزام علاقة مباشرة بالخلافات التي وقعت أخيراً بين مجموعات من «داعش» سرعان ما تطورت إلى نزاعات عائلية دفعت من كانوا في السيارة إلى إعداد الحزام لتفجيره بخصومهم.

ولفت المصدر إلى نوعية المواد المتفجرة الشديدة، ما دفع الأهالي للوهلة الأولى إلى الاعتقاد أنه ناجم عن عبوة ناسفة، خصوصاً أن أجساد الضحايا تناثرت أشلاء وتم جمع بعضها ليلاً وتم تشييعها في جبانة البلدة وسط إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة. واستؤنفت صباح أمس عملية جمع الأشلاء التي وجدت على بعد عشرات الأمتار من مكان الانفجار.
الحياة