تناول موقع "ستراتفور" الاستخباراتي الأميركي في تقرير زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو أمس الخميس حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسيجتمع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة، معتبراً أنّ هاتين الزيارتين تؤكدان على أهمية الدور الروسي في الشرق الأوسط الذي تعزز خلال السنتين الفائتتين، وتحديداً منذ تدخل موسكو المباشر في الحرب السورية في العام 2015.


في تقريره، أوضح الموقع أنّ إسرائيل رأت في تدخل روسيا- حليفتها القديمة- في سوريا فرصةً يمكن اقتناصها للحفاظ على حدودها مع سوريا مستقرة، في ظل تواجد مقاتلين تابعين لـ"حزب الله" وإيران شمال الجولان.

في هذا السياق، أكّد الموقع أنّ إسرائيل بحاجة ماسة إلى أن تفسح لها روسيا المجال في سوريا لتنفيذ عمليات عسكرية لاستهداف "حزب الله" بشكل أساسي، مشيراً إلى أنّ تل أبيب سعت إلى الحصول على ضمانات من موسكو من أنّ يد الحزب لن تصل إلى المساعدات العسكرية التي منحتها للجيش السوري، بعدما أعلنت انسحاباً جزئياً في آذار العام 2016.

وفي الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لنزاع وشيك مع "حزب الله"، قال الموقع إنّ نتنياهو يأمل في التعويل على العلاقة التي تربط تل أبيب بموسكو، بعد انقلاب الموازين لصالح الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا. وفيما اعتبر الموقع أنّ التدخل الروسي في سوريا يصعّب على موسكو مهمة تبديد المخاوف الإسرائيلية من اندلاع نزاع مع "حزب الله"، رأى أنّ تل أبيب ستسعى للحصول على تطمينات من موسكو من أنّ التدابير التي ستتخذها للحفاظ على سيطرتها على الجولان والمناطق المحيطة به لن تؤثر في العمليات الروسية في سوريا.

توازياً، رأى الموقع أنّ إسرائيل ستسعى إلى الحفاظ على منطقة عازلة في جنوب غربي سوريا بمساعدة روسيا وإلى التمتع بالقدرة على استهداف مواكب ومستودعات "حزب الله" في المنطقة من دون المس بموسكو، مشدّداً على أنّ حاجة تل أبيب إلى التقليل من احتمالات الاصطدام بينها وبين موسكو ستكبر، إذا ما توسعت رقعة النزاع الوشيك لتشمل سوريا أو لبنان.

بناء عليه، لفت الموقع إلى أنّ روسيا قادرة على مساعدة إسرائيل على الحفاظ على أمن حدودها إلى حدّ ما، نظراً إلى أنّ قدرة موسكو على التأثير في اللاعبين في الميدان السوري محدودة، لا سيّما في المناطق الجنوبية الغربية. في هذا الصدد، شرح الموقع قائلاً إنّ روسيا غير قادرة على التأثير في مقاتلي "حزب الله" وغيرهم من الموالين للنظام، حتى في المناطق الواقعة شمال سوريا حيث يعتبر نفوذها أكبر بالمقارنة مع جنوبها.

في ما يتعلّق بالعلاقة الروسية-التركية، لفت الموقع إلى أنّ بوتين وأردوغان سيتناولان التبابين بين أهدافهما في سوريا بعدما تم تطرّق إليها خلال اللقاء العسكري الثلاثي الذي جمع بين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزف دانفورد، والرئيس الحالي لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف ورئيس أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي آكار الثلاثاء الفائت.

ختاماً، شدّد الموقع على أنّ هدف روسيا الأساسي يتمثل في رفع العقوبات الغربية عنها، على الرغم من أنّها مهتمة بالحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل وتركيا، خالصاً إلى أنّ اتفاقها مع مجلس منبج العسكري مؤخراً شكّل أولى بوادر تعاونها مع الولايات المتحدة الأميركية بقيادة دونالد ترامب، وخيّب آمال أنقرة ومهّد الطريق نحو تنسيق أكبر مع واشنطن في معركة الرقة.

 

( "لبنان 24" - Stratfor)