تعتبر الجمهورية الإسلامية الايرانية من السباقسن إلى التوفيق بين المسلمين وتصرف أموالًا وإمكانات طائلة على هذا الصعيد ولذا فإن صدور مواقف تؤدي إلى الفتنة والتفريق بين المسلمين من علماء إيرانيين تستدعي مساءلتهم وإستجوابهم
 

نشر موقع لبنان الجديد "الترهات والسموم" التي أطلقها الوحيد الخراساني بتاريخ ٢٤ شباط من العام الحالي، هذه الترهات التي لم يسبقه إليها أحد، فالمعروف أنّ لبعض علماء الدين الشيعة بعض المآخذ على الخليفتين أبي بكر وعمر في مسألة خلافة النبي (ص)، وهو أمرٌ دنيوي لا يقدح في عدالة وتقوى هذين الصحابيّين الجليلين، أمّا أن يصل الأمر بالخراساني إلى الدعوة لنبش رفاتهما المدفونة بجوار مرقد النبي، ونعت الرفات "بالجيفة"، فهذا تصرُّفٌ مقيت ومُستنكر ومرذول من عموم المسلمين، وكان الزميل عماد قميحة قد أخذ على موقع لبنان الجديد، وعن صواب، إقدامهُ على نشر هذه الأقاويل المشحونة بالاحقاد المذهبية والفتن البغيضة بين جناحي الإسلام، السُّنةُ والشيعة.

 

إقرأ أيضًا: إستنهاض الجماهير من أيام الحركة الوطنية حتى أيام حزب الله
أولاً: براءة المرشد الإيراني من أقوال الخراساني...
وكنّا توقعنا أن تمرّ هذه السحابة السوداء مروراً سريعاً في أجواء الفتن المذهبية السائدة في طول العالم العربي والإسلامي، واستبشرنا خيراً بصدور براءة من هذه الأقوال على يد المرشد الأعلى الإيراني السيد الخامنئي، إلاّ أنّ المستهجن أن ترد إلى موقع لبنان الجديد اعتراضات من بعض أتباع "المرجع الخراساني" الذين رأوا في انتقاد وإدانة آراء و"فتاوى" هذا المرجع المقدس (دام ظلُّه!) تطاولاً على مقامه وانتقاصاً من قدره، وهذا لعمري هو العجبُ العُجاب ويستدعي منّا موقفاً آخر يُشير إلى بعض الشوائب التي تطال موقف الجمهورية الإسلامية من هذه الأقوال المدمرة السوداء.

إقرأ أيضًا: تطبيقات الحكومة الذكية لم تطل سلسلة الرتب والرواتب.
ثانياً: إثارة النعرات المذهبية والشعوبية...
صحيح أنّ إدانة السيد الخامنئي أمرٌ واضح ومباشر بالبراءة من أقوال الخراساني، لكن ضرر هذه الأقوال وفداحة آثارها على مستقبل الشيعة في العالم الإسلامي عامة، والعربي خاصة، كانت تستوجب إجراءات إضافية وضرورية بحقّ الوحيد الخراساني، وبالحدّ الأدنى، كاستدعائه واستجوابه واتّهامه بإثارة الفتن ،والفتنة أشدّ من القتل، والحكم "الإسلامي" في إيران يُعلّق المشانق يومياً على تُهمٍ لا ترقى إلى مرتبة الفتن، وما تُخلّفه في جسم الأمة من أهوالٍ ومصائب تبدأ بسفك الدماء ولا تنتهي إلاّ بمآسٍ اجتماعية وندوبٍ وتقرُّحات لا تشفيها قرون طويلة من الزمن، واللافت في هذا الصدد أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران ما زالت تدعو للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وتبذل في سبيل ذلك جهودا مشكورة وأموالاً طائلة، ومع ذلك تصدر عن بعض "مراجعها" أقوالاً تشحن النعرات المذهبية والشعوبية، وهذا قد يترافق مع الحملات الإعلامية على بعض الفضائيات التي تفتح ملف الخلافة الذي مرّ عليه أكثر من أربعة عشر قرناً، وهذا يستدعي من القيمين على سلامة الدين والدنيا اتخاذ إجراءات صارمة بحقّ المفسدين والمتعصّبين ، للانتقال بصدق إلى إشاعة روح التسامح ونبذ التعصّب والاحقاد.