تناول معهد واشنطن البرامج المحتملة التي من الممكن أن تعمل الولايات المتحدة على إحداها في العراق، خلال الفترة المقبلة التي تعقب انتهاء معركة الموصل.
 

معهد واشنطن لدراسة الشرق الأدنى، وفي ورقة لمايكل نايتس، الباحث، والملحق السابق للأمن الأمريكي العراق، تحدث خلالها عن أهمية العراق بالنسبة لتنظيم الدولة، من ناحية الأرضية الخصبة لإنتاج المقاتلين، والبعد الجغرافي، والاستراتيجي، وغير ذلك.

وقال المعهد إن الجيش الأمريكي سيسعى بعد إنهاء معركة الموصل، إلى مواصلة العمل في جميع أنحاء العراق، لغاية هزيمة تنظيم الدولة عبر تعاون مشترك مع القوات العراقية، عبر عملية "العزم المتأصل"، بالتعاون مع دول حليفة.

وربط معهد واشنطن، بين انسحاب الجيش الأمريكي من العراق، وتنامي صعود نجم تنظيم الدولة في البلد الذي يشهد حربا دامية منذ نحو 14 سنة.

نايتس الذي حذّر من تنامي قوة تنظيم الدولة منذ العام 2011، وتحدث بذلك أمام "الكونغرس" قبل 3 سنوات، قال إن المليشيات الشيعية أيضا تشكل جزءا من شبكة التهديد الإيرانية لمصالح الولايات المتحدة.

وفيما لم يستبعد معهد واشنطن أن تكسب القوات العراقية معركة الموصل خلال الأشهر القليلة المقبلة، تساءل عن الشيء الذي سيردع التنظيم من العودة إلى المدينة، كما حدث سابقا في الأعوام 2004/ 2007/ 2014.

وبعد سرد بالأرقام عن الانفلات الأمني الذي شهدته الموصل في السنوات الماضية، قال المعهد إن سكان الموصل، وفي حال استعادت القوات العراقية مدينتهم، سيكونون أكثر انفتاحا على التعاون مع الأمن من أي وقت مضى منذ عام 2003، وذلك بعد عامين ونصف من الخضوع لحكم تنظيم الدولة.

وتابع: "غير أن سكان الموصل سيراقبون محرريهم عن كثب بحثا عن أي مؤشرات على عودة إلى سيناريو عام 2014 عندما سادت التدابير العقابية وصدرت أوامر حظر تجول متشددة وانتشر شبح الاعتقالات على نطاق واسع".

مايكل نايتس، قال إن منظومة التعيينات العسكرية، وإدارة شؤون الأمن، والتحالفات السياسية يجب أن تتغير بالكامل في حال انتصرت القوات العراقية في الموصل.

وشدّد معهد واشنطن، بأن "توفير المساعدات الاقتصادية وإعادة الإعمار للمناطق الحضرية الأكثر فقرا"، هما ما سيمنعان تنظيم الدولة من العودة إلى المدينة.

وقال نايتس إن تنظيم الدولة سيلجأ إلى القتل، والخطف، والتهديد، خلال توجهه إلى استعادة نفوذه في العراق.

معهد واشنطن أوضح أن أي تقدم بعد الموصل لن يتحقق دون تأمين نينوى، وتدريب عناصر أمنها وقواتها، ومن ثم البدء بتجنيد سكانها في الجيش.

وختم المعهد بالقول بأنه "لا شكّ في أنّ اهتمام التحالف هو الاستثمار الأقل تكلفة والأكثر أهمية في الوقت نفسه الذي يمكن توظيفه في الموصل. ويمثّل إبقاء تركيز القيادات في بغداد وإقليم كردستان ونينوى مُنصبّا على إرساء الاستقرار واستمرار التواصل والتنسيق فيما بينها، المساهمة الأكبر التي يمكن للتحالف تقديمها".