قال السيد علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، خلال كلمته التي ألقاها بالجلسة النقاشية السابعة، في اليوم الثاني لمؤتمر الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل، تحت عنوان، العمل معًا لدرء مخاطر التفكك والانقسام، إن المجتمع البشري منذ تكوينه يحتاج في استمراره واستقراره إلى التعاون والوحدة بين أفراده، موضحًا أن التعاون بين أفراد المجتمع قد أخذ حيزاً مهمًا في الشريعة الإسلامية، و لأهميّته قد اعتبرته الشريعة مبدأً من مبادئها وواجباً من الواجبات الضرورية لانتظام أمر المجتمع، كما يشير إليه قول الله تعالىوتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.
 

وأضاف الأمين، أن المواطنة ليس شعورًا وإحساسًا فحسب لكننا نحتاج إلى تحويل هذا المفهوم إلى ممارسة وإلى قانون حتى يتحول إلى سلوك يحكم حياتنا، لافتًا أن مجتمع المدينة المنورة في عهد الرسول "عليه الصلاة والسلام" يعتبر مثالاً واضحاً للاهتمام بعنصر سلامة العلاقات الداخلية بين أفراد المجتمع، وهو ما عبّرت عنه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية "بإصلاح ذات البين" الذي يعني العمل على إزالة أسباب الفرقة والاختلاف التي تهدد وحدة المجتمع بالتفكك والانقسام، مشيرًا إلى أن الإصلاح عند وقوع الخلل والفساد الذي يهدد السلامة العامة للمجتمع ينبغي أن يقوم على العدل، وأن المجتمع سيفقد عنصر الاستقرار إذا قامت عملية الإصلاح على المجاملة والأخذ بمنطق الغلبة.
من جانبه، أكد د.حاتم عوني الشريف، أستاذ الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، إن التوظيف الجائر للدين جاء من جماعات خارجة على القانون، وهي جماعات تقوم في العموم على أفكار متطرفة، لافتًا إلى حاجة المجتمع إلى قوى سياسية وإعلامية وخطاب قوي الحجة لنشر الفكر الوسطي وسن قوانين من أجل محاربة تلك الأفكار المنحرفة، وتوعية الشباب بمخاطر المتطرفين الأساليب الخبيثة التي تتخذها تلك الجماعات لجذب الشباب.

إقرأ أيضا : إفتتاح مؤتمر الأزهر الدولي للتنوع والتكامل وسط مشاركة بارزة من عدة دول بينها لبنان


من ناحية أخرى، قال الأب جورج ديماس، في كلمة ألقاها نيابة عن الدكتور ميشيل نصير، منسق برامج الشرق الأوسط بمجلس الكنائس العالمي بجنيف، إن الحوار ليس وسيلة يؤتى بها عند وقوع الأزمات؛ بل هو وسيلة يؤتى بها لتفادي وقوعها، لافتًا إلى أن الأديان جاءت لخدمة الإنسان ورفع كرامته، والحوار الذي لا يهتم بالإنسان هو حوار عقيم لا يمثل الأديان، مضيفًا أن الله قد خلق الناس قبل أن توجد الهويات التي يساء استخدامها حاليا في نشر الكراهية والتفرقة بين الناس.
وأكد ديماس ضرورة السعي نحو شراكة إسلامية مسيحية دون استبعاد أو إقصاء للمجتمع المدني حتى نصل لدولة المواطنة الكاملة التي تحترم فيها كرامة الإنسان، والعمل على بلورة خطاب وطني يخدم التآلف والعيش المشترك بين المواطنين على أساس المساواة في الحقوق والواجبات.
تأتي هذه الكلمة ضمن فعاليات المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل"، الذي يعقده الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، في الفترة من 28 فبراير إلى 1 مارس 2017م الجاري، وذلك بمشاركة  أكثر من 50 دولة، وسط  اهتمام دولي كبير، تحت رعاية السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.