اثيرت في العاصمة اللبنانية بيروت مؤخرا اسئلة عديدة حول ابعاد التصريحات التي اطلقها الاسبوع الماضي امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بشأن التهديدات بقصف المفاعل النووي الاسرائيلي المعروف باسم ديمونا في حال شن الجيش الاسرائيلي عدوانا جديدا على لبنان.

وقد تساءل المراقبون عن الاسباب التي تقف وراء تهديدات السيد نصر الله ، والتي تزامنت مع مواقف لرئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون اعلن فيها ان لبنان سيواجه اي اعتداء اسرائيلي على اراضيه.

مصادر مطلعة في بيروت قالت إن تهديدات نصر الله ومواقف الرئيس عون لم تأت من فراغ ، لانه كانت هناك معلومات مؤكدة لدى قيادة المقاومة الاسلامية ولدى بعض الجهات السياسية والامنية والدبلوماسية في بيروت ، ان العدو الصهيوني يتابع تحضيراته لشن عدوان جديد على لبنان ضمن العمل للقضاء على حزب الله ومنعه من الحصول على اسلحة جديدة او الاستفادة مما حصل عليه من امكانيات وتدريبات في سوريا في اية مواجهة مقبلة مع الجيش الاسرائيلي".

واضافت المصادر: "لقد رصدت قيادة المقاومة معطيات عديدة على الجانب الاسرائيلي تشير لوجود تحضيرات جدية لشن عدوان جديد على لبنان ، وان قيام السلطات الاسرائيلية بافراغ حاويات الامونيا من مرفأ حيفا والتي سبق ان هدد السيد نصر الله بقصفها، كانت جزءا من هذه التحضيرات، ولذلك عمدت قيادة حزب الله منذ عدة اسابيع الى التحضير لأية مواجهة جديدة والعمل لاعادة نشر قوات ومقاتلي المقاومة في العديد من المناطق اللبنانية ، ولا سيما في الجنوب اللبناني".

وتعتبر المصادر أن العدو الاسرائيلي قد يستفيد من التطورات الحاصلة في سوريا وانشغال حزب الله في الازمة السورية، اضافة الى وصول دونالد ترامب الى موقع الرئاسة الاول في اميركا وتصاعد الصراعات في المنطقة والحملة التي يتعرض لها حزب الله وايران من بعض الدول العربية ، وكل ذلك قد يمهد لشن مثل هذا العدوان في اية فرصة مناسبة، ولذا كان لا بد من التحضير للمواجهة واطلاق المواقف التصعيدية ضد العدو الصهيوني ، بما فيها تهديدات السيد حسن نصر الله بقصف المفاعل النووي الاسرائيلي".

لكن هل ادت هذه التهديدات لمنع حصول الحرب القادمة او تأخير هذه الحرب لوقت اخر؟

المصادر المطلعة في بيروت اوضحت أن مواقف السيد نصر الله والرئيس العماد ميشال عون ، اضافة للتحضيرات الميدانية على الارض شكلت رسائل واضحة وحاسمة للعدو الصهيوني ومن خلفه الادارة الاميركية، ان اية حرب على لبنان لن تمر بسهولة وستكون الردود عليها اشد قسوة من المواجهات التي حصلت عام 2006 وخلال الحروب على غزة في الاعوام 2009 و2010 و2012، وان لدى المقاومة اسلحة جديدة وامكانيات وقدرات ستفاجيء العدو، وقد يؤدي كل ذلك الى تأخير حصول اية حرب جديدة في الافق المنظور، لكن ذلك لا يعني ان المخاوف من حصول حرب جديدة قد انتهت".

وبموازة ذلك تؤكد مصادر لبنانية وفلسطينة  في بيروت: ان قوى المقاومة في لبنان وفلسطين تتابع التطورات الاقليمية والدولية وان هناك حالة من الحذر والترقب من السياسات الاميركية الجديدة في عهد الرئيس دونالد ترامب والتحالف الكبير بين ترامب ورئيس حكومة العدو الصهيوني بنيمين نتنياهو ، ولهذ المطلوب من كل قوى المقاومة البقاء في حالة جهوزية لمواجهة اي عدوان صهيوني سواء على لبنان او على قطاع غزة ، وان المرحلة المقبلة ستكون خطيرة وحساسة ولذا المطلوب من الجميع الوعي واعادة النظر بما يجري من صراعات واحداث تسوية الصراعات واعادة ترتيب الجبهات الداخلية، والا فان العدو الصهيوني قد يستغل المتغيرات الجديدة من اجل شن عدوان جديد".

وفي المحصلة تختم المصادر: "إن الحرب قد تكون تأجلت لكن المخاطر ستظل قائمة في المرحلة المقبلة".