أعلن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن «التوافق الذي نحن فيه وطبيعة العمل الذي نجريه اليوم، هو ما كان يتمنّاه دائماً الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله وأن يرى البلد يقوم ويرى مجلس النواب والحكومة ينجزان ورئاسة الجمهورية موجودة وفاعلة كما هي موجودة اليوم مع الرئيس ميشال عون».

وقال خلال مقابلة عبر محطة «أو تي في» أول من أمس بثها ايضاً تلفزيون «المستقبل» وإذاعة «الشرق»: «اشتقنا للرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي ما زال مشروعه يقوم بالبلد، وجميعنا مشتاقون لروحه وروح التصالح التي كان فيها. كان رجلاً ينظر الى مصلحة البلد قبل مصلحته». وأشار إلى «أننا لم نرتقِ حتى الآن إلى ذلك اليوم الذي لم يُسأل فيه أحد عن دينه ومذهبه ومن أين هو، نزلنا جميعاً حينها كلنا واحد ولبنانيون ونحمل هوية لبنانية».

وشدد على وجوب «أن نعمل مع فخامة الرئيس لنعيد هذه الحيوية وهذه العقلية عند اللبنانيين، ففي النهاية نحن لبنانيون»، متسائلاً «ماذا يحمل أي مواطن معه حين يسافر؟ قرآناً؟ انجيلاً؟ ام الباسبور اللبناني الذي يحمل الارزة؟ هذا ما يحمله وهذا ما يحتوي كل اللبنانيين». وأكد أن «تيّار المستقبل استطاع حماية هذا الاعتدال في لبنان بالمواقف التي كان دائماً يقفها أكان مع الجيش، والدولة، والقضاء، والمؤسسات. وكانت تخرج أصوات كثيرة ضد تيار المستقبل الا أن ذلك لم يردعني عن قول الموقف الذي نتخذه دائماً في ما يخص الاعتدال».

أضاف: «لم أدخل في حياتي في منافسة مع أي أحد في ما يخص الرئيس الشهيد رفيق الحريري. انا ابنه وأعرف حجم خسارتي، ربما الناس يحبون تفسير قضية رفيق الحريري بأشياء هو لم يكن يمثلها. بالنسبة الي قضيته طوال حياته هي العلم والانجاز، وسبب نجاحه الاساسي أنه كان يؤمن بأن المدرسة والجامعة والعلم والتعليم العالي والمهنيات وأي نوع من العلم هي أساس لنهوض الوطن».

وأعلن أن «قضية رفيق الحريري في المحكمة الدولية لا يمكن لأحد تغييرها. ولأول مرة في تاريخ لبنان يصل الى انشاء محكمة عادلة، ولأول مرة نؤمن بأن المحكمة ستأخذ مجراها، ومهما كان قرار الادانة في المحكمة، هذا شأنها. لا يزايد علينا أحد أننا لم نقم بواجبنا، بل قمنا بواجبنا وأكثر».

ورأى أن «رفيق الحريري قدّم حياته لأنه كان يؤمن بوجوب أن يخرج لبنان من الوصاية، وكل حركته السياسية بعد خروجه من الحكم في العام 2004 كانت كي نصل الى الخروج السوري من البلد، وهذا ما أدى الى قتله».

وأوضح أن «العلاقة مبنيّة على الصراحة والصدق مع الرئيس ميشال عون، وهناك صراحة كبيرة جداً بيننا، ونقارب الأمور من مصلحة البلد. ولقد اتخذنا القرار بأن تبقى هذه العلاقة على هذا الشكل طوال هذه المرحلة لأن البلد بحاجة الى تعاون بين فخامة الرئيس ورئيس مجلس الوزراء بهذا الشكل، لننجز ما نريده من اجل البلد»، معتبراً أنه «لا يمكن لأحد أن يحكم اليوم من دوننا او من دون فخامة الرئيس او من دون رئيس مجلس النواب ومن معه، لذلك التعاون مطلوب، وطيّ صفحة الماضي هو الاساس، ولكن هذا لا يعني أن لا خلافات سياسيّة بيننا، إلا أن مقاربة الاختلاف في الرأي اختلفت بحيث أصبحنا نبحث عن تدوير الزوايا من أجل تمرير المراحل».

ولفت إلى أنه «لا يوجد شيء ليس أولوية، فإعادة ثقة المواطن بالدولة هو الأساس بحيث يجب أن يشعر أن هناك رئيس جمهوريّة ورئيس حكومة ومسؤولين في الدولة يسهرون على العمل من أجل خدمته»، وختم قائلاً: «قانون الانتخاب سنصل اليه وأنا متفائل وهذا ما يجب أن نصل اليه جميعاً».