يخال للقارئ أن العنوان أعلاه هو إعلان لفوز أحد المرشحين بعد معركة إنتخابية طاحنة في دائرة ساخنة، أي بعد بزوغ فجر القانون العتيد وسطوع شمس يوم الإنتخاب الذي سيغيّر ويعدّل في الإصطفاف السياسي.. لا عزيزي، ليس إعلاناً لنتائج بقدر ما هو واقع سيسمح أخيراً للوزير السابق وئام وهاب بأن يتمثّل على مقعد نيابي درزي!
 
ناضل الوزير وهّاب من أجل دخول الندوة البرلمانية، هذا حقُ لها كحق أي لبناني، ولكن في بلد مثل لبنان، تصبح هناك حاجةً لخياطة تحالف ناجع كي يصل أي مرشح إلى مبتغاة فالموضوع لا يتم هنا وفق مبدأ الكفاءة بل بمقدار قوة المحدلة أو التحالف السياسي. "المشاكس" كما يردّد في الصالونات السياسية حاول في دورتي 2005 و 2009 أن يحوز على لقب "سعادة النائب"، ليس لأنه يريد المنصب، بل كونه يحمل "مشروع سياسي" وهو عضو "فعّال" داخل مسرحه ويعتبر من صقور الثامن من آذار. البديهي إذاً أن يدخل المجلس ويعبر عن أفكاره.
 
في الدورتين الماضيتين، لم يجد وهّاب مكاناً له في دائرة بعبدا - عاليه التي يستسهل فيها دخول الندوة البرلمانية لما فيها من ثقل للحلفاء على عكس دائرته الشوف المطوّقة بحصار "جنبلاطي" يصعب عليه المهمة في ظل "الستين" الذي كان يستجمع "قوى جنبلاط" أولاً، وثانياً عدم وجود حالة معارضة وازنة من الحلفاء في تلك الدائرة تسهم في إيصاله إلى ساحة النجمة. 
 
سوّق وهّاب لنفسه كي يتمثل عن المقعد الدرزي في عاليه بدورة عام 2005 لكنه إرتطم بالحلف الرباعي الذي قام "حفاظاً على مصالح الطوائف". قدم يومها المقعد الدرزي إلى جنبلاط فعهد به إلى مقرب من الوزير طلال أرسلان ليطوّب "نائباً". في دورة عام 2009 كانت لا تزال تراكمات السابع من أيار موجودة وكون "أرسلان" ساهم في "لجم النار وعدم تمددها" بين حزب الله والإشتراكي في الجبل ومثل "زر أمان" أدى إلى إعادة جمع الطرفين لاحقاً. تكاتف "البيك والمير" الذي بات بالنسبة إلى المختارة أمر واقع، وكون "الثنائية الدرزية" لا تتسع لثالث قررا إقصاء وهّاب ومقارعته، ما أدى بالنتيجة إلى قطع الأخير لـ"شعرة معاوية مع خلدة". أتى التحرّك الثنائي ضده بعد إلتماس محاولة من "وهاب" لنيل دعم العماد ميشال عون لترشّحه عم المعقد الدرزي في عاليه.
 
لم تسير رياح "وهاب" كما يشتهي فيومها سمع من "عون" أنه يفضل ترشّحه في الشوف لمنافسة جنبلاط وبالتالي لن يدعمه في عاليه، فعاد وهاب أدراجه دون أن ينال بركة الترشيح ممتعضاً عازفاً ومستبدلاً بترشيح عضو قيادي في حزبه "التوحيد العربي" عن تلك الدائرة.
 
تغيّرت المعيطات عام 2017، فـ"وهّاب" العاتب على الحلفاء يستشعر بإستفادة اليوم من فائض القوة الذي يشعر به العماد ميشال عون، فهو حتماً في ظل هذا التجاذب بينه وبين جنبلاط يفضل أن يكون وهاب في تكتّله السياسي خاصة لما له من صوت مرتفع في مجال مكافحة الفساد، كذلك حزب الله الذي بات يعتبر أن الوقت الحان لكي يلتزم بإيصال "المشاكس" إلى البرلمان وأفضل الممكن هو مقعد "عاليه". لم يعلن وهّاب الترشح رسمياً لكن هناك نيّة. أوساطه تكشف لـ"ليبانون ديبايت" أنه "سيخوض المعركة النيابية حتماً" وعند السؤال عن الوجهة لا تخفي سراً أنها "دائرة عاليه". 
 
الأكيد أن وهاب لن يقدم على هذه الخطوة إلا إذا كان متأكداً من أنه سينجح بالفوز، وطالما أنه قرر سلوك هذا الدرب فمرد ذلك إلى نيله الدعم الكامل من حلفاء الثامن من آذار والرئيس ميشال عون.
 
ليبانون ديبايت