نشر موقع "دايلي بيست" الأميركي تقريراً توقّع فيه أنّ تؤدي استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين من منصبه في وقت متأخر من يوم الإثنين على خلفيه تواصله مع الحكومة الروسية في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى توسيع نطاق التحقيقات الجارية في العلاقات بين البيت الأبيض والحكومة الروسية، موضحاً أنّ عدداً من المشرّعين الأميركيين طلب تشكيل لجنة مستقلة شبيهة بتلك التي أنشأت خلال اعتداءات 11 أيلول.


في هذا السياق، نقل الموقع عن النائب الديمقراطي والعضو في اللجنة الفرعية المشرفة على "وكالة الأمن القومي" أو "CIA" إيريك سوالويل قوله إنّ فلين استقال بعدما فضحت التقارير الصحافية اتصالاته المشبوهة مع روسيا ومطالبته بالكشف عن العلاقات الشخصية والمالية والسياسية التي تجمع بين ترامب والحكومة الروسية سواء أكانت سابقة أو حالية ومعرفة مداها. كما ولفت الموقع إلى أنّ نواباً ديمقراطيين يصرّون على أنّ استقالة فلين لا تجيب على أسئلتهم الملّحة ومنها التي تكشف مدى تواصله مع الحكومة الروسية وما إذا أجرى هذه الاتصالات تلبية لرغبات الرئيس.

توازياً، اعتبر الموقع أنّ استقالة فلين التي تأتي بعد مرور 24 يوماً على تبوأه منصبه تحمل في طياتها رسالة متناقضة، إذ كشفت صحيفة "واشنطن بوست" قبل ساعات على إعلانها أنّ البيت الأبيض تلقى تحذيرات قبل أسابيع من أنّ تصريحات الجنرال المتقاعد المتعلقة بتواصله مع السفير الروسي قد تعرّضه للابتزاز، ناهيك عن أنّ مستشارة ترامب كيليان كونواي أكّدت عصر يوم الإثنين أنّ فلين يحظى بثقة الرئيس الكاملة.

وفيما رأى الموقع أنّ استقالة فلين تثير الاستغراب مذكّراً بأنّها تأتي بعد مشاركته في اللقاء الذي جمع بين ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي السبت الفائت، اعتبر أنّ هذه الخطوة المثيرة للجدل تكشف عن الانقسامات الواقعة بين مراكز القوى الأساسية الثلاثة في البيت الأبيض. وتتألّف هذه القوى بحسب الموقع من طاقم عمل مساعد الرئيس الأميركي وكبير المخططين الاستراتيجيين والمستشارين ستيف بانون الذي ابتعد عن هذا الخلاف أولاً، ونائب الرئيس مايك بنس وفريق كبير موظفي البيت الأبيض رينس بريبوس الجمهوري الرباعي اللذان يعانيان لمعرفة ما إذا كان بقاء فلين في منصبه أكثر ضرراً من رقابة الكونغرس ثانياً، ووموظفو مجلس الأمن الوطني الأوفياء لفلين والمستاؤون من الضربات التي يتلقاها نتيجة لتواصله مع الروس ثالثاً.

ختاماً، كشف الموقع أنّ منتقدي فلين من أصدقائه بدأوا يراهنون على توقيت صرفه من منصبه ويتداولون الأسماء التي يمكن أن تخلفه يوم الإثنين، وعلى رأسها الجنرال ديفيد بتراوس، وذلك قبل تعيين الجنرال المتقاعد كيث كيلوج قائماً بأعمال مستشار الأمن القومي.

 

 

("لبنان 24" - Daily Beast)