تصدّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب المشهد في طهران، حيث دوّى اسمه في أرجائها وفي ألف مدينة إيرانية أخرى هتف المتظاهرون فيها عالياً «الموت لترامب»، الذي بات النجم الأبرز في ذكرى ثورة العام 1979 حين استبدل نظام الشاه بنظام يتحكم بمفاصله الحرس الثوري الإيراني، الذي تدرس الإدارة الجديدة في البيت الأبيض وضعه على لائحة الإرهاب.

فقد ذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن مئات الآلاف من الإيرانيين نظموا مسيرات لإعلان التأييد للمؤسسة الدينية في إيران، ولرفض تحذيرات الرئيس الأميركي الجديد لبلادهم. ونددت مسيرات طهران في أثناء احتفالات إحياء الذكرى الثامنة والثلاثين لانتصار الثورة بسياسة الولايات المتحدة وتهديداتها تجاه بلادهم، وتواصلت التظاهرات التي انطلقت في الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي في العاصمة طهران وألف مدينة أخرى، وطغت عليها هتافات الموت لأميركا والموت لترامب وهتافات «الإيراني لا يخشى التهديدات».

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «أميركا عاجزة عن ارتكاب أية حماقة» و«الموت لأميركا والموت لترامب» في مسعى لترجمة الأوامر التي أصدرها الزعيم الأعلى في البلاد رداً على تهديدات الرئيس الأميركي الجديد.

وفي ذكرى ثورة العام 1979 التي أطاحت حينها بحكم الشاه محمد رضا بهلوي المدعوم من الولايات المتحدة، توجه المحتجون وبينهم مئات من أفراد الجيش والشرطة إلى ميدان أزادي (الحرية) في طهران. وحملوا لافتات كتب عليها «الموت لأميركا» ودمى لترامب، بينما عزفت الشرطة العسكرية الأغاني الثورية الإيرانية.

وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لأشخاص وهم يدوسون بالأقدام صورة لترامب في شارع بطهران.

وقال شاب إيراني للتلفزيون الرسمي «لا يمكن لأميركا أو ترامب أن يفعلا أي شيء. نحن مستعدون للتضحية بأنفسنا من أجل زعيمنا خامنئي».

وكان الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي دعا الإيرانيين الثلاثاء الماضي للمشاركة في الاحتجاجات لتأكيد أن إيران لا تخشى «التهديدات» الأميركية.

ووجه ترامب الأسبوع الماضي «تحذيراً» لإيران رداً على اختبار صاروخي أجرته يوم 29 كانون الثاني الماضي وفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات إيرانيين. وقالت طهران إنها لن توقف برنامجها الصاروخي.

كما دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الإيرانيين للانضمام إلى المسيرات «لإظهار علاقاتهم التي لا تنفصم مع الزعيم الأعلى والجمهورية الإسلامية»، حسب قوله.

وكان قائد فيلق القدس والمسؤول عن العمليات الأجنبية في الحرس الثوري قاسم سليماني من بين المسؤولين الإيرانيين المشاركين في المسيرات.

وقال روحاني للحشد في ميدان أزادي «بعض الشخصيات عديمة الخبرة في المنطقة وفي أميركا تهدد إيران... حري بهم أن يعرفوا أن لغة التهديدات لم تفلح أبداً مع إيران. عليهم أن يتعلموا احترام إيران والإيرانيين... سنواجه بكل قوة سياسات التلويح بالحرب». وتابع روحاني قائلاً «لا نسعى لخلق توترات لكننا موحدون ضد التخويف وضد أي تهديدات».

وظهرت مشاعر العداء للولايات المتحدة وإسرائيل في مسيرات طهران. وحمل البعض صوراً لترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي كتب تحتها «الموت لثلاثي الشيطان».

وقال روحاني للتلفزيون الرسمي «هذا العدد الكبير من المشاركين هو رد فعل قوي على التصريحات الزائفة التي صدرت من قادة أميركا الجدد». 

وقال التلفزيون الرسمي إن ملايين خرجوا في مسيرات في أنحاء البلاد. وحمل بعض المشاركين في المسيرات لافتات كتب عليها «شكراً للشعب الأميركي لدعمه للمسلمين». 

وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن العالم بحاجة إلى زعماء يشجعون على الحوار والمحبة لا على بناء الجدران والشطب، في إشارة إلى ترامب. وهو قال في تغريدة إنه في يوم الثورة شارك عدد كبير من الإيرانيين في مسيرات لمواجهة تهديدات الحكومة الأميركية وإساءاتها.

وأصدر المشاركون فی مسیرات ذكرى انتصار الثورة، بیاناً أكدوا فیه أن الولایات المتحدة لا تزال العدو الأول بالنسبة للشعب الإیراني، وثمّن البيان «الجهود والإجراءات التی تتخذها المؤسسات والقوي الأمنیة.. للحیلولة دون السماح للأعداء بالتغلغل والنفوذ داخل النظام وإضعاف الإرادة الوطنیة».

وفي سياق مقارب، قالت إيران إنها فككت خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم «داعش» قرب طهران. ونقلت وكالة العمال الإيرانية عن محمد جعفر منتظري المدعي العام الإيراني قوله «اعتقلنا مجموعة مرتبطة بداعش في الأيام القليلة الماضية... أرادوا تنفيذ عمليات للتخريب وارتكاب أفعال شيطانية أثناء التجمعات».

وكالات_ لبنان الجديد