في الوقت الذي يرجح فيه أن يكون الداعشي الفرنسي الجزائري الأصل رشيد قاسم قد قتل بضربة للتحالف الدولي في الموصل في الثامن من شباط، كما أكدت وسائل إعلام فرنسية عديدة السبت، اكتفى الجيش الأميركي بالقول إنه استهدف المتطرف البارز في التنظيم خلال هجوم للتحالف قرب الموصل خلال الأيام الثلاثة الماضية، دون أن يجزم موته.

فمن هو هذا الشاب العشريني، الذي ظهر مراراً في إصدارات داعشية، وهو يدعو إلى تنفيذ أعمال قتل عبر شبكة الرسائل القصيرة "تيليغرام" ويصف بالتفصيل أساليب التنفيذ والأهداف لا سيما الفرنسية.

غادر قاسم البالغ من العمر 29 عاماً فرنسا في 2012 للانضمام إلى تنظيم "داعش" في منطقة سيطرته في العراق وسوريا، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز".

ففي تقرير مصور عنه على قناة "فرانس 2" الفرنسية في أيلول الماضي أكد أحد أصدقاء طفولته حيث تربى في منطقة روان بالقرب من ليون، بحي سكني يعتبر "دقيقاً أو حساساً" إلى حد ما، أن الشاب تربى في كنف أمه، ولم يكن لديه تاريخ عنيف يذكر بل على العكس.

التحق بعد المدرسة بمعهد تقني، لكنه سرعان ما غادره في 2007 بعد شهر على التحاقه فقط. ونقل عنه في حينها كأنه يحمل سخطاً أو حقداً على المجتمع.

إذ قال أحد الشبان الذين عملوا معه في مؤسسة اجتماعية أنه كان يتأفف ويعبر عن شعوره بالظلم لأنه لا يجد عملا فقط لأن اسمه "رشيد" بحسب زعمه.

أغنيته الفرنسية "أنا إرهابي"

خلال عمله في مركز اجتماعي لمدة سنتين، بدا بحسب ما نقل عنه أحد زملائه أنه أراد "تصفية حساباته" مع المجتمع.

لجأ خلال تلك الفترة إلى موسيقى الراب، حيث أقام عددا من الحفلات المتواضعة، كاتباً نصوصاً عنيفة حتى إن إحدى أغنياته الفرنسية حملت عنوان "أنا إرهابي...".

حتى تلك السنوات كانت ضغينة رشيد "مضبوطة" إلى أن التقى في 2011 بإمام سلفي متشدد يحمل خطاباً متطرفاً بعد أن سافر إلى بلاده الأم الجزائر وعاد منها، وراح يتأثر بأفكاره فطرد عام 2012 من المركز الاجتماعي الذي كان يعمل به، ورحل من البلاد باتجاه سوريا حاملاً زوجته وأطفاله الثلاثة بحسب ما ذكر موقع Counterextremism المعني بمتابعة أخبار المتطرفين والمجموعات الإرهابية.

ترويج للإرهاب وتجنيد عبر "تيليغرام" و"فيسبوك"

من سوريا روج للتطرف عبر منصات "فيسبوك" و"تيليغرام" وأنشأ غرفة محادثات على "تيليغرام" للتواصل مع المتطرفين من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في فرنسا، وانتشرت "شعبيته" وذاع صيته.

آخر ظهور له كان في تموز 2016 حيث ظهر في فيديو مصور يبجل هجوم نيس الإرهابي (حادث الدهس الذي نفذته شاحنة وراح ضحيته أكثر من 60 شخصاً في تموز الماضي) وهاجم الدولة الفرنسية، قبل أن يقوم بذبح رجل اتهم بالتجسس لصالح التحالف الدولي.

اعتبر بالنسبة للشرطة الفرنسية المجند الأول للشبان الفرنسيين في صفوف داعش.

محرض على تنفيذ عدد من الهجمات و"ذباح"

تعتقد السلطات الأمنية الفرنسية أنه كان المحرض والمجند في عدد من العمليات الإرهابية التي نفذت في الفترة الأخيرة من فرنسا منها قتل الكاهن في Saint-Etienne-du-Rouvray صيف 2016، بالإضافة إلى قتل شرطي وزميلته في مانيفيل في 2016 أيضاً.

حتى إن بعض الأوساط الفرنسية ترجح أن تكون له علاقة بالشبان الثلاثة والفتاة المراهقة الذين أوقفوا الجمعة في مونبولييه، للاشتباه بتحضيرهم لعملية انتحارية.