قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي على لسان الكاتبة سوريا سباهبور إن إجراءات إدارة ترامب قد أزعجت العالم برمته، حيث طغت الاحتجاجات رداً على حظر تأشير سبع دول ناهيك عن أن الحرب مع إيران والتهديدات التي أطلقها هي خوف أكثر من تهديد.
 

 وتابع الموقع بالقول إن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر قام وبقوة بإعادة الانتشار السريع حيث وضع موطأ قدم له في الخليج الفارسي، وتقريباً كل رئيس مرَّ على أمريكا هدد إيران بعمل عسكري، مع ذلك، وحتى الآن، كل الإدارات الأمريكية قد تجنبت بحكمة أي مواجهة عسكرية مع إيران.

وقال الموقع إنه وعلى الرغم من ذلك إلا أن جورج بوش كان يحرض على الانخراط بعمل عسكري ضد إيران، إلا أن التمارين التي قامت بها أمريكا بمحاكاة حرب عام 2002، أثبتت عدم قدرة أمريكا على كسب الحرب مع إيران، وهذا كان تحدياً صعباً للغاية بالنسبة لأمريكا، فإيران لا تمتلك مجرد قوة دفاعية هائلة لا يستهان بها فحسب، ولكن الحقيقة أن واحدة من نقاط القوة الإيرانية والردع لديها أنها كانت قادرة على الرد على أي هجوم يهدف إلى إغلاق مضيق هرمز، الممر الضيق قبالة سواحل إيران، وبالنظر إلى أن 17 مليون برميل من النفط يومياً، أو 35٪ من صادرات النفط المنقولة بحراً في العالم تمر عبر مضيق هرمز، فإن أي حادث في هذا المضيق سيكون قاتلا بالنسبة للاقتصاد العالمي.

وأمام هذا الواقع، وعلى مرِّ السنين، اتخذت أمريكا نهجاً متعدد المجالات للتحضير لمواجهة نهاية المطاف العسكرية مع إيران، حيث شملت هذه الخطط تعزيز الأقاويل الكاذبة من خطر وهمي من صنع سلاح نووي غير موجود وباطل وبأن إيران ضالعة في الإرهاب في حين أن إيران قد تعرضت للإرهاب لعقود من الزمن من إرهابيي حركة خلق، وقد سعت أمريكا من خلال هذه الحقائق الكاذبة لحشد الصديق والعدو ضد إيران، وشراء الوقت في البحث عن طرق بديلة لمضيق هرمز.

وتابع الموقع بالقول إنه وفي عام 2000 وفي وقت مبكر، أصدر مركز أبحاث "تشاتام هاوس" البريطاني الشهير واحدة من المنشورات الأولى التي اعتبرت أن النفط الإفريقي سيكون بديلاً جيداً عن نفط الخليج الفارسي في حال انقطاع النفط، حيث اعتبر ذلك ورقة استراتيجية سابقة لأمريكا للتحرك في اتجاه النفط الإفريقي حيث إنه وفي مصادفة مثيرة للاهتمام، وفي نفس السنة، ظهرت الجماعة الإرهابية النيجيرية، بوكو حرام.

وتابع الموقع بالقول إنه وفي عام 2007، قامت أمريكا بتأسيس شركة "أفريكوم" التي ساعدت بتعزيز هذا التوغل في المنطقة، وعام 2011، وهو منشور بعنوان: "عولمة النفط في غرب إفريقيا:" أمن الطاقة "الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي" المبين" الولايات المتحدة تضع نفسها في استخدام القوة العسكرية لتأمين النفط الإفريقي الذي استمر في التدفق إلى الولايات المتحدة، وكان ذلك استراتيجية واحدة لتوريد النفط أو بديلا عن مرور النفط عبر مضيق هرمز، وفي عام 2012، تم تحديد عدة طرق بديلة لمضيق هرمز، لكن، بشكل جماعي، النفط الواقع في غرب إفريقيا والسيطرة على باب المندب من شأنه أن يقلل من الأهمية الاستراتيجية لمضيق هرمز في حال نشوب حرب.

وتابع الموقع بالقول إنه وفي مقالته لمؤسسة الثقافة الاستراتيجية، "الجغرافيا السياسية وراء الحرب في اليمن: بدء جبهة جديدة ضد إيران" قال الباحث الجيوسياسي مهدي داريوس: "إن الولايات المتحدة تريد أن تفعل ما في وسعها للسيطرة على باب المندب وخليج عدن، وجزر سقطرى اليمن، في باب المندب وهو ممر استراتيجي للشحنات الدولية البحرية التجارية والطاقة التي تربط الخليج الفارسي عبر المحيط الهندي والبحر المتوسط عبر البحر الأحمر، ما يقلل من أهمية قناة السويس لخطوط الملاحة البحرية والتجارة بين إفريقيا وآسيا وأوروبا.

وقال الموقع إنه وبدلاً من الصراع المباشر لجأت واشنطن إلى ورقة سياسية أخرى تقوم على الدعوة إلى اغتيال العلماء، وإدخال البرمجيات الخبيثة، وتوفير سرَّ مخططات إيرانية مع عيوب في التصميم والتخريب، وإدخال الفيروسات.

واختتم الموقع بالقول لسنوات عديدة تم وضع الأساس والاستعدادات لمواجهة عسكرية محتملة مع إيران، والتي كانت دائماً الملاذ الأخير، ليس لأن النخبة السياسية الأمريكية لا تريد الحرب، ولكن لأنهم لا يستطيعون كسب هذه الحرب، حيث إن حرب إيران مع العراق لمدة 8 سنوات، لم تكن مع العراق فحسب ولكن عملياً مع العالم كله، حيث مولت أمريكا وحلفاؤها حرب صدام ضد إيران، حين أعطته الاستخبارات والأسلحة، بما فيها أسلحة الدمار الشامل، في الفترة التي كان فيها جيش إيران في حالة من الضعف، وسكانها تقريباً ثلث عدد السكان الحالي، ورغم ذلك انتصرت إيران.

الوقت