قالت صحيفة "ناشيونال إنتيرست" إن كل الإشارات القادمة من البيت الأبيض تؤكد أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أوكل مهمة طرد إيران و"حزب الله" من سوريا إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين.


وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن ترامب سيعطي فرصة للروس من أجل التوصل إلى حل واتفاق نهائي، على أن يشمل القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية وتمكين أكراد سوريا.

المشكلة الأكبر التي يبدو أنها ستواجه بوتين، هي مشكلة إعمار سوريا وجمع الأموال اللازمة لإعادة إعمار البلاد التي أكلتها الحرب الأهلية منذ ست سنوات، حيث تُقدر قيمة الأموال اللازمة لإعادة إعمار سوريا بنحو تريليون دولار، خاصة أن الحرب السورية كلفت الخزينة الروسية قرابة 3 ملايين دولار منذ عام 2015، بحسب الصحيفة.

حتى الدول الخليجية التي يمكن الاستفادة منها في إعادة إعمار سوريا، فإنها لن تقبل بالمشاركة في هذا المشروع من دون أن يتم الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، في حين أن إيران المتداعية اقتصادياً لن تكون قادرة على الإسهام في إعادة الإعمار، خاصة أن طهران تستعد على ما يبدو لمواجهة عقوبات جديدة قد تفرضها واشنطن عليها.

وتبقى الصين هي الحصان الأسود الذي يمكن أن تلجأ إليه روسيا لإعادة إعمار سوريا، خاصة إذا ما أتيحت لها فرص وحوافز اقتصادية جنباً إلى جنب مع دول البريكس.

يعتقد الرئيس الروسي أن عملية إعادة إعمار سوريا بعد التوصل إلى الاتفاق النهائي، ستكون بمثابة الجائزة التي سينالها، خاصة أن الإعمار سيكون بمثابة منجم ذهب بالنسبة للاقتصاد الروسي.

عدد من الدول بدأت تعي أهمية أن يكون لها وجود في خارطة إعمار سوريا؛ اقتفاء لأثر روسيا، فلقد أعلنت الهند الصيف الماضي البدء بمشروع قيمته 320 مليون دولار لبناء محطة توليد كهرباء.

الصين التي سيكون التعويل على دورها كبيراً في إعادة إعمار سوريا، لا تزال ملتزمة بإيجاد حل سلمي للصراع في سوريا، فبكين ما زالت تصر على رفض استخدام القوة الخارجية لتغيير الأنظمة، وهو الموقف الذي التزمت به منذ عام 1999 في أثناء قصف حلف شمال الأطلسي كوسوفو وأيضاً تدخل حلف شمال الأطلسي في حرب ليبيا 2011.

في آب الماضي، زار وفد عسكري صيني دمشق برئاسة اللواء قوان يوفي رئيس مكتب التعاون العسكري الدولي الذي يشرف على القوات المسلحة الصينية والتي يبلغ قوامها نحو 2.3 مليون مقاتل.

وسائل إعلام صينية تحدثت حينها عن أن الصين نشرت مستشارين خاصين وعسكريين إلى سوريا، بالإضافة إلى توريد بنادق وقاذفات صواريخ للجيش السوري.

الصين تواجه من طرفها خطر تنامي قوة الإيغور المسلمين الذين يقاتل بعض منهم إلى جانب المعارضة السورية في الشمال السوري، وهي ربما تسعى أيضاً لإيجاد صيغة للتخلص من هؤلاء قبل الدخول في أي مشاريع عملاقة داخل سوريا.

(ناشيونال إنتيرست ـ الخليج اونلاين)