تساءل المحلل السياسي السعودي ورئيس "لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأميركية" أو ما يُعرف بـ"سابراك"، سلمان الأنصاري، في مقال نشره موقع "ذا هيل" الأميركي، عما إذا كان باستطاعة ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ترميم العلاقة الأميركية-السعودية.


في مقالته، ركّز أنصاري على الجانب الاقتصادي، فأكّد أنّ الإدارة الأميركية الجديدة أظهرت نيتها الالتزام بمواصلة إنتاجها النفط الصخري، ونقل عن المحلل السياسي الأميركي، والتر راسل ميد، اعتباره أنّه لا بد للطاقة من أن تشكّل أسس أيّ ثورة سيطلقها ترامب، ما قد يمهّد لبداية نهاية اعتماد الولايات المتحدة على نفط الشرق الأوسط.

في هذا الإطار، تحدّث أنصاري عن غياب الجوانب غير النفطية التي من شأن الولايات المتحدة الاستناد إليها لبناء علاقة مع السعودية، مستدركاً بالقول إنّ العلاقات التاريخية التي قامت بينهما شملت عدداً كبيراً من المجالات ومنها الأمن والاستخبارات والاستراتيجية الجيوسياسية.

وفيما تناول الكاتب توتر العلاقة بين البلدين وتراجع مستوى التنسيق بينهما بعد تمرير قانون العدالة ضد الإرهاب (جاستا)، تساءل إذا ما زالت الولايات المتحدة مهتمة بمواصلة استثمارها في هذه العلاقة، معدّداً مكونات السعودية الاستراتيجية التي يمكن لواشنطن التوقف عندها:

1. تتمتع السعودية بنفوذ ديني كبير يجعلها قادرة على التأثير في الحرب على التطرف الديني، إيديولوجياً وعسكرياً أو حتى رقمياً، فهي أرض الحرمين الشريفين.

2. تتميز السعودية بموقعها الجغرافي القريب من مضيقي هرمز وباب المندب وقناة السويس، حيث تمر نسبة 30% من التجارة العالمية سنوياً.

3. تتمتع السعودية بقوة استمثارية كبرى، إذ أنّها الثانية عالمياً من حيث الاحتياطي النقدي. كما وتخطط الرياض للاستثمار في أغلبية دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة، حيث ينوي بن سلمان التوسع في المجال التكنولوجي على وجه التحديد، إنفاذاً لرؤية 2030 الاقتصادية التي أعلن عنها في نيسان الفائت.

بناء عليه، أكّد الكاتب أنّه لا بد للشفافية وتلببة الاحتياجات الاقتصادية لكل من السعودية والولايات المتحدة من أن تشكلا أساساً للعلاقة الاقتصادية بينهما، مرجحاً توافر هذين العاملين في عهد ترامب الذي تُعتبر خلاله فرص إقامة شراكة اقتصادية يستفيد منها الطرفان كبيرة جداً، على حدّ رأيه.

وانطلاقاً من هذا الواقع، ربط الكاتب بين الازدهار الاقتصادي والسياسة الأمنية الوطنية المتينة، التي لا بد من أن تتمحور حول تعاون البلدين في سبيل حلّ المشاكل التي يعانيها الشرق الأوسط، ما سيؤدي إلى تدعيم العلاقة بين الرياض وواشنطن.

في هذا السياق، اعتبر الأنصاري أنّه باستطاعة ترامب، البراغماتي والصريح، التوصل إلى هذه الحلول مع البراغماتيين الذين يشاركونه الميول والأفكار نفسها، ومنهم بن سلمان، المخوّل لأن يصبح المدماك الأساسي الذي تنوي إدارة ترامب الارتكاز عليه لوضع السياسة التي تعتزم اعتمادها في العالم الإسلامي.

ختاماً، شدّد الكاتب على حاجة السعودية الماسة إلى التواصل بشكل فعّال مع الولايات المتحدة على المستويين الاقتصادي والأمني القومي، خالصا ًإلى أنّ فرص ترامب وبن سلمان لبناء علاقة أميركية-سعودية أقوى وأكثر ازدهاراً اقتصادياً أكبر من أي وقت مضى.

 

 

("لبنان 24" - The Hill)