لبنان بين سياسة النأي بالنفس وعدمها هل ينجع المسؤولون اللبنانيون تجنيب البلاد عن الصراع الدائر في سوريا وسط تباين وجهات النظر في الرئاسة والحكومة؟
 

أولاً: الرئيس عون يعضد الرئيس بشار الأسد...
تصريحات فخامة الرئيس عون لقناة تلفزيونية  فرنسية مثيرة للاهتمام والاستغراب، فرئيس تكتّل الإصلاح والتغيير قبل أن يصبح "بيّ الكلّ" ليس مع التغيير ولا الإصلاح في سوريا، فالنظام الذي قارعه الرئيس عون أواخر الثمانينيات من القرن الماضي بالسلاح وانتهت بطرد الجنرال خارج البلاد، يشهد اليوم ، وهو رئيس الجمهورية اللبنانية، بأنّ الرئيس بشار الأسد هو الوحيد الذي يصلح لحكم سوريا، وأنّ الذين جابهوا النظام، والدول التي وقفت مع رحيل الأسد ، ومن ضمنهم فرنسا، كانوا من "الجاهلين" بطبيعة النظام وطبيعة المنطقة.

 

إقرأ أيضًا: هل بات قيام رابطة شيعية أمراً واجباً وضرورياً؟
ثانياً: ما جنتهُ يدا جعجع والحريري...
إذا كان الدكتور سمير جعجع معذوراً في ضرورة لمّ شعث المسيحيين وتوحيد كلمتهم بتأييد وصول الرئيس عون للرئاسة اللبنانية، فماذا سيكون الموقف التبريري للرئيس الحريري، الذي سبق وأخذ وعداً من الرئيس عون بالمحافظة على سياسة "النأي بالنفس" عن النار السورية والمطلوبة اليوم من الحكم في لبنان أكثر من أي وقتٍ مضى، فالمنطقة اليوم تبدو على مفترق طُرقٍ حاسم بين وضع الخرائط الجاري الصراع حولها موضع التطبيق، والإصرار الدولي على القضاء على داعش والتصميم الروسي على وضع اليد على سوريا وجوارها، ويبدو أنّ الثمن الذي سيدفعه الرئيس الحريري سيكون باهضاً أمام جمهوره ومحازبيه ، ذلك أنّ "خيانة" الدم السوري الذي سال على أرض سوريا وما زال، لن يمُر دون حسابٍ عسير، ويدخل في ذلك حُكماً تسليم الرئاسة اللبنانية لأقرب المُقرّبين من نظام سوريا الأسد.