تحول كبير في سياسة بلاده المعلنة بشأن سوريا، ذلك الذي عبر عنه وزير خارجية بريطانيا "بوريس جونسون" وهو يصرح بأن لندن تقبل بترشح بشار الأسد للانتخابات المقبلة (أي عام 2021)، في حال تم التوصل إلى "تسوية سلمية" في سوريا.
 
وأتت تصريحات "جونسون" عشية اجتماع رئيسة وزراء بريطانيا "تيريزا ماي" مع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في واشنطن، حيث اعتبر "جونسون" أن تنصيب "ترامب" يدعو جميع الأطراف إلى إعادة النظر في موقفها من الملف السوري.
 
وحسب تقرير نشرته "ذي غارديان" البريطانية وتولت "زمان الوصل" ترجمته، قال جونسون: "رؤيتنا أن بشار الأسد يجب أن يذهب، وهذا موقفنا منذ فترة طويلة، لكننا منفتحون حول كيفية حدوث ذلك، والجدول الزمني الذي يمكن أن يحدث خلاله".
 
وفي كلام أدلى به أمام لجنة العلاقات الدولية في مجلس اللوردات، تابع "جونسون" الذي عرف بتصريحاته النارية ضد بشار: "يجب أن أكون واقعيا فيما يخص تغير المشهد، وربما قد يكون لدينا تفكير جديد حول كيفية التعامل مع هذا. وأخشى أن أقول إن سياستنا القديمة، لا تحظى بقدر كبير من الثقة".
 
وواصل "جونسون" ممهدا للتحول المنتظر: "لقد تشبثنا لفترة طويلة بشعار: الأسد يجب أن يرحل، لكننا لم نكن قادرين في أي مرحلة على جعل هذا الشعار يتحقق، وهو الأمر الذي ولّد مصاعب نواجهها الآن.. لقد وصلنا إلى مرحلة لتقديم نوع من الحلول الديمقراطية، نحن نؤمن بالديمقراطية وندعم الديمقراطية، وإذا كان هناك حل سياسي فأنا لا أعتقد أنه يمكننا تجنب مثل هذا الحدث الديمقراطي، أعتقد أن هذا هو الطريق الذي يقود إلى الأمام".
ورأى "جونسون" أن إدارة "ترامب" قامت بأمر حاسم، عندما أقرت بأن أي اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب في سوريا، لابد أن ينطوي على احتواء إيران، الحليف الرئيس لنظام بشار الأسد. 
 
وادعى "جونسون" أن بلاده لاتريد أن ترى تمددا للسياسة والنفوذ الإيرانيين في المنطقة (الشرق الأوسط)، ملمحا إلى احتمال مشروط يتيح تعاون بريطانيا مع روسيا في مجال محاربة تنظيم الدولة، وهو عين الموقف واشنطن الذي أعلنته تحت إدارة "ترامب".
 
"جونسون" الذي أطلق عدة تصريحات بالغة الحدة تجاه روسيا وزعيمها، عاد ليقول في كلمته أمام لجنة العلاقات الدولية، إنه لا يقوى على الاستمرار في دفع الروس بعيدا ولا المضي في شيطنتهم.
 
ووصل "جونسون" إلى الجملة المفتاحية في كلامه، عندما أقر بأن ما يصرح به هو في النهاية نوع من المضي وراء سياسة "ترامب"، قائلا: "نحن بحاجة إلى أن نفهم بالضبط لماذا يرى البيت الأبيض أن نهاية اللعبة حانت"، منوها بما سماها "بعض التحفظات" بخصوص مواقف البيت الأبيض، لاسيما حول إيران.
 

زمان الوصل