منذ نحو 20 سنة رزقني الله صديقاً لا يشتري كتاباً ولا يرغب بقراءة الكتب.
 

 إلا إن الله تعالى وهبه عقلاً محمولاً ببصيرة مشرقة بنور العلم والمعرفة والحكمة ويداً كريمةً تتلذذ بالجود وقلباً عطوفاً يتحسس لآلام الفقراء الموزعين في القارات ونخوةً   ينحاز بها لنصرة كل مظلوم مهما كان دينه ومذهبه وخذلان الظالم مهما كان دينه ومذهبه ويملك روحاً شجاعة وجريئة فوق ما يتصوره الخيال في التمرد على اعظم فكرة دينية أو فلسفية حينما لا يرى لها أي أثر صالح في سلوك المجتمع ويملك قدرة خارقة في تمييز الخرافة من المعجزة وتعريب الأسطورة من الحقيقة فسألته يوماً عن السر الكامن وراء مواهبه وبعد إلحاحي عليه أجاب بروح نبوية متواضعة : حينما عاهدت الله تعالى أن أثق به ثقة مطلقة ولا أخاف على رزقي من مخلوق حينما أُفصح عن قناعاتي بين الناس لأن الخوف من الناس على الرزق شرك مبطن خفي يسلبنا الرحمة والحكمة  والتسديدات الإلهية  حينها وجدت نفسي صارت تتمتع ببصيرة منيرة  ترى الحق حقا والباطل باطلا والصحيح صحيحا والخطأ خطأ بدرجة عالية وممتازة أملك معها القدرة على إرباك الآخرين كل الآخرين وبخاصة أولئك الذين كلما ازدادوا قراءة للكتب ازدادوا جهلا وسفسطة ألفاظ وعبارات لا أثر لها صالح في مجتمعاتنا منذ قرون قال لي لن يخرج الإنسان من الشرك حتى يخرج الخوف من قلبه الخوف من البشر والأحزاب والحكام حينما يصمم أن يفصح عن قناعاته الفكرية والسياسية أمامهم وهذه الآية تهز كل جوارحي : {  وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون }.
إقرأ ايضاً: الشريعة بين الدليل الصناعي والدليل الوجداني