تحت عنوان "طالبان: الجهاديون الجدد المفضلون لدى روسيا"، نشر موقع "دايلي بيست" الأميركي تقريراً أكد فيه أنّ موسكو تتقرّب مع عناصر حركة "طالبان" على الرغم من العلاقة الوثيقة التي تربطها بتنظيم "القاعدة"، في مسعى منها إلى تقويض حلف شمال الأطلسي "الناتو".


التقرير انطلق من اللقاء الثلاثي الذي جمع بين روسيا والصين وباكستان الأسبوع الفائت لمناقشة الحرب على "طالبان"، لافتاً إلى أنّ الدول المذكورة دعت إلى التحلي بمرونة أكبر على مستوى التعاطي مع الحركة المذكورة، العدو الألد بالنسبة إلى الحكومة الأفغانية، التي لم تتمثل باللقاء، معتبرةً أنّها يعُد عنصراً أساسياً في الحرب على تنظيم "داعش".

في هذا السياق، قال التقرير إنّ الجيش الأميركي يرى أنّ روسيا بخطوتها هذه كأخرى سبقتها تسعى إلى تقويض "الناتو" الذي يحارب "طلبان" وتنظيمي "القاعدة" و"داعش". وفيما أورد التقرير أنّ موسكو دعت إلى اعتماد مقاربة مرنة من شأنها شطب أسماء عدد من رجال الحركة الكبار عن لائحة الأمم المتحدة للإرهاب في سبيل رعاية حوار سلمي بين الأخيرة والحكومة الأفغانية، نقلت عن المتحدّث السياسي بإسم "طالبان"، محمد سهيل شاهين، وصفه ما حصل بالخطوة الإيجابية وتأكيده سعادة التنظيم باعتراف القوى الإقليمية به قوة سياسية وعسكرية.

تعليقاً على هذه التطورات المتسارعة، أكّد الموقع أنّ حركة "طالبان" غير مهتمة بالسلام والأمن، موضحاً أنّها تريد الفوز في الحرب الأفغانية وأنّها تستغل المفاوضات المحلية والقوى العالمية لتحسين موقفها ورفع الحظر على رجالها الكبار بما يمكنهم من السفر والحصول على التمويل وما إلى هنالك.

توازياً، رأى الموقع أنّ روسيا بادعائها أنّ "داعش" يشكّل الخطر الأكبر تُمكِّن "طالبان" من ممارسة ديبلوماسيتها المخادعة، مشيراً إلى أنّ موسكو تلعب هذه اللعبة منذ ما يزيد عن سنة. في هذا الإطار، نقل التقرير عن ممثل الرئيس الروسي الخاص في أفغانستان، زامير كابولوف، قوله في كانون الأول من العام الفائت إنّ مصالح "طالبان" تتقاطع مع مصالح بلاده، على مستوى قتال تنظيم "داعش"، وكشفه أنّ قنوات مفتوحة بين موسكو والحركة المذكورة لتبادل المعلومات في ما بينهما.

في المقابل، شدّد الموقع على أنّ القياديين الأميركيين في أفغانستان لن يقتنعوا بهذه الحجة، إذ سبق لقائد القوات الأميركية وقوات "الناتو" في أفغانستان أن تحدّث عن التأثير السلبي للاعبين الخارجيين على الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من 15 عاماً، وعلى رأسهم باكستان وروسيا وإيران، معرباً عن قلق بلاده من حصول المسلحين أو المجموعات الإرهابية في أفغانستان على دعم خارجي. كما وأكّد كابولوف أنّ "طالبان" ما زالت تشكِّل الخطر الأكبر بالنسبة إلى مستقبل أفغانستان، مستطرداً بالقول إنّ موسكو تسعى إلى تقويض جهود الحكومة الأفغانية وجهود "الناتو" وحقن الأطراف المتحاربة.

بالعودة إلى كابولوف، نقل الموقع عنه اعتباره "طالبان" قوة محلية نشأت نتيجة الدورس التاريخية التي تعلمها عناصرها في أفغانستان، وأنّ مقاتلوها تخلّوا عن فكرة الجهاد العالمية، إذ قال: "إنّهم غاضبون ونادمون على اتباع أسامة بن لادن"؛ علماً أنّه أوضح لاحقاً أنّ الحركة ما زالت تضم تحت جناحها مجموعات صاحبة تأثير كبير مثل "شبكة حقاني"، الأقرب عقائدياً من "داعش".

وفيما رأى الموقع أنّ تصريحات كابولوف متناقضة، نظراً إلى أنّ سراج حقاني نائب لرئيس "طالبان"، ذكّر بأنّ وثائق عدة كشفت أنّ رجال "القاعدة" تعاونوا عن قرب مع حقاني في ساحات المعارك في أفغانستان، قائلاً إنّ روسيا تريد إقناع الولايات المتحدة بأن "طالبان" شريك محتمل، بعد نجاح خطة الحركة الباهر.

وبناء على تصريح كابولوف القائل إنّ موسكو تترقب سياسة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، التي ينوي السير بها في أفغانستان، من أجل تحديد المسار الذي ستتبعه لاحقاً، ختم التقرير بالقول إنّه يتعيّن على الإدارة الأميركية العتيدة أن توضح أنّ "طالبان" و"القاعدة" ما زالا عدويين للولايات المتحدة في أفغانستان.

 

 

( "لبنان 24" - Daily Beast)