يبدو أن المناوشات اللفظية التي اشتعلت مؤخراً بين الصين والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بسبب تصريحاته حول تايوان، لم تعد مرتبطة فقط بشخص الأخير.. بل تعدتها إلى توترات واضحة بين واشنطن وبكين، تمثلت في احتجاج رسمي شديد.
 

حيث قدمت الصين "احتجاجاً شديداً" للولايات المتحدة بعد أن وقع الرئيس باراك أوباما قانون السياسة الدفاعية الذي أشار إلى خطة لإجراء تبادلات عسكرية رفيعة المستوى مع تايوان، بحسب وكالة رويترز اليوم الإثنين 26 ديسمبر/كانون الأول 2016.

ويعبر جزء من قانون تفويض الدفاع الوطني البالغ قيمته 618.7 مليار دولار عن "إدراك الكونغرس لضرورة أن تقيم (وزارة الدفاع الأميركية) برنامجاً للتبادلات العسكرية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وتايوان".

ولا تعترف الصين باستقلال تايوان عنها، وبناء على هذا يحكم علاقة بكين بواشنطن منذ نحو 4 عقود مبدأ "الصين الموحدة"، وهو ما اعتبرت بكين أن ترامب قد تجاوزه حين تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيسة تايوان تهنئه بالفوز في الانتخابات الرئاسية نوفمبر/تشرين الثاني 2016، ومنذ ذلك الحين اشتعلت معركة التصريحات والتلاسن، حتى أن بعض الصحف الصينية المحسوبة على بكين دعت بلادها إلى زيادة التسليح النووي.

وعقب الاتصال الهاتفي بين ترامب ورئيسة تايوان تساي إينغ-وين تقدمت الصين باحتجاج "شديد اللهجة" مطلع الشهر الجاري لدى واشنطن.

وفي بيان صدر في وقت متأخر من يوم الأحد 25 ديسمبر/كانون الأول 2016، قالت وزارة الخارجية الصينية إنها تقدمت باحتجاج للولايات المتحدة بشأن ما يتعلق بتايوان في القانون الذي وقعه أوباما وعبرت عن معارضتها القوية، مؤكدة أن "تايوان أرض صينية وشأن داخلي بحت".

وأشارت إلى أن الجزء الذي يتضمن تايوان في قانون سياسة الدفاع غير ملزم من الناحية القانونية لكنها قالت إنه يمثل تدخلاً في الشؤون الداخلية للصين وإن بكين لن تقبل ذلك.

وتابعت الوزارة "نحث الجانب الأميركي على الالتزام بالوعود التي قطعها للصين بشأن قضية تايوان ووقف الاتصالات العسكرية بين الولايات المتحدة وتايوان ومبيعات الأسلحة لتايوان لتجنب إلحاق أضرار بالعلاقات الصينية الأميركية والسلام والاستقرار في مضيق تايوان."


استعراض قوة

وبالتزامن مع ذلك تستعرض الصين توسع قدراتها العسكرية من خلال رحلة حاملة طائراتها "لياونينغ" التي تقوم برحلة غربي المحيط الهادي، وتقول بكين إنها تجري "تدريبات روتينية"، الأمر الذي أثار الحليف الأميركي؛ اليابان.

وقال يوشيهيدي سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني في مؤتمر صحفي اليوم تعليقاً على تلك التدريبات إن "اليابان ستتخذ كل الخطوات اللازمة للإنذار ومراقبة النشاط في المنطقة".

وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة رسمية صينية اليوم الإثنين 26 ديسمبر/كانون الأول 2016 إن الصين اختبرت نموذجاً جديداً من المقاتلات الخفية تنوي تزويد جيشها الوطني بها وتطمح إلى بيعها في الأسواق الأجنبية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وقالت صحيفة "تشاينا ديلي" التي تصدر بالإنكليزية إن هذه النسخة المطورة من طائرات "إف سي-31 جيرفالكون" التي كانت معروفة باسم "جي-31"، قامت بطلعة أولى الجمعة 23 ديسمبر/ كانون الأول 2016 في شينيانغ (شمال شرق) حيث تم إنتاجها من قبل المجموعة الصينية الحكومية لصناعة الطيران.

وكان أول نموذج من طائرات "إف سي-31" اختبر في تشرين الأول/أكتوبر 2012، كما تذكر الصحيفة.

وللمقارنة، نقلت "تشاينا ديلي" عن الخبير وو بيتشين أن "النموذج الجديد +إف-31+ يمتلك على ما يبدو قدرات خفية أفضل ومعدات إلكترونية محسنة وقدرة أكبر على النقل"، مشيراً إلى أن هذه الطائرة "أكثر رقة وأقل وزناً وقيادتها أسهل".

وأكد فو تشيانشاو الخبير في سلاح الجو الصيني للصحيفة أيضا أن الطائرة مزودة بأحدث الأجهزة، وخصوصاً منظومات للرصد الإلكتروني البصري، ومنظومات للرؤية مدمجة في خوذة الطيار.

وأضاف "أعتقد أن الطائرة تتمتع بآفاق تجارية كبيرة". وقدر فو ثمن الطائرة الواحدة من هذا النوع بسبعين مليون دولار أي أقل من سعر طائرات "رافال" التي تنتجها مجموعة داسو الفرنسية أو المقاتلة الأوروبية "تايفون" التي يبلغ سعر كل منها مئة مليون دولار.

كما أن ثمنها أقل من الأميركية "إف-35 لايتنينغ-2" التي تنتجها مجموعة "لوكهيد مارتن".

وقالت الصحيفة إن الطائرة الصينية الجديدة تتسم بوزن أقصى عند الإقلاع يبلغ 28 طناً وشعاع عمل من 1250 كلم. ويمكنها التحليق بسرعة 1,8 ماخ أي أكبر ب1,8 مرة من سرعة الصوت، ونقل ثمانية أطنان من الأسلحة.

وتستطيع الطائرة نقل ستة صواريخ في مخزنها وستة صواريخ أخرى تحت أجنحتها.