نشرت مجلّة "بيزنيس إنسايدر" التوقعات السياسية والعالميّة لعام 2017، منطلقةً من أنّ بعض الأحداث التي حصلت خلال عام 2016 تشير الى أنّ لا توقعات مطلقة في عالم السياسة والشؤون العالمية.


ولفتت المجلّة الى أنّ خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي وانتخاب دوناد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، أمران أظهرا إخفاقات كامنة خلال التحليل إعتمادًا على صناديق الإقتراع.

وبالرغم من المفاجآت التي حملها عام 2016، فقد كشف الفريق المحلّل عسكريًا ودفاعيًا في المجلّة، عمّا صدق معه من توقعات، مثل عَسكرة بحر الصين الجنوبي، تخطّي رئيس جمهورية الكونغو للدستور وتمديد ولايته، كذلك حصول حالة طوارئ في تركيا.

وبالنسبة عن قدرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على تنفيذ الهجمات، فيبدو أنّه سيخفق مقارنةً مع ما كان يقوم به، وسيخسر أراضٍ كان استولى عليها في الشرق الأوسط.

وفيما يلي أبرز التوقعات الجيوسياسية التي يمكن أن تحدث خلال عام 2017.

-توقّع بول سزولدرا، من فريق المجلّة الذي أطلق التوقعات، أن تشكّل كوريا الشمالية أحد أوّل التحديات التي ستواجه دونالد ترامب بعد دخوله البيت الأبيض، فالزعيم الكوري كيم جونغ أون يقترب من الحصول على برنامج أسلحة نووية هجوميّة، ما قد يشعل من التوتّر الأميركي – الكوري، كذلك فالولايات المتحدة تقيم تدريبات عسكرية وبحرية مع الجارة الكورية الجنوبية، والردّ الشمالي لن يكون مرحّبًا.

-سوف تتخذ روسيا خطوات إستفزازية ضد دول البلطيق لاستكشاف ردّة فعل ترامب واختبار يعض دول العالم. ولن تتردّد بهكذا خطوة، لأنّها عندما تدخّلت في أوكرانيا وعملت على ضمّ جزر القرم لها، كانت ردّة فعل المجتمع الدولي عاديّة. وفي تشرين الأول الماضي، قامت موسكو بنقل صواريخ نووية إلى أماكن قريبة من بولندا وليتوانا، فما كان من حلف شمال الأطلسي إلا أن ردّ بتعزيز قوات واستقدام دبابات الى دول البلطيق. وسألت المجلّة إن كنّا سنواجه حربًا باردة جديدة!

-سوف يخسر تنظيم "الدولة الإسلامية" السيطرة على معقله في الرقة عبر هجوم بري كبير سيُشنّ ضده. وسيستمرّ بالتراجع خلال 2017. أمّا عن الموصل، فتوقعت المجلّة سقوطها من يد "داعش" في أوائل العام القادم. ويرجّح مسؤولون عسكريون أميركيون أن يستمر القتال من شهرين الى 4 أشهر قبل السيطرة على الموصل. وبعد سقوط المدينة العراقية المهمة للتنظيم، سوف تحاول عناصره الصمود في بعض المدن العراقية، قبل انتقال جميع المقاتلين الى الرقة.

في الماضي، تجاهلت الحكومة السورية داعش والرقة التي يسيطر عليها، لكن مع استرجاع النظام للأراضي، سيجد نفسه محرجًا بمعركة الرقة، عبر الدخول في تحالف مع الولايات المتحدة، الى جانب روسيا وإيران.

-يرى "داعش" أنّ الهجمات التي ينفذها في الخارج، وخصوصًا في العواصم الغربية، سوف يلزم "الأعداء الغربيين" على الرضوخ قليلاً عبر تأمين بعض عناصره، لذلك توقعت المجلّة حصول المزيد من الهجمات الارهابية في دول غربية خلال 2017.

- توقّع أليكس لوكي من المجلّة عينها، أن يبقى الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. ورأى أنّه مع سقوط حلب، بات الجيش السوري ومن يدعمه من روسيين وإيرانيين، يسيطرون على الجزء الأكبر من شرق سوريا. وبما أنّ ترامب أعرب عن عدم رضاه غير مرّة عن السياسة الأميركية في سوريا وتسليح المعارضة، فإنّه على الأرجح يفضّل بقاء الأسد في السلطة، مقابل تبادل بعض المصالح الأميركية مع روسيا، ما سيؤدّي الى تشديد الروابط الوديّة مع موسكو، وهو الأمر الذي أعرب عنه ترامب خلال حملته الإنتخابية.

-من المنتظر أن تختبر الولايات المتحدة الصين، فقد رأت المجلّة أنّ إستيلاء الصين على غواصة تابعة للبحرية الأميركية في المياه الدولية، يتطلّب ردًا، لكنّ ترامب وفي معرض ردّه على ما حصل، قال: "فلنتركها معهم!". لكنّ هناك مشكلة أكبر تلوح في الأفق. فالصين تريد السيطرة على بحرها الجنوبي، وبإعلانها الإستعداد لمواجهة الولايات المتحدة، فتكون تضعف القوة الأميركية في المحيط الهادئ.

-لن يقدم ترامب على إلغاء الإتفاق النووي مع إيران. وبالرغم من أنّه أبدى معارضته للإتفاق خلال حملته الإنتخابية، إلا أنّه لن يلغيه، فهناك دول أخرى ستقيم علاقات مع إيران. وفي المقابل سوف يقوم ترامب بخلق بيئة سامّة حول التعامل مع إيران والإستثمار فيها، وسيعمل إلى جانب الشركات الأميركية لمنع العمل مع الجمهورية الإسلامية.

-سوف يعزّز "داعش" وجوده على مواقع التواصل الإجتماعي، ومع نهاية الـ2017، لن يكون هناك تواجد لـ"داعش" على الأرض، بل فقط على الحسابات الإلكترونية، وسوف تصبح "الخلافة" إلكترونية، حيثُ سيستمر التنظيم بتجنيد متشدّدين وإسلاميين ومعادين للغرب.

-توقّع عضو آخر في المجلّة ويدعى كريستوفر وودي ألا يكون ترامب منفتحًا على كوبا، على عكس ما فعله باراك أوباما.

-سوف يقلّل الجدار بين الولايات المتحدة والمكسيك من تدفّق المخدرات الى الداخل الأميركي، لكن بنسبة بسيطة.

- تتجه جماعة فارك الكولومبية المتمردة إلى الإنحلال، إلا أنّ بعض المشاكل ستواجه تلك الدولة.

لبنان24