إذا صحّ ما ذكره الصديق الصحافي المخضرم إيلي الحاج أنّ الوزير جبران باسيل تمكّن من توزير اثنين من مستشاريه، هما السيد سيزار أبو خليل ويعقوب الصراف، ليشغلا وزارتين من الوزارات المتنازع عليها والمصنّفة سيادية، فحقيبة الدفاع للصراف والطاقة لأبو خليل، كما أنّ ابنة الرئيس عون السيدة ميراي، وهي مستشارة لدى الرئيس، تمكنت من توزير شريكها في سيدرز بنك السيد رائد خوري وزيراً للاقتصاد.

فيكون الوزير باسيل الذي يتأبّط وزارة الخارجية، سيد القصر بلا مُنازع، كما توقّع كثيرون.

وهذه التلاعبات  والمحسوبيات والمحاصصات تنالُ من صدقية العهد، وتُثبت أنّ الرئيس ليس "بيّ الكل"، بل تنحصر الأبُوّة بالعائلة والأصهرة، ويكون الوزير السابق سليمان على حقّ، عندما بادرهُ أحد الصحفيين بأنّ الرئيس عون بيّ الكل بقوله: أنا أبي مات من أربعين سنة، ولا أرتضي غيره أباً.

فإذا كان باسيل يُمسك بالطاقة (والتي يحنُّ إليها منذ أن ذاق حلاوتها)، والدفاع والخارجية والاقتصاد، فهو وعن جدارة رجلٌ في دولة، ودولة في رجل، لا يقف أمام الصعاب ويتجاوز كلّ المعوقات والمحظورات، ولا يلتفت ناحية ضحاياه، ولعلّ أبرزهم اليوم وزيراً من أنجح وزراء حكومة الرئيس سلام هو وزير التربية السيد الياس أبو صعب، مُضافاً إلى خسارة وزير الصحة العامة السيد وائل أبو فاعور، فتكون بداية رئاسة حكومة الحريري الثانية مشوبة بنواقص خطرة، ونرجو ألا تكون هذه البداية مقدمة لبطاقة سفر ثانية ذات وجهة واحدة one way, ولكن هذه المرّة بشكل نهائي (لا سمح الله).