على أخبار سوريا والعالم يُوالي القومجي المخضرم عبدالباري عطوان ذرف دموع التماسيح على حلب وشعب حلب وأطفال حلب، الذين قُتلوا وهُجّروا ودُمّرت بيوتهم، وتاهوا في أرض العرب الذين ينتمي إليهم عطوان، فتارةً يكتب بأنّ حلب مرحلة جديدة في تاريخ سوريا الحديث قبل سقوطها، ويكتب عن الخدعة التي وقع بها الشعب السوري بعد سقوطها، والذين خدعوه هم الذين يتحملون مسؤولية القتل والدمار.
 

أولاً: من هو عبد الباري عطوان؟
هو صاحب ورئيس تحرير جريدة "القدس العربي" سابقا  التي تصدر في لندن، فلسطيني ابن فلسطيني، وهذا النسب يجب أن يكون محلّ فخرٍ واعتزاز، لكن عطوان، الذي كان يُفترض به الدفاع عن الشعوب المقهورة والمسحوقة، ينحاز لصالح الديكتاتورية ورموزها، فقد ظلّ يدافع ويُنافح عن صدام حسين حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، طبعاً مع كيل الشتائم لأميركا، فلو بقي صدام حسين لكان العراق والأمة العربية بألف خير اليوم، ونافح ودافع عن معمر القذافي ، كما يدافع اليوم عن بشار الأسد، آخر بطل "قومي" لم يخذل عطوان، وما زال واقفاً على رجليه، صامداً في وجه الإمبريالية الأميركية وحُكّام الخليج.
ثانياً: من غرّر بالشعب السوري، عليه دفع الثمن
هذا الشعب السوري المظلوم برأي عطوان، مظلوم من خمس سنوات فقط، عندما غُرّر به وخرج على وليّ الأمر، خرج على حكم آل الأسد، الذين اشاعوا الديمقراطية والحرية والرفاه للشعب السوري! هؤلاء السوريين الذين خرجوا بتوجيهات حكام الخليج وأميركا، فذاقوا القتل والتهجير، وتاهوا في بلاد الله الواسعة حتى ضاقت بهم، فقُتل من قُتل، وسُجن من سُجن، وعُذّب من بقي على قيد الحياة، وهاهي حلب عبرة لمن اعتبر، في حلب جريمة كبرى برأي عطوان، لكن من ارتكبها هم الذين خدعوا هذا الشعب وتركوه ليلقى مصيره البائس، وهم معروفون عند عطوان: الملك سلمان السعودي والأمير تميم القطري، ومعهم اردوغان وأوباما. هؤلاء "الخونة" الذين شجّعوا السوريين على الخروج يجب أن يدفعوا ثمن مذبحة الشعب السوري في حلب، أمّا روسيا وإيران وحلفاؤها، مع النظام السوري، فلم يتدخّلوا في هذه المجزرة إلاّ بالباصات الخضراء، والمساعدات الغذائية والالبسة الشتوية، فحقّ على المشرّدين بين أنقاض حلب والذين يُقتلعون من بيوتهم أن يستعدوا لشكرهم ويلعنوا من حرّضهم على "الثورة"  وزيّن لهم حُبّ الشهوات (الثورة والحرية)، فعمّ البلاء والخراب.
ثالثاً: ماذا لو وجّه عطوان نصائحه للفلسطينيين
حبذا لو تخرس يا سيد عبدالباري، فالباري بريئٌ منك، أو حبذا لو تتوجّه بنصائحك إلى أبناء جلدتك وشعبك الفلسطيني، حتى نشهد ما سيحلُّ بك من البلاء، فالشعب الفلسطيني، قبل الشعب السوري إن كنت تذكر، لا يكلُّ ولا يملّ من الانتفاضات والثورات والمشاغبات ورمي الحجارة بوجه اليهود، ويحتجّ على بناء المستوطنات (مع أنّه في نهاية المطاف بناء وليس هدماً) . ولماذا لا تتوجه بنُصح الفلسطينيين فيقنعوا بما رزقهم الباري عزّ وجلّ في ظل احتلال يكفل لهم الأمن والأمان؟ فلا يصيبهم ذُلٌ أو هوان،وما بالك لا تحثّهم على نسيان حقّ تقرير المصير أو حقّ العودة، وحبذا لو تنصحهم بالرّشد، فيجلسون مع "إخوانهم" اليهود حول طاولة واحدة، ويُسلّموا ما بقي من حقوق محفوظة، حبذا لو تُوزع نصائحك بين الأشقاء السوريين والفلسطينيين، لنشهد بأُمّ العين مصير أمثالك، أم لعلّك تعلم علم اليقين بأنّ المجرمين الصهاينة لن يُقدموا على ما أقدم عليه بشار الأسد وحلفاؤه في أنحاء سوريا منذ خمس سنوات. الأسد أو نحرق البلد، يا مقدسي ويا عربي.