تمهيد: في مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذي عقد دورته الأخيرة في دمشق خلال الشهر الجاري، وقعت مفاجأة مدوية أطلقها أمين عام الاتحاد، فقد أعلن في كلمته أنّ الخطر الإيراني (الصفوي) يهدّد استقرار البلاد العربية، ويقتحم مجالها السياسي والاجتماعي، ويُؤسّس لحروب مذهبية في مختلف هذه البلاد.
أولاً: تسريب في عرين النظام الإيراني...
الغريب، أن يرتفع صوت عربي في قلب دمشق، قلب العروبة النابض على مدى التاريخ، وعرينُ النظام الإيراني حالياً، يُطالب بوقف العدوان "الصفوي" على الأمة العربية، والسؤال المُلحّ يبقى : كيف تجرأ أمين عام الاتحاد على إثارة الموضوع الإيراني الحسّاس في مؤتمر يحظى برعاية رسمية؟ وهل كان القائمون على المؤتمر وأعماله على دراية بحديث الأمين العام؟ أم أنّهم كانوا في غفلةٍ من أمرهم حين وقعت الواقعة، وكيف مرّت الحادثة؟
ثانياً: بُشرى الخليل كانت حاضرة...
وبشرى الخليل هذه محامية "المفرقعات" الإعلامية والأحداث الدرامية، دافعت عن صدام حسين بعد اعتقاله وقبل إعدامه، ودافعت عن هنيبعل القذافي قبل تنحيتها، وفي استضافة لها اليوم على إذاعة "صوت الشعب"قالت أنّها كانت ضد الوصاية السورية قبل الإنسحاب العسكري السوري من لبنان، فهي كانت تجلس على يمين الرئيس كامل الأسعد في مؤتمراته الصحفية، وتترشّح للإنتخابات النيابية على لوائحه، أمّا اليوم فهي المحامي الأول عن حزب الله (وليس في هذا بأسٌ أو عيب) ، لكن المعيب أنّها لا تعرف كيف تدافع عن الحزب، فمنع أغاني فيروز في الجامعة اللبنانية أمرٌ عادي، مع تقديرها لفيروز، وتعود معالجته للطالب الذي أمر بالحظر، لا لقيادة الحزب، وهي ترى أنّ في الحزب من لا يُحرّمون الغناء، وبعضهم يسمع ويحتفل،وهذا يبقى ضمن المعقول والمفهوم، لكن عندما سألها المحامي حجازي (مقدم برنامج صوت المحامي في صوت الشعب) عن رأيها في ما ذهب إليه أمين عام اتحاد المحامين العرب في دمشق بمهاجمة الوجود الإيراني في بلاد العرب، أصرّت الخليل على أنّ دمشق هي واحة الحريات في الوطن العربي، واحترام إرادة المنظمات والاتحادات والفعاليات التي تجتمع في دمشق، ورعاية آراء الضيوف وتأمين حرياتهم الفكرية والشخصية. لكن تمّ الرّد على الأمين العام من قبل المحامي اللبناني خريس، والست بشرى قامت بالواجب خارج القاعة، (ذلك أن لا صفة تنظيمية لها في المؤتمر). إلاّ أنّ ما غاب عن ذهنها و"مفهوميّتها" أنّه ربما تواجد في كواليس نقابة المحامين السوريين من يرى رأي الأمين العام للإتحاد العربي، بأنّ الخطر الإيراني (لا الصفوي)  بات جاثماً على صدور عددٍ من البلاد العربية، ولعلّ أكثرها ارتهاناً هذه الأيام هو النظام السوري، وبالتالى لا موجب للرّد على هكذا اتّهام ، ولعلّه بات مقبولاً ومطلوباً، وقريباً سيتعاضم حاملوه والمؤمنون به، فالوطن باقٍ، وكلُّ احتلالٍ إلى زوال.