في الوقت الذي تُنشر فيه سلسلة تقارير تشير الى تقدّم عسكري أميركي – عراقي في هجوم الموصل ضد تنظيم "الدولة الإسلاميّة" من جهة، والحديث عن العمليات الخاصّة الأميركية للإستيلاء على الرقة من جهة أخرى، بدأ التنظيم يخشى من أن يصبح تحت الحصار، بحسب موقع "ديبكا فايلز" الإستخباراتي الإسرائيلي الذي لفت الى أنّ الحقائق عن تقارير التقدّم العسكري تظهر العكس.

ولفت الموقع الى أنّ 25 شخصًا قتلوا في اعتداءٍ على الكاتدرائية المرقسيّة في العباسية بالقاهرة الأحد، حيث كان بابا الأقباط الأنبا تواضروس الثاني يقيم الصلاة هناك. وكشفت مصادر "ديبكا" أنّ الإعتداء نفّذه إرهابيون من الرقة، أخذوا وقتهم حتى يضربوا العاصمة المصرية.

وقبل يوم السبب، قتل 6 من قوات الجيش المصري بتفجير بتوقيع إرهابي أيضًا، بالقرب من أهرامات الجيزة. وفي اليوم نفسه، تقدّم مقاتلو "داعش" نحو المدينة الأثرية في تدمر، وذلك بعد 9 أشهر من طردهم منها. وخلال نهاية الأسبوع الحالي، سقط عشرات القتلى والجرحى للتنظيم.

إذًا، "داعش" يعمل على جبهات متعددة، وهناك عوامل عدّة تجعله يطلق العنان لموجة جديدة من الإرهاب في الشرق الأوسط.

وأوضح الموقع ما يلي:

أولاً: لوحظ بعض المماطلة في الحملة الأميركية العراقية الكرديّة ضد "داعش"، ما أدّى الى عدم التمكن من ضبط حرية التنظيم بالتنقل بين الموصل والرقة أو طرده من المدينة العراقية.

وقد قدم وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر الى بغداد الأحد، وهو مبعوث من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما من أجل بذل الجهود الأخيرة لإحياء معركة الموصل. لكنّ فرص نجاحه قليلة، فالحلف العسكري الذي أطلق منذ شهرين فقد عنصرًا حيويًا، قوات البشمركة الكردية.

كما أنّ القوات العسكرية العراقية التي استولت على بعض ضواحي الموصل، توقفت بعد الوصول الى الخطوط الدفاعيّة التي وضعها "داعش".

أمّا الجبهة الشيعية الموالية لإيران التي تعهّدت بالإستيلاء على تلعفر، من أجل قطع صلة الوصل بين العراق وسوريا، توقفت بعد تحذير تركي بعدم وضع أي موطئ قدم في تلك المنطقة.

كذلك فالقيادة الأميركية التي تقود الحرب الجوية في العراق على خلاف مع القيادة الجوية العراقية، وقد أوقفت الطيران العراقي.

وحتى لو استطاع كارتر حلّ جميع هذه القضايا بعصا سحريّة، فالآمال الكبيرة التي عُقدت عند انطلاق معركة الموصل فقدت، وبالكاد يمكن إعادتها قبل نهاية ولاية أوباما. والجدير ذكره أنّ إثنين على الأقل من المستشارين الذين عيّنهم ترامب - بينهم وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي الجنرال مايكل .فلين- انتقدوا مسار عملية الموصل

ثانيًا: بعد الحملة الأميركية الكردية التي تحصل في الرقة، يقول خبراء إنّه لا يمكن إستعادة معقل التنظيم بالوسائل التقليدية، خصوصًا وأنّ هناك منطقة كبيرة عبارة عن صحراء. واستفاد "داعش" من تلك التضاريس لتوزيع مقاتليه عبر منطقة تمتد مئات الكيلومترات من شمال سوريا الى شرقها وصولاً الى نهر الفرات.

ورأى الموقع أنّه عندما أعلن كارتر أنّه يريد إرسال قوات عمليات خاصّة إلى سوريا للإنضمام الى معركة الرقة، لم يكن يعلم أنّ الروس والسوريين على وشك خسارة تدمر، بعد محاولة "داعش" احتلالها مجددًا . وما حصل في تدمر لم يعجب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في معركة قواته مع الإرهاب في سوريا.

ثالثًا: يخوض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي معركة ضدّ مجموعات "داعش" في سيناء منذ سنتين، وكل بضعة أشهر يشكل "الجهاديون" تهديدًا لإستقرار مصر.

وأكدّت مصادر "ديبكا" أنّ ضرب الكنيسة في القاهرة كان عملاً أعدّه الجهاديون في الرقة.

وقد وضعت الأجهزة الأمنية الأميركية والأوروبية في حالة تأهّب قصوى، لأنّهم يرون أن الجهاديين سيعودون لضربهم في ديارهم.