اشارت المعلومات الى إن هناك حالة امتعاض لدى رئيس الجمهورية على الحملة الإعلامية التي تستهدفه ولا يبدو "حزب الله" بعيداً منها، من خلال الحملة على رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، بالتوازي مع الاتهامات التي وجهها برّي عبر أحد نواب كتلته، أيوب حميد، لـ"التيار الحر" و"القوات اللبنانية" بأنهما أساس المشكلة في عدم تأليف الحكومة.

واستناداً إلى المعلومات نفسها، فإن هناك قراراً واضحاً لدى "حزب الله" تحديداً، بعدم إفساح المجال أمام عهد الرئيس عون بالانطلاق بقوة، فهو صحيح أنه ساهم في انتخابه وقبِلَ بتكليف الرئيس الحريري بتشكيل الحكومة، لكن الصحيح أيضاً أنّ الحزب ما كان مسروراً بعودة رئيس "المستقبل" إلى السلطة، وهو ما نُقل عن مسؤوليه، من أنّ الحريري سيُكلَّف لكنه لن يُؤلِّف إلا وفق رؤية "الحزب" وحلفائه للحكومة العتيدة، وهو ما يحصل الآن، من خلال وضع النائب سليمان فرنجية في الواجهة والتذرع بأنهم يريدون إعطاءه حقيبة خدماتية وازنة، فيما أن حقيقة الأمور تبدو في مكان آخر، في ظل عودة الحديث عن أن "حزب الله" لم يعد مقتنعاً بجدوى استمرار النظام السياسي القائم، وهو يريد فعلاً الضغط باتجاه "المثالثة" الشيعية المسيحية السنية، بهدف ضرب المناصفة القائمة بين المسلمين والمسيحيين التي يحرص عليها العهد الجديد والرئيس الحريري تحديداً، سيّما أنّ المروّجين لـ"المثالثة" يرون أنّ الظروف قد تبدو مؤاتية الآن للضغط باتجاه تنفيذ هذا المشروع الذي يواجه برفض لبناني عارم وينذر بمضاعفات بالغة الخطورة في حال إصرار "الثنائي الشيعي" على تنفيذه.

واستناداً إلى المعلومات، فإن "حزب الله" الذي لم يرتح لمضمون خطاب القسَم وما تلاه من مواقف لرئيس الجمهورية، أراد أن يبعث بأكثر من رسالة إلى الرئيس عون بأنّ الخروج عن طاعته قد لا يبدو أمراً مقبولاً وخاصة في الانفتاح اللافت الذي أبداه رئيس الجمهورية تجاه المملكة العربية السعودية وعبرها إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وما يحكى عن عزم الرياض على إعادة الاعتبار لهبة الـ4 مليارات دولار المخصّصة للجيش والقوى الأمنية. 

وأكدت مصادر نيابية مسيحية أنّ عرقلة تأليف الحكومة تعبّر عن مدى الاعتراض على التفاهم المسيحي بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" الذي أعاد الاعتبار للقرار المسيحي الذي كان مهمّشاً في السنوات الماضية، ولذلك فإن المتضررين من هذا التفاهم يريدون أن يوجّهوا سهام الاعتراض عليه، من خلال فرملة اندفاعة العهد ووضع العراقيل أمام الرئيس المكلّف وتضييق الحصار على الرئيس عون الذي يرفض أن يكون مقيّداً، انطلاقاً من حرصه على تنفيذ خطاب القسَم كاملاً.


السياسة الكويتية