كيف ستنعكس قرارات اوبك على اسعار المحروقات في لبنان؟ وهل سيرتفع سعر البنزين في الاسابيع القليلة المقبلة حوالى 1200 ليرة للصفيحة؟توصل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) امس إلى اتفاق في شأن أول خفض لإنتاج النفط منذ 2008، يقضي بخفض انتاج النفط بمقدار مليون و200 الف برميل يومياً.

وافقت دول اوبك على اقتراح تقدمت به الجزائر خلال أيلول يقضي بتحديد سقف جديد للإنتاج عند 32.5 مليون برميل يوميّاً، مقارنة مع 33.6 مليون برميل يوميّاً في الوقت الحالي.

بموجب سقف الاتفاق الجديد لاوبك، ستخفّض السعودية انتاجها النفطي إلى 10.06 مليون برميل يوميا، علماً ان إنتاج المملكة كان وصل الى 10.54 مليون برميل يوميا في تشرين الأول. أما انتاج إيران فجرى تحديده عند 3.797 مليون برميل يوميا.

جدير بالذكر انه قبيل الاعلان عن خفض سقف انتاج النفط في اجتماع فيينا، قفزت أسعار النفط ثمانية في المئة أمس ليرتفع سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 3.76 دولار إلى 50.14 دولارا للبرميل.

انعكاس الاتفاق محلياً

عن تأثير هذا القرار على اسعار المحروقات في الاسواق اللبنانية، قال الخبير في المجال النفطي جورج البراكس لـ«الجمهورية»: ان اتفاق منظمة «أوبك» على اقتراح الجزائر بخفض إنتاج النفط 1.2 مليون برميل يوميا يعني اننا سنلمس تحسناً في الاوضاع وسيلجم هذا القرار الى حد ما هبوط الاسعار.

لكنه لفت الى انه قبل انعقاد هذا الاجتماع، أبدت روسيا استعدادها لخفض الانتاج، بينما وضعت السعودية بعض الشروط على ايران، فطالبتها بالالتزام بإنتاج أقل من 4 مليون برميل يومياً والا لن تخفض انتاجها. لكن وبعدما تبين ان دول اوبك اتفقت على خفض الانتاج يعني انه تم التوافق في ما بين الدول المنتجة للنفط المنضوية ضمن منظمة اوبك.

واعتبر ان هذه الكمية التي اتفق على خفضها أمس غير كافية انما تساعد في لجم هبوط الاسعار، شرط ان تلتزم كل الدول بكمية الانتاج التي اتفق عليها، وأولهم ايران، السعودية وروسيا عندها من المفترض ان يصبح التعاطي ايجابي في لجم الاسعار من الهبوط. كذلك تنبغي الاشارة الى ان العراق بعدما كانت تعارض خفض الانتاج، أبدت بالامس استعدادها خفض الانتاج والالتزام بالسقف المحدد للانتاج.

تابع: في حال أصبح هناك التزام جدي بخفض سقف الانتاج بمليون و200 الف برميل يوميا، من المفترض ان يؤثر ذلك على سعر برميل النفط الذي من المتوقع ان يرتفع في الاسابيع المقبلة، على الا يتخطى سقف الـ 60 دولاراً للبرميل، طبعاً شرط ان يكون هناك التزام جدي ودائم من الدول بسقف الانتاج المحدد، علماً انه في الاوضاع الاقتصادية الدولية الحالية لا يزال العرض أكثر من الطلب في الاسواق، لذا بعد تطبيق هذا القرار من المتوقع ان يتراجع حجم الفائض تدريجياً في الاسواق.

وأكد البراكس رداً على سؤال انه لا يزال يستبعد جداً ان يعود سعر برميل النفط الى 100 دولار كما وصل اليه في السابق.

وشدّد على ضرورة ان تلتزم ايضاً الدول المنتجة للنفط خارج اوبك بأن تخفّض انتاجها، لافتاً الى انه لا يزال هناك ضبابية في هذا الموضوع، ستظهر بوضوح في الايام المقبلة. لكنه اوضح انه في حال التزمت اوبك بالتخفيض كذلك الدول المنتجة للنفط خارج منظمة اوبك، عندها من المتوقع ان يتحرك سعر البرميل صعوداً انما ضمن هامش محدود.

اما عن انعكاس الاسعار الجديدة المتوقعة لسعر برميل النفط على الاسواق اللبنانية، فقال: في حال وصل سعر برميل النفط الى 60 دولاراً ينتظر ان تسجل في الاسابيع التي تلي هذا الارتفاع، ارتفاعات متتالية لاسعار المحروقات في الاسواق اللبنانية على ألا تتخطّى الـ 1200 ليرة.

(ايفا أبي حيدر - الجمهورية)