غالباً ما يكون الواقع أغرب من الخيال، فلا بأس بابتداع ما يجب أن تكون عليه الحال بين الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل في الأيام القادمة.
 

 لقد تصاعدت الشكاوى من سلوك باسيل بعد انتخاب عمّه رئيساً للجمهورية وتضاعفت الامتعاضات، فهو يتصرف كأنّه الرئيس المنتخب الأصيل والفعلي، وبدأت لهجة خطابه (المتعالي أصلاً) تتعالى أكثر فأكثر، وبما أنّه، ومنذ البدء، شخصية غير مُحبّبة عند الأقارب والأباعد، بدأ يثير حساسية القوى السياسية الفاعلة في البلد، ومع تعثّر تأليف الحكومة، وبالنتيجة تعثّر انطلاقة العهد، بدأ المستشارون والمقربون يهمسون بألا بدّ من أن يجد الرئيس حلّا لمعضلة جبران، حتى وصلت المخاوف والهواجس إلى مسامع الرئيس، فاستدعى باسيل على عجل، وعندما مثُل بين يديه، بادره بالقول:
الرئيس: هل علمت أنّي حين استعملتك على وزارة الطاقة وبعدها على وزارة المواصلات كنت بلا نعلين، ثمّ بلغني أنّك اليوم تمتلك عقارات تقدّر بملايين الدولارات، فضلا عن الأقاويل بامتلاكك قصراً في بلد أوروبي، وقد ذهب البعض للقول باقتنائك طائرة خاصة، فأخبرني من أين اجتمع لك كل ذلك؟
باسيل: كلها كما ذكرت، يا عمّاه، أقاويل وأباطيل، أمّا العقارات فقد تمكّنتُ من شرائها بما ادّخرتهُ من رواتبي ومخصصاتي ومدخراتي ، وما ورثته عن أجدادي. فأقلع عن هذا وذاك، رحمك الله.
الرئيس: لقد حسبتُ لك رزقك ومؤونتك ورواتبك وما تدّعيه من مواريث، فوجدته لا يصل إلى عُشر ما تملكه اليوم، وبما أنّني وعدت اللبنانيين أن أكون رجل إصلاحٍ وأمانة ، فلا يحسُن بي أن أخذلهم، وأن يكون أحدٌ من بطانتي رجل سوءٍ وفساد، لذا أرى أن ترُدّ ما فضل عن رواتبك لخزينة الدولة، فالمواطنون أولى منك بهذا المال.
باسيل: ليس لك ذلك 
الرئيس: بلى والله، وأُوجع ظهرك، ثمّ قام إليه بالدُّرّة (سوط كان يستعمله عمر بن الخطاب مع عمّاله) فضربهُ، حتى صاح مستغيثاً: سمعا وطاعة.
ثمّ جلس الرئيس مُتعباً، وبدت عليه علامات الاستياء والاشمئزاز، وقال له: لا يتّسع هذا القصر لنا نحن الاثنين، اجمع أغراضك من المكتب الذي افتتحته عُنوةً في القصر دون علمي، ثم أغلقه وسلّم مفاتيحه.
فردّ باسيل غاضباً: والله لن أعمل لك عملاً بعد اليوم، وبعدما بدر منك اليوم من جفاءٍ وغلظة.
الرئيس: اخرج الآن ، وانتظر إشارةً مني حتى أستعملك عند صلاح أمرك، وعند الاطمئنان إلى حُسن طويتك، وحفظك للأمانة والمسؤولية، أسأل الله أن يُعين كلّا على كل.